من قمة «التمكين» إلى قاع «السجن»، هكذا دارت الدنيا سريعا، ب«محمد بديع» مرشد جماعة الإخوان، فبعد عام واحد، من وصول الجماعة ل«مرحلة التمكين» التي بشر بها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، ليصبح بديع هو مرشد التمكين الوحيد، جاءت المحنة، بسقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، ليصبح بديع أيضا، أول مرشد للإخوان يدخل السجن، وهو على رأس الجماعة، منذ نحو 60 عاما. وكان عهد «بديع»، فرصة ذهبية للجماعة، التي أسست أكبر حزب في مصر بعد ثورة 25 يناير، وهو (الحرية والعدالة)، وعُين بعضهم كوزراء وآخرين كمحافظين بالإضافة إلى مناصب قيادية في الدولة، حتى وصولوا إلى أعلى منصب في مصر بعد فوز الرئيس المعزول محمد مرسي بالرئاسة في 2012، وهو ما أطلق عليه «الإخوان» عهد التمكين الذي بشر به حسن البنا مؤسس الجماعة، وأدبيات الجماعة. لكن سرعان من انهارت أحلام التمكين في 3 يوليو 2013 بعد إعلان الجيش عزل مرسي بعد مظاهرات حاشدة طالبت برحيله عن الحكم، وتوالى بعد ذلك سقوط قيادات الجماعة والقبض عليها من قبل «الداخلية» بتهم التحريض على القتل، في أحداث مختلفة. «بديع» المرشد الثامن في للجماعة من 7 أغسطس 1943، انضم إلى «الإخوان» عام 1959، وفي عام 1965 حُكم عليه بخمسة عشر عامًا مع سيد قطب، قضى منهم 9 سنوات، ثم خرج عام 1974، وعاد لعمله بجامعة أسيوط، ثم نقل لجامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن، وحين عاد إلى مصر عمل بجامعة بني سويف. وفي عام 1998 سُجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف، وفي 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات في قضية النقابيين قضى منهم 3 سنوات وثلاث أرباع السنة وخرج سنة 2003، كما حبس شهر في إبريل 2008 أثناء انتخابات المحليات. أصبح عضوا بمكتب الإرشاد 1993، وفي 16 من يناير 2010 أتى مرشدا للجماعة خلفًا لمحمد مهدي عاكف. دخل بديع قفص الاتهام أمس الإثنين، بعد نحو 60 عاماً من محاكمة المرشد العام للإخوان المسلمين الأسبق حسن الهضيبى والحكم عليه بالمؤبد في عام 1954، باتهامات بالقتل العمد وإثارة الشغب، ليكون المرشد الثاني في تاريخ الجماعة الذي يقف في قفص الاتهام.