تحولت المناطق الشعبية فى الجيزة إلى ساحة معركة بين أنصار مرشحى الرئاسة الإسلامييْن؛ الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين من جانب، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المدعوم من السلفيين من جانب آخر، ويتنافس كل من الطرفين على استمالة أكبر عدد من الأصوات قبل ساعات من فتح باب التصويت فى انتخابات الرئاسة. ويتخصص كل طرف فى تقديم مساعدات وبيع سلع مختلفة عن الآخر، ففى حين يتميز الإخوان ببيع اللحوم والخضروات بأسعار مخفضة يتميز السلفيون ببيع الموبيليا والملابس بتكلفة الإنتاج. فى منتصف شارع الشهيد أحمد حمدى فى كفر طهرمس بحى فيصل يوجد محل تابع لجماعة الإخوان المسلمين متخصص فى بيع الطماطم بسعر 3٫5 جنيه للكيلو والخيار بجنيهين والكبدة ب35 جنيها بجانب الكانتالوب وغير ذلك من الخضراوات واللحوم السودانية. المحل لا يفتح أبوابه للمواطنين من سكان المنطقة إلا يوم الجمعة فقط، وهو الوحيد بالمنطقة. وحسب وصف محمد حسين، من سكان المنطقة، فإنه يشهد زحاما كبيرا من السيدات خاصة بعد صلاة الجمعة. بدأ عمل المحل منذ شهور قليلة قبل الإعلان عن وجود مرشح للإخوان المسلمين، وتوجد على بابه لافتة كبيرة تحمل اسم الإخوان المسلمين وصورة للدكتور محمد مرسى وقائمة بأسماء السلع التى يبيعها المحل. وجود الإخوان لا يقتصر على منطقة كفر طهرمس فقط بل يمتد إلى منطقة الكونيسة بالعمرانية إلى جوار الطريق الدائرى، حيث يوزع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أنابيب البوتاجاز على المواطنين هناك بسعر 5 جنيهات للأنبوبة من خلال اللجان الشعبية التى بدأت عملها بعد الثورة مباشرة. وحسب أهالى المنطقة فإن الجماعة اتفقت مع عدد من سائقى سيارات نقل الغاز التابعة للقطاع العام لتولى توزيع الأنابيب فى مناطق يحددها الإخوان أنفسهم مثل منطقة الشوربجى بشارع العشرين بفيصل وبولاق والعمرانية تحت مسمى اللجان الشعبية ليستفيدوا وحدهم من عمل هذه اللجان، خاصة أن أعضاء الجماعة يرتدون «تي شيرتات» دعاية عليها صورة مرسى أثناء توزيع هذه الأنابيب، وهذا يعنى أن الإخوان وحدهم المستفيدون من هذا الدعم. نشاط توزيع الغاز ليس الوحيد الذى يقدمه الإخوان فى الكونيسة حيث يقيم أعضاء الجماعة شادراً لبيع اللحوم والخضراوات والأرز والزيت بأسعار مخفضة بجوار الكوبرى الدائرى مباشرة، صباح كل جمعة من الساعة 7 صباحا وحتى 3 عصرا. أنصار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح يحاولون استقطاب أصوات الناخبين من خلال الشوادر، بعد إعلان السلفيين وحزبهم النور، دعمهم له. وبدلا من صورة المرشح المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل التى كانت فى صدارة شوادر السلفيين، جاءت صور وبوسترات عبدالمنعم أبوالفتوح. أسامة محمد، نجار موبيليا وبائع بمعرض موبيليا وملابس، تابع لحزب النور فى شارع خاتم المرسلين بالطالبية، يقول إن الشادر مقام منذ شهرين على أرض ملكية خاصة تابعة لرامى لكح، بعد استئذانه وبموافقة محافظة الجيزة وهيئة المعارض. ويضيف: يحاول مسئولو الحى التضييق علينا وقالوا لنا «كفاية كدا.. لموا الحاجة.. فيه ناس زعلانة». ويكمل: «يعمل فى المعرض 6 أفراد معظمهم من «الصنايعية» ونبيع الموبيليا بسعر تكلفة الإنتاج، فمثلا يوجد مطابخ «ألوميتال» ب400 جنيه، وتبدأ غرف النوم من سعر 3 حتى 6 آلاف جنيه، وهذا أفخر شىء وأغلى عرض عندنا، وبينما يبلغ سعر المرتبة حوالى 900 جنيه فى المحلات الخارجية نبيع المرتبه ب540 جنيها فقط. المعرض به أيضا جزء خاص لبيع الملابس بأسعار مخفضة جدا، وأهالى الطالبية يقبلون على شراء معروضاتنا لأنها رخيصة الثمن فضلا عن أننا نذبح 3 عجول بلدى كل يوم جمعة أمام الشادر ونبيع الكيلو بسعر 45 جنيها، وبسبب ذلك كنا نخسر فى كل يوم جمعة تقريبا حوالى 2000 جنيه، لكن هامش الربح الذى نحققه من السلع الأخرى يدخل فى شراء العجول. وخلال أيام سنبيع الخضراوات والسلع الأساسية، ويبلغ رأس مال المعرض حوالى 70 ألف جنيه. وسنلتزم بما أقره حزب النور من دعم أبوالفتوح مرشحا لرئاسة الجمهورية، لذلك قمنا بتعليق صوره بدلا من حازم أبوإسماعيل على المعرض من الخارج، ونحن ننتظر حاليا «فلاير وبوسترات» أبوالفتوح لتوزيعها على رواد المعرض.