بدت الابتسامة واضحة على وجهه، وكأنه يرحب بحكم المؤبد الذى أصدرته محكمة جنايات الجيزة فى حقه فى القضية المعروفة إعلامياً ب«أحداث مسجد الاستقامة»، ليصبح «المؤبد» هو رابع حكم يحصل عليه محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، بعد ثلاثة أحكام سابقة بالإعدام فى قضايا متفرقة. تلقّى بديع حكم المؤبد وهو يردد: «إن شاء الله هتُفرج»، قبل أن تنتابه حالة بكاء. انتُخب محمد بديع عبدالمجيد سامى مرشداً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين فى 16 يناير 2010، ليصبح المرشد الثامن للجماعة فى انتخابات أثارت الكثير من الجدل، خلف فيها محمد مهدى عاكف المرشد السابق، فى سابقة هى الأولى على مر تاريخ الجماعة فى مصر باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب فى ظل وجود مرشد عام سابق على قيد الحياة. جاء انتخابه مفاجأة لم يتوقعها أحد فى الجماعة، وإن كانوا يعرفون أنها من تدبير نائب الجماعة محمود عزت ليكون بديع مرشد الإعلام، وعزت الحاكم الفعلى للإخوان، واجهة التيار القطبى. ولأكثر من عامين قاد بديع الجماعة فى وقت صعب للغاية تخللته ثورة يناير وصعود الإخوان وسيطرتهم على المشهد السياسى، ونجاح مرشحهم فى انتخابات الرئاسة، وتوليه الحكم بالفعل، وصعود جديد للإخوان، فمحاولات لتمكين أكثر، فاختلاف وخلاف مع المجتمع، فمواجهات بالسلاح، فموجة ثورية أطاحت برئيسهم محمد مرسى، فتفكيك للجماعة، فحظرها. وُلد بديع فى السابع من أغسطس عام 1943 بمدينة المحلة الكبرى، وهو عضو فى مجلس إرشادها منذ عام 1993، ألفته السجون المصرية منذ عام 1965 على عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث أُلقى القبض عليه فى تلك السنة مع مجموعة من أعضاء وقياديى الجماعة بينهم سيد قطب، وخضعوا لمحاكمة عسكرية أُدين على أثرها بديع وحُكم عليه بالسجن 15 عاماً، أمضى منها تسعة أعوام وراء القضبان. وفى عام 1998 احتُجز لمدة 75 يوماً فيما عُرف بقضية جمعية الدعوة الإسلامية التى كان رئيس مجلس إدارتها. وفى عام 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات قضى منها ثلاث سنوات وتسعة أشهر فى السجن. أما فى عام 2008، فاحتُجز لمدة شهر رفقة عدد من أعضاء وقيادات الجماعة خلال انتخابات المجالس المحلية. وبعد عزل الرئيس محمد مرسى وفض الاعتصامين المؤيدين له فى رابعة العدوية والنهضة؛ ألقت قوات الأمن القبض على بديع فى شقة سكنية بمدينة نصر بتهم تتعلق ب«التحريض على العنف».