أصبحت أعمال الفيديو والمونتاج ركناً أساسياً فى الأعمال الإرهابية، لا يكتفى الإرهابيون على اختلاف انتماءاتهم بتنفيذ عملياتهم الدموية من قتل وذبح فى الخفاء، مكتفين بترك آثار الدماء والجثث خلفهم، الأمر أصبح أكثر احترافية، تدخله عناصر متعددة، حتى تحول «فيديو» العمل الإرهابى إلى قطعة فنية، أشبه بالفيلم التسجيلى، الذى لا ينقصه إلا التقدم لمهرجانات الأفلام التسجيلية والفوز بجوائزها! الفيديو الأخير لجماعة أنصار بيت المقدس، الذى يظهر إعدام 4 أشخاص بقطع رؤوسهم، لم يكن مجرد تصوير ردىء كذلك الذى احترفه بن لادن وجماعات طالبان، حيث يظهر الإرهابيون ومن خلف ستارة سوداء لتنتهى العملية فى دقائق وتبثها القنوات، أصبح الأمر يستغرق نصف ساعة كاملة كما فى فيديو بيت المقدس، الذى يشمل أعمال جرافيك ومقاطع من فيديوهات قديمة، وأعمال تصوير ومونتاج احترافية تثبت أن الإرهابيين لم يعودوا يقتلون فحسب، بل ويصورون أيضاً! «هناك آلية إعلامية عظمى تتلاعب بنا جميعاً، الإرهابيون الذين نراهم ينفذون عمليات الذبح ليسوا بهذه الاحترافية والذكاء لكى يصوروا أعمالهم الإرهابية بأنفسهم، وإنما يستعينون بمتخصصين ينفذون لحسابهم أعمال التصوير والمونتاج» يتحدث حازم العتر، مدير تصوير بالتليفزيون المصرى ومتخصص فى تصوير الأفلام الوثائقية، مشيراً إلى أنه ليس هناك مجال للتخمين فى استعانة الإرهابيين على اختلاف انتماءاتهم بمصورين باهظى الثمن يقبلون تصوير الأفعال المشابهة، وعمل المونتاج والإخراج لها، ونشرها أيضاً. «الموضوع مش محتاج احتراف فظيع، محتاج مصور شاطر». «شخص نصف محترف يساعدهم، وأعمال المونتاج والإخراج لا تتم فى البيئة الصحراوية القاحلة التى تظهر فى الفيديو، غالباً يتم إرسال المواد لمكان به بعض التجهيزات ليبدأ العمل وهذا هو تفسير ظهور الفيديوهات عقب عدة أيام من تنفيذها» يتحدث د. وائل صابر، أستاذ ورئيس قسم التصوير بالمعهد العالى للسينما، يؤكد أستاذ التصوير أن إنتاج الفيديو بالشكل الذى يظهر به لا يحتاج لمعدات بأكثر من 10 آلاف جنيه موجودة لدى أغلب طلبة المعهد ويمكن لأى شخص أن يقتنيها: «الجودة العالية فى التصوير لا تعود لمهارة المصور بقدر ما تعود لارتفاع ثمن الكاميرا، الجهد كله فى أعمال المونتاج والإخراج وهذه أيضاً بفضل التقنيات لم تعد تحتاج لمحترفين كبار، وإنما إلى نفوس ضعيفة».