سادت حالة من التوتر داخل القدسالشرقية بعد إعلان المتطرفين اليهود نيتهم اقتحام المسجد الأقصى فى خضم احتفالهم أمس بما أطلقوا عليه ذكرى ضم القدس، فى الوقت الذى تحدثت فيه صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن زيادة أعداد المسلمين الزائرين للقدس والمسجد الأقصى. وأعلن أعضاء فى الكنيست الإسرائيلى من اليمين المتطرف أمس الأول نيتهم اقتحام المسجد الأقصى فى مسيرة كبيرة بالأعلام الإسرائيلية من المتوقع أن يشارك فيها أكثر من 25 ألف يهودى، بالتزامن مع احتفالات الاحتلال بما يسمى ذكرى ضم القدس. وعقدت حكومة الاحتلال اجتماعاً فى تلة الذخيرة فى القدسالمحتلة أمس لرصد اعتمادات مالية لتطوير القدس سياحياً واجتماعياً واقتصادياً. ويقول المواطن الفلسطينى المقيم فى القدس خليل العسلى: «شاهدت المتطرفين اليهود بأعداد كبيرة فى الحى الإسلامى يحتفلون ويتحدثون عن هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ورأيت مقدسيين يحاولون تجاهل الوجود الإسرائيلى الذى أصبح فى عقر دارهم، فالإسرائيلى يتجول بحرية فى القدسالمحتلة، وتصرف الأموال الهائلة من أجل تمكينه منها، فى الوقت الذى لا يصرف دولار واحد من أجل مساعدة المقدسيين على الصمود». وأضاف العسلى فى اتصال هاتفى مع «الوطن» من القدس: «حدوث مناوشات بيننا وبين اليهود فى ظل الاحتفال أمر لا مفر منه خاصة مع استفزاز اليهود لنا، فهم يضربون أبواب منازلنا بأقدامهم والحجارة ويطلقون الألفاظ العنصرية ضدنا، بالإضافة إلى طلب شرطة الاحتلال من الفلسطينيين غلق محلاتهم مبكراً حتى يحتفل اليهودى فى شوارع القدس، وهذا يعزز رغبتهم فى طمس الوجود العربى فى المدينة». وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاحتفالات الإسرائيلية، وقال للإذاعة الفلسطينية: «خطط إسرائيل لتوحيد القدس كعاصمة لها لن تنجح، والشعب العربى الفلسطينى سيقرر مصير القدس». وعلق العسلى على تصريحات عريقات قائلاً «لم يضف جديداً، ولم يقل غير الشعارات التى سئمناها». وتابع «الأخطر هو ما أراه من قبول المقدسيين بالأمر الواقع، فالمقدسى يشعر بأنه وحيد ولا أحد يريد مساعدته حتى السلطة الفلسطينية، ولذلك بدأ يتصرف وفق مصالحه». وأضاف « يعانى 80% من المقدسيين من الفقر وعدم قدرتهم على تعليم أطفالهم ومن ثم بدأوا فى التوجه غرباً باتجاه إسرائيل». وفى سياق متصل، أفادت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية أن هناك زيادة طرأت على أعداد المسلمين الذين يقصدون القدس لزيارة الأقصى والصلاة فيه. وقالت: «رغم المعارضة الشديدة لزيارة القدس داخل الدول العربية شهدت الأعوام الأخيرة زيادة فى أعداد المسلمين الزائرين لها». ونقلت الصحيفة عن أحد الزائرين الماليزيين قوله «على كل المسلمين زيارة الأقصى والصلاة فيه طمعاً فى رضاء الله». وقال مفتى القدس محمد حسين فى تصريحات ل«الوطن» إن «زيادة أعداد زائرى الأقصى شىء إيجابى ومن حق كل مسلم فى هذه الدنيا أن يزور الأقصى طالما نسق مع أهل المدينة والسلطة الفلسطينية». إلا أن المواطن المقدسى خليل العسلى لم ير فى ذلك أى جديد وقال «ارتفعت نسبة المسلمين الزائرين للقدس فى نفس الوقت الذى ارتفع فيه عدد اليهود والمستوطنات فى القدس وزادت الأموال التى تدعم المستوطنات، ففى النهاية المحصلة صفر».