فى رسالته لدعوة الأتراك إلى انتخاب «أردوغان» قال «القرضاوى»: «أطالب الشعب التركى المسلم فى مجموعه باسم الإسلام: أن ينتخب لرئاسة جمهوريته رئيس الوزراء المسلم رجب الطيب أردوغان، الرجل القوى الأمين، الحفيظ العليم، المخلص لبلده ودينه وأمته، الذى أثبت بقدرته وشجاعته، وذكائه ورؤيته، وإخلاصه وسعة أفقه، وقوة حزبه، وائتلاف الشعب معه: أنه الرجل الصادق الذى أمرنا الله أن نكون معه»، وهكذا يتحدث «القرضاوى»، دونما خجل عن التركى الذى يحكم بلداً علمانياً قحاً يسمح بالدعارة ويقننها ويتساهل مع قنوات المتعة والجنس ولا يصدر للعالم حالياً سوى فنه الذى لا تحده قيم أو تتحكم فيه قيود ترتبط بدين أو معتقد أو حتى عرف أو تاريخ يرفع راية دولة الإسلام «دولة خلافة آل عثمان». ف«أردوغان» عند «قرداتى الدوحة» قوى أمين حفيظ عليم أمر رب العالمين المسلمين أن يكونوا جواره لمجرد أنه إخوانى ربعاوى أو داعم للمظلمين دون الالتفات إلى أى شىء، فهنا المصلحة الإخوانية تجب أى خطيئة وتغض الطرف عن أى مسيئة وتستبعد أى نقيصة عن الباب العالى الأردوغانى!! عند زيارة «أردوغان» الشهيرة إلى القاهرة رفع الإخوان الأعلام وملأوا الدنيا صياحاً وصراخاً للخليفة القادم من إسطنبول، وبعد تصريحاته الشهيرة، التى تجاهلها «القرضاوى» عراب الدم، التى دافع فيها «أردوغان» عن العلمانية، وطلب من المصريين أن يطبّقوها على أرضهم وألا يخشوا منها، خرجت الأصوات الإخوانية، ومنها «العريان» لتنال من «أردوغان» وتقسو عليه بتصريحات، منها ما قاله «العريان» ل«الشرق الأوسط»: «لا (أردوغان) ولا غيره له حق التدخل فى شئون دولة أخرى وفرض نمط بعينه عليها، نحن نرى أن الديمقراطية، كنظام وقيم، ليست فى حاجة إلى العلمانية، سواء بمفهوم (أردوغان) أو بمفهوم غيره، وأن الشعب المصرى لن يفهم ولن يقبل أى دفاع عن أى نظام علمانى، حتى لو كان النظام التركى». إذن هناك لسانان للجماعة المظلمة، كما عودونا دائماً، فالرجل الذى انتقده «العريان» معرضاً بعلمانيته وسعيه للتدخل فى الشأن المصرى هو نفسه القوى الأمين الذى يجب أن نختاره، لأنه من اختيار رب العالمين. «أردوغان» العلمانى عند «القرضاوى» أيضاً مجاهد صادق رغم أنه كان ساعياً للهيمنة على المنطقة عند الإخوان فى وقت سابق، ولكنها تعليمات القصر التى دفعته ليقول: «ووصفنا أردوغان بالصدق مستمد من قول الله تعالى فى وصف المجاهدين بصدق الإيمان الذى لا زعزعة فيه ولا ارتياب، وبالجهاد بكل ما يملكه الإنسان من مال ومن نفس، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)»، وهكذا يستكمل «القرضاوى» أوصافه ل«أردوغان» الذى يقترب من النبيين والصديقين والشهداء، مع حذف تام لكل ما له علاقة بارتباط دولته بالكيان الصهيونى أو مشاركتها ضمن قوات الناتو فى الغزو الأمريكى للعراق وتدمير دولة دجلة والفرات وبعدها سوريا!! إذن المجاهد «أردوغان» فى معية «القرضاوى» وجماعته، ومعه وله ومن أجله فهم لا عيون لهم ولا أبصار لديهم، ولا عقول واعية أو ذوات مدركة، إذن هم مثل «جلوستر» إحدى شخصيات «شكسبير» الذى قال «لا طريق لى ولا أحتاج للعيون، لقد كبوت وانكفأت عندما كنت بصيراً»، ولهذا سيظلون أعمياء عنا وعن وطنهم فهم عمى صم بكم، لمجرد أنهم أصحاب مصلحة، هنيئاً لكم ب«أردوغان» الربانى العلمانى فى آنٍ، وهنيئا لنا بوطنيتنا ومصرنا!!!