«واحد مش فاهم حاجة.. عايش شرّابة خُرج عمّال يحط قنابل ويدمر أى برج بتدمر فى الكهربا.. النور ده ليّه وليك عاوزها ليه مِنَخْرَبة.. اعقل ربنا يهديك». تلك عبارات من آخر إبداعات شعبان عبدالرحيم وهو يدعو المصريين إلى تقبل موضوع انقطاع النور لساعات عديدة خلال اليوم، ويقدم لنا عبر أغنيته التفسير نفسه الذى ساقه من قبل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، حين برر انقطاع الكهرباء بتفجير وتخريب الأبراج على يد الإخوان. ولم ينسَ عم «شعبولا» أن ينوه إلى أن محبة الشعب للرئيس «السيسى» سوف تخفف بدرجة كبيرة من إحساسهم بوطأة الأزمة وتدفعهم إلى التحمل، فقال فى أغنيته «حَاسِّين كلنا بالأزمة والناس مقدّرين.. عشان عيون السيسى.. الناس مستحملين». الأغنية توعوية إلى حد كبير، وقد جاءت فى الوقت المناسب، لأن الناس حتطق من جنابها بسبب الانقطاع المجنون للكهرباء، إلى حد أن السؤال التقليدى المتمثل فى «النور قطع؟» تراجع أمام سؤال «النور جه؟»، لأن الطبيعى أن يكون مقطوعاً! الجهد الذى بذله من وقفوا وراء هذه الأغنية وفكروا فيها وأبدعوا كلماتها وأنتجوها واختاروا «شعبولا» لغنائها يستحق التحية. وأقترح منح الأفاضل الذين يقفون وراءها أرفع الأوسمة لأنهم يساهمون فى «تبليع» الناس المر والمرار ليتساقط شهداً فى «حنكهم». وفى تخمينى أن بعض هؤلاء الأفاضل من العاملين ضمن دولاب حكومة «محلب» لأن هذا الإبداع الذى حل مشكلة الكهرباء فى لمح البصر ومن أقصر الطرق الممكنة لا ينتح به سوى عقل يجيد حلب الأفكار من الشمخ الجوانى! الأغنية توعوية إلى حد كبير، وهى تحمل إنذاراً واضحاً لكل من تسول له نفسه «النخربة» فى أبراج الكهرباء الذى تصالحت كل من الرئاسة والحكومة على أنها السبب المباشر لقطع النور. فإذا كان هؤلاء «المُنََخربون» قد نجحوا فى الإفلات من الحكومة فلن يفلتوا من الشعب، لأن الشعب أصبح يستوعب الأمر جيداً، فانقطاع الكهرباء لا يرتبط بنقص الوقود فى المحطات، لأن الوقود «مرطرط»، ولا يتعلق بشح «المدد الخليجى»، فالشاحنات متزاحمة وكله فى الموانى! على العيال «المنخرباتية» أن تتوقف عن اللعب فى الأبراج، وعليها أن تأخذ العبرة والعظة مما حدث خلال حكم الإخوان حين خرج «مرسى» علينا متحدثاً عن «الواد اللى بياخد عشرين جنيه مجمدة فى إيده عشان يقطع النور»، فكانت النتيجة أن نزل الشعب ضدهم بالملايين حتى أطاحوا بهم من فوق سدة الحكم، بسبب عجزهم عن حل مشكلة الواد إياه، رغم أن الموضوع كان سهلاً للغاية، فكان يكفى جداً أن يدفس أى إخوانى منهم تلاتين أو أربعين لحلوح فى إيد الواد اللى بيلعب فى السكينة عشان ما يلعبش تانى! لقد اكتشفنا أخيراً السر الرهيب عبر تلك النافذة الشعبية التى تشكلها حنجرة شعبان عبدالرحيم. وآن الأوان أن يعلم العيال المنخرباتية أن الشعب فهم الفولة، وأنه سوف يتصدى لهم.. واللى مربتوش الأهالى تربّيه الأيام والليالى.. وكفاية كده عشان النور قطع!