ينتظرون الموت المحقق في أي لحظة، مصائرهم معلقة بقطار إن مال بعض الشيء، انتزعت قلوبهم من مكانهم خوفًا، وحينما يحط رحاله تهدأ سريرتهم، بعد رحلة لم ترتاح خواطرهم فيها برهة، وعيونهم لم تبرح التعرجات الممتدة بطول خط السكة الحديد، تلك اللحظات يعيشها سائقي محطة رأس الخليج الواصلة بين المنصورة و دمياط يوميًا . مأساة حوادث القطارات تتكرر بصفة مستمرة، قطارات البدرشين والزقازيق والصعيد تحولت إلى مجرد كشوف بأسماء الوفيات في انتظار إضافة أعداد جديدة، 3 آلاف فني وسائق يعملون في خط سكة حديد المنصورة الواصل بين المسافة من الكيلو87/100 إلى الكيلو 87/400 بطول 400 متر، بينهم المهندس "أحمد الجميلي" رئيس قطاع التشغيل بالمحطة، الذي انتابه القلق من أحوال غدت عليها المحطة بعد اكتشافه هبوطًا أرضيًا على شريط السكة الحديد، "لا يمكن أن يمر قطار في هذه المسافة بسرعة تزيد عن 20 كيلو متر في الساعة، يوجد هبوط شديد بالسكة وقضبان ساندة للسكة عمودية مرتكزة على الرصيف لمنع حدوث اتساع بها، الأمر الذي يترتب عليه حوادث ويلزم تدخل الوزارة فورًا". "أستر يا رب" كلمات يلهج بها لسان المهندس أحمد وزملاؤه طول رحلة القطار حتى يعود إلى المحطة، "القطر بيمشي يتمرجح بينا على خط السكة الحديد، لعدم إجراء صيانة عليه من سنة 2008، وخاصة أنه يحمل بضائع ثقيلة تتسبب في حالة هبوط"، 7 قطارات كادت تتعرض لكارثة جديدة الشهر الماضي لولا العناية الإلهية بعد ميلها على جانب الطريق نتيجة الهبوط أسفل العجلات، "دي إنذارات من ربنا، الحقونا يا حكومة ". مقترحات عديدة أرسلها المهندس "أحمد" لهيئة السكة الحديد لإجراء صيانة على الخط والمحطة دون تكلفة تزيد من مديونياتها، بحسبه "بحاول علاج السلبيات، من خلال إعادة هيكلة قطاع التشغيل إلى 3 قطاعات الطويلة السريعة والقصيرة العادية والبضائع، من خلال عدد من المفتشين لمتابعته وصيانته والتعامل مع الإشارات والمزلقانات والماكينات لأن السكة الحديد ذات الحركة المرورية العالية تستخدم القضبان الملحومة المثبتة على الروابط الثقيلة ".