أشجار فارغة من المحصول، وشبح أسود يغطي أوراق الأشجار، بنسبة قاربت 90% من مزارع الإسماعيلية، لينتهي موسم المانجو الإسمعلاوي قبل بدايته، وسط «صدمة» خيمت على وجوه المزارعين، الذين يعيشون أزمة كبيرة. المزارعون: العفن الهبابي دمر الشجر وقال «إسماعيل صباح»، أحد كبار المزارعين في منطقة «جبل مريم» بمحافظة الإسماعيلية، إن المزارع تأثرت بشكل كبير هذا العام، بسبب عدة عوامل، اجتمعت مع بعضها في وقت قصير. وأضاف «صباح»، في تصريحات خاصة ل«الوطن» أن العوامل الجوية وتقلبات الطقس، مع انتشار العفن الهبابي، إضافة إلى استخدام مبيدات مغشوشة وغير صالحة، كل هذه العوامل هاجمت أشجار المانجو، وتسببت في انخفاض المحصول بشكل كبير. وأشار إلى أن انخفاض المحصول هذا العام وصل إلى نسبة 90% تقريباً، و95% في بعض المزارع شرق قناة السويس. مزارعون: الأسمدة المغشوشة تسببت في سقوط الثمار وتسببت بعض الأسمدة المغشوشة في التأثير سلباً على الثمار، مما أدى إلى سقوطها قبل اكتمال نضوجها. وقال «صباح»، في هذا الصدد، إن عامل غش الأسمدة يعتبر من العوامل المؤثرة بشكل كبير هذا الموسم، مشيراً إلى أن الأسواق كان بها بعض أنواع الأسمدة، التي تسببت في تدمير الأشجار. وأضاف أنه من المفترض أن يكون هناك دور للإرشاد الزراعي، ودور لوزارة الزراعة بمراقبة هذه المبيدات، والرقابة على المحال بشكل دوري، لمنع انتشار وتداول هذه الكيماويات، التي أضرت بمحصول المانجو هذا الموسم كثيراً. انخفاض الإنتاج ملحوظ في كافة المحافظات وقال «صالح سليمان»، أحد مزارعي المانجو بالإسماعيلية، إن انخفاض محصول المانجو هذا العام تم ملاحظته في كافة محافظات مصر، بدءاً من محافظات الصعيد، حتى البحيرة ورشيد. وأعرب «سليمان» عن أسفه لأن التأثير هذا العام طال الجميع، وغالبية المزارعين عليهم مديونيات كبيرة للتجار، لن يستطيعوا تسديدها، بعد ضياع المحصول، وأوضح أن عدداً كبيراً من المزارعين يلجأون إلى اقتراض مبالغ مالية من التجار، قبل الموسم، للإنفاق على المزارع، بحيث يتم سداد هذه المبالغ بخصمها من سعر بيع المحصول. وقال إنه لن يستطيع أحد تسديد المديونيات، ولا إيجار الأراضي لأصحابها، والنتيجة انهيار اقتصادي لكل مزارعي المانجو ها العام، مطالباً بتدخل وزارة الزراعة لنجدة المزراعين، وأضاف أن الفدان الواحد تصل تكلفته إلى ما يقرب من 100 الف جنيه، ما بين تكلفة عمال ومبيدات زراعية.
