«الصحة عندنا فى غيبوبة والمستشفى تحول لزريبة مواشى»، هكذا وصف أهالى مركز الوقف، بغرب قنا، المستشفى العام، الذى يعالج أكثر من 70 ألف نسمة، هم تعداد سكان المركز. «المستشفى يعانى من غياب الأطباء والعاملين، بدءاً من المدير وحتى الخفير، بينما تحضر الماعز والمواشى إلى المستشفى بانتظام»، قالها أحد المرضى الذى فر من المستشفى خوفاً على حياته لتدهور الخدمة الطبية فيها. ويقول محمد على، أحد المحتجزين بالمستشفى: «إهمال جسيم، وقطيع ماعز يرعى فى حشائش حديقة المستشفى العام، بخلاف تراكم النفايات وعبوات الأدوية الفارغة بجوار مبانى المرضى، ما يعرضهم لأمراض مزمنة، تخيل قطيعاً من الماعز يرعى داخل المستشفى، وترفض الممرضات طرده، بحجة أن ذلك من اختصاص الأمن». خلف الجدران المتهالكة جلس «محمد» يندب حظه، قائلاً: «المستشفى لا يصلح عيادة بيطرية للكشف على المواشى، فجميع غرف العيادات الخارجية متهالكة تماماً، لكن ما باليد حيلة». «س.ع»، الطبيب الوحيد الموجود بالمستشفى، يُفجر مفاجأة بقوله: «مستشفى الوقف ليس مستشفى لعلاج المرضى، وإنما هو ناقل أمراض، بسبب الإهمال والقصور فى كل شىء، من الإدارة وحتى عمال النظافة والأمن». هاشم سيد، أحد جيران المستشفى، يرى ما رآه الطبيب الشاب، فيقول: مستشفى الوقف العام يجب أن يسموه «مستشفى الإهمال لنقل الأمراض وتربية المواشى»، فنحن السكان نعانى من نفاياتها ورائحتها الكريهة، ونشاهد بأعيننا دخول المواشى فيه وسط غياب تام للمسئولين. زيدان القنائى، أحد أبناء «الوقف»، يطالب وزيرى الصحة والبيئة بالتفتيش على مستشفى مركز الوقف العام، فى زيارة سرية، وسيجدانه مرتعاً للأمراض والمواشى. الدكتور ممدوح أبوالقاسم، وكيل وزارة الصحة بقنا، قال إنه سيحقق فى وجود المواشى داخل محيط مستشفى الوقف المركزى، وكما قال: «المستشفى لعلاج البنى آدميين وليس المواشى».