قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، مدير تحرير جريدة "الوطن"، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أن الإعلام يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة وخصوصًا في هذه المرحلة التي تمر بها مصر، موضحًا أن تعويل السيسي على دور الإعلام كان في آخر لقاء معه، مضيفًا: "مصر لا تزال في مرحلة انتقالية وتعرضت لمؤامرات داخلية وخارجية لم تحدث في تاريخها". وأوضح مسلم، خلال استضافته ببرنامج "الآخر"، المذاع على القناة الأولى المصرية، أن السيسي يريد أن تكون الناس على أهبة الاستعداد ولديها إدراك كامل بحجم المخاطر التي تتعرض لها البلاد، نافيًا أن يكون ذلك نوعًا من الديكتاتورية. وأشار الكاتب الصحفي إلى أن السيسي لديه قدرة كبيرة على الاستماع لكل وجهات النظر، منوهًا بأن مصر في حالة حرب حقيقية، واصفًا من لا يعترف بأن مصر في حالة حرب فهو إما شخصًا "متآمرًا" أو "ساذج". وشدد مدير تحرير "الوطن" على أن هناك مشاكل لا يمكن أن يتجاهلها أحدًا، ضاربًا مثالًا على ذلك بأزمة الكهرباء وحديث وزير الكهرباء أن الإخوان لهم ضلع في حرق محولات الكهرباء، متسائلًا: "هل وزير الكهرباء تقاعس عن إقالة قيادات الإخوان في وزارة الكهرباء"، موضحًا أن هناك مشكلة بأن الأزمات لا تحل إلا بتدخل السيسي، متابعًا: "لماذا رئيس الوزراء لا يتدخل لحل أي مشكلة". وأضاف أن شعبية الرئيس السيسي أقوى من الإعلام، لافتًا إلى أن الإعلام لم يسقط الرئيس الأسبق "مبارك"، منوهًا بأن الإعلام في الوقت الحالي وللمرة الأولى في تاريخه يصبح بوصلته نفس بوصلة الشارع المصري، مؤكدًا أن الإعلام لا يخلق واقع ولا يغيره، موضحًا أن الإعلام يدعم الاتجاهات ولا يغيرها. وواصل الكاتب الصحفي تصريحاته، مشيرًا إلى أنه عندما يكون هناك رؤية أو نصيحة في أي قضية أو موضوع نعرضها على الرئيس السيسي في أي اجتماع، مشددًا على أن الإعلام وسيلة تنقل أراء الناس للرئيس، قائلًا: "لا يوجد أحزاب مؤثرة في الشارع المصري بشكل قوي، لذلك الإعلام أصبح يأخذ دور الزعماء". وشدّد مسلم، على أن السيسي مر بثلاث أزمات كانت كفيلة بإسقاطه تمامًا وهي أزمة الحرب على غزة والكهرباء ورفع الدعم وزيادة الأسعار، مؤكدًا أن هذه الأزمات كانت كفيلة بإسقاط أي رئيس، لافتًا إلى أن الشعب المصري مدرك تمامًا بالمخاطر التي يواجهها الوطن وخصوصًا أنه لا يوجد وقتًا للاختلاف، مشيدًا بطريقة السيسي في رفع وعيه للمواطن المصري بأن يتأصل لديه الحس الوطني وإدراك المشاكل التي تواجهها مصر، مؤكدًا أن الحس الوطني الموجود لدى الناس بأن مصر تتعرض لمؤامرات هو الذي أنجح الرئيس السيسي وليس الإعلام. ونوه مسلم بأن النخبة السياسية في مصر فاشلة، ضاربًا مثالًا على ذلك بأن النخبة السياسية كانت تؤيد أبو الفتوح وعمرو موسى في الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة، وكانت المنافسة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي، ما يبرهن فشل النخبة السياسية في مصر. وأضاف أن هناك مشكلة في الشفافية التي يمارسها الإعلام عن بعض ميزانيات الصحف والقنوات، مبديًا استغرابه من وجود صفحات لحزب الحرية والعدالة على مواقع التواصل برغم إغلاق مقرات الحزب، متسائلًا: "هل الدولة متكاسلة عن إغلاق هذه الصفحات أم ماذا؟". وقال إنه لا يشعر أن هناك رؤية واضحة للتعامل مع إعلام الدولة من قبل السيسي، موضحًا أن السيسي يعتمد على جهود الناس في تنظيم مهنتها.