نتنياهو يوافق على طلب ترامب استئناف المحادثات مع سوريا وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة    مسؤول أمريكي: ترامب وكبار مساعديه طلبوا من نتنياهو تغيير سياسته في الضفة الغربية    محمد منير في جلسة عمل مع أمير طعيمة لتحضير أغنية جديدة    السيطرة على حريق مخزن قطع غيار سيارات فى القطامية دون إصابات.. صور وفيديو    وفاة خالدة ضياء أول رئيسة وزراء لبنجلاديش    نجما هوليوود إدريس إلبا وسينثيا إيريفو ضمن قائمة المكرمين الملكية    تراجع الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات اليوم    الأرصاد الجوية تُحذر من طقس اليوم الثلاثاء    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    هدى رمزي: الفن دلوقتي مبقاش زي زمان وبيفتقد العلاقات الأسرية والمبادئ    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    وزارة الداخلية تكشف تفاصيل واقعة خطف طفل كفر الشيخ    النيابة تأمر بنقل جثة مالك مقهى عين شمس للمشرحة لإعداد تقرير الصفة التشريحية    حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    عرض قطرى يهدد بقاء عدى الدباغ فى الزمالك    3 مباريات للفراعنة بالكان بدون صلاح = تعادلات منذ 2017.. فيديو    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    نجم الأهلي السابق: زيزو لم يقدم أفضل مستوياته.. ومصطفى محمد يفتقد للثقة    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    بعد واقعة المريوطية.. صندوق مكافحة الإدمان: نتعامل بحزم مع أي مراكز غير مرخصة    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حازم أبوشنب: توقعنا «حرب غزة» قبل اندلاعها بشهر.. و«إسرائيل والإخوان» أصحاب المصلحة
عضو المجلس الثورى ب«فتح» ل«الوطن»: أحمل إسرائيل مسئولية إراقة الدماء
نشر في الوطن يوم 14 - 08 - 2014

فى قراءة واقعية متفحصة للمشهد الراهن بعد أكثر من 30 يوماً من العدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، يتحدث السفير حازم أبوشنب، عضو المجلس الثورى لحركة «فتح» الفلسطينية، ل«الوطن»، مشيراً إلى أن كافة الأطراف المتابعة للوضع الفلسطينى كانت تتوقع اندلاع الحرب الأخيرة. وأوضح «أبوشنب» أن «إسرائيل والإخوان» هما أصحاب المصلحة فى تلك الحرب، فى إطار استعادة الأوضاع والحفاظ على المصالح بالمنطقة، فى ظل تطورات إقليمية ودولية، تُعيد تركيبة المشهد السياسى الإقليمى والقوى الفاعلة فيه. ويلفت عضو المجلس الثورى لحركة «فتح» إلى أن «السيسى» فى مصر.. و«فتح» فى فلسطين يمثلان «التيار الوطنى» المناهض للمصلحة الأمريكية بالمنطقة، فيما يمثل الإخوان وإسرائيل المصالح الأمريكية، وليس أدل على ذلك من أنه إذا تأزم وضع أى منهما، جاء التدخل الأمريكى لصالحهما.
■ لماذا رفضت «حماس» المبادرة المصرية عندما كان عدد القتلى لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة والآن قبلت بها بمذكرة تفسيرية تدور فى فلك المبادرة نفسها، بعد أن ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1700 شهيد، فمن يتحمل هذه الدماء؟
- القصة الحقيقية ليست فى عدد الشهداء، فكل شهيد واحد له قيمة كبيرة عندنا ونحن فى حركة فتح نقول إن قطرة دم واحدة لفلسطينى واحد تساوى الدنيا وما فيها، ويمكن طرح السؤال بطريقة أخرى: «هل كان ذلك محاولة للحصول على دور سياسى أكبر، ورغبة فى تسجيل اعتراف إقليمى ودولى بوجود هذه القوة التى أُسقطت من على سدة الحكم لكى يقولوا نحن موجودون؟».
■ الفترة الماضية شهدت ارتباكاً داخل حركة فتح، هناك نزاع، وتسريبات بين قيادات فتح، ويبدو أن المنظمة تواجه مشكلات، فهل ستؤثر تلك المشكلات على حركة فتح فى الانتخابات المقبلة؟
- لا علاقة أبداً بين تلك المماحكات والحرب، ما تتحدث عنه له علاقة بالمزايدات الانتخابية، والكل يعرف أن موعد إجراء الانتخابات الداخلية لحركة فتح كان فى الثامن من أبريل، ولكن تلك المماحكات ليست لها علاقة بأى انقسامات، أو انشقاقات داخلية داخل فتح، لكنها لغة حادة بين متنافسين انتخابيين، وأرى أنها حادة لدرجة سيئة.
■ هل لهذه المماحكات الانتخابية تأثيرات على شعبية الحركة فى الشارع؟
- بالتأكيد لها تأثير، لكن لا تغامر بالاستهانة بوعى الناس، الناس تدرك تماماً مَن الأجدر والأصلح، ومَن يصلح الآن، ومن لا يصلح، بمعنى أن المواطن ينتخب اليوم شخصاً لأنه الأنسب، ولا ينتخبه غداً، الناس واعية ومدركة بصورة كبيرة.
■ هل يمكن أن يكون ذلك مبرراً لغضب حماس، بالتالى ترفض المبادرة المصرية لإحراج مصر والسلطة؟
- ليس مهماً كثيراً عندنا فى مثل تلك الظروف مَن يغضب، المهم مصلحة الشعب الفلسطينى.
■ لكن «حماس» غضبت، وعطلت المبادرة؟
- قلت من البداية إن هناك أطرافاً عربية، وإقليمية، تزج بنفسها لمحاولة الترويج أن جماعة الإخوان هى الوحيدة التى تقاوم على الأرض، وهذا غير حقيقى، والحقيقة أن هناك قوى أخرى مثل «فتح» وغيرها من الفصائل قاتلت بشراسة فى تلك الحرب، وهناك 3 أعضاء لجنة مركزية بالجبهة الشعبية استشهدوا أثناء الحرب لانغماسهم بأعمال المقاومة، ولا يتذكرهم أحد، بالتالى الحركة الوطنية الفلسطينية قاتلت بشراسة فى غزة، وقادت المقاومة بالضفة، إضافة إلى أعمال أخرى كبيرة داخل فلسطين وخارجها نقوم بها من أجل قضيتنا، لكننا لا نعلن، أما الذى يعتقد أنه أخذ توكيل المقاومة بالمنطقة، خلاص نقول له مفيش توكيل، الذى يعمل ويقاتل على الأرض هو الشعب الفلسطينى كله، بالتالى عندما «تتقمص» هذه القوى، نقول لها ما «تتقمص» تخبط دماغها فى الحيط، نحن نتحدث عن شعب يقاوم ويريد أن يحرر أرضه، ويجب أن يعرف العالم أن هذا الشعب وجد مساندة من النظام المصرى، ومن الشعب المصرى، أما أية تفاهات صدرت عمن هم خارج الصف الوطنى، سواء فى مصر أو فلسطين، فلا يُلتفَت لهم كمان «يتقمصوا» إيه المشكلة؟.
■ حركة فتح تنادى بالمقاومة السلمية لكن كانت هناك كتائب تابعة لها تطلق الصواريخ خلال الحرب.. كيف ذلك؟
- حركة فتح هى حركة تحرر وطنى، وتمارس حقها فى المقاومة الوطنية، والقانون الدولى يجيز لنا مقاومة العدوان، وقرأت مثلك بيانات المجموعات المسلحة لحركة فتح وهى تشارك بكثافة، وكانت تستهدف أهدافاً عسكرية، ولم تستهدف أية منشآت مدنية.
■ تقول إن كتائب فتح شاركت بكثافة فى الحرب ولكننا لم نسمع عن هذا الدور، ربما سمعنا عن مشاركات بسيطة؟
- دعنى أوضح لك أنه لم تكن هناك تغطية إعلامية كبيرة لدور كتائب فتح، وأقول لك إنه كان هناك دور سلبى يمارَس ضد كتائب شهداء الأقصى وقادة فتح بتحجيمها ومنعها من ممارسة دورها الوطنى.
■ تردد أن حماس أصدرت قرارات بتحديد إقامة بعض قادة فتح، وغيرهم أثناء الحرب، ومنعتهم من مغادرة منازلهم، والبعض وصل لحد اتهام حماس بترك السجناء الفتحاويين داخل سجونها عرضة للقصف الإسرائيلى فى حين أفرجوا عن الجنائيين؟
- نعم، هناك حالات أطلقت عناصر حماس النار على عناصر من فتح، وحالات أخرى، اعتدت عناصر حماس على منازل قادة فتح لمنعهم من القيام بأى دور، هذا كله حدث، ولكن دعنا نحافظ على حالة الوحدة الموجودة الآن ثم نناقش تلك الملفات لاحقاً عندما تتوقف الحرب.
■ تعنى أن حماس لم تكن تستهدف إسرائيل وحدها فى تلك الحرب إنما استهدفت قادة فتح أيضاً؟
- عدد من عناصر فتح وصلتهم إخطارات من حماس تأمرهم بعدم مغادرة منازلهم.
■ هل الوقت مناسب لأى تنابزات سياسية بين الفصائل فى ذلك الوقت؟
- فى وقت الحرب كلنا نتحد، وممنوع أن نتنابز، وعار على من يقوم بمثل هذا، فى ذلك الوقت، الجهاد فى هذا التوقيت فرض عين، ويجب أن يسمح للجميع أن يشارك فيه.
■ هناك مؤشرات تتحدث عن تعاون بين حماس وحزب الله؟
- حسن نصر خرج أثناء الحرب ليقول إنه يساند المقاومة واعترف بكل شىء، قال إنه يساند ويسلح ويدرب، وأنا انتظرت أن يطلق الصواريخ من عنده، لكنه لم يفعل، وكلنا نعرف حجم ترسانة الأسلحة الضخمة الموجودة لدى حزب الله، وما زلت أنتظر حتى الآن، ولا نرى أى نتيجة.
■ هناك تقارير عن نية إسرائيل إنشاء نقاط عسكرية فى قطاع غزة؟
- أى وجود إسرائيلى فى غزة سيكون هدفاً للمقاومة طبقاً للقانون الدولى، على الإسرائيليين أن يرحلوا، وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن يعد حقائبه ويغادر، وعلى سارة نتنياهو أن تعرف أنها ستزور زوجها بالسجن، كذلك على زوجات قادة الجيش الإسرائيلى ورئيس أركانه ووزير دفاعه أن يبحثن عن أرقام الصليب الأحمر ليسألن عن أزواجهن عندما ننجح فى أن نسجنهم عقاباً على المجازر التى ارتكبوها فى حق الشعب الفلسطينى، من قتل الفلسطينيين يجب أن يعاقب ولن نتركهم.
■ هناك تقارير إسرائيلية قالت إنهم طلبوا أن يتعاملوا مع موسى أبومرزوق بشكل مباشر عن حماس فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة لغزة وفى دخول مواد البناء وغيرها؟
- لم أقرأ هذه التقارير، لكنى أقول بشكل عام إن أى علاقة رسمية مع العالم الخارجى يجب أن تكون من خلال السلطة الوطنية الرسمية، إنما الاعتماد على أسماء أياً كانت مَن هى، والالتفاف على الأصول الشرعية مرفوض.
■ هل ترى أن حماس وإسرائيل لديهما رغبة فى توقيع اتفاق المصالحة، بمعنى وصول الحكومة الفلسطينية إلى غزة وبسط سلطتها عليها والسيطرة على الحدود والمعابر وغيرها؟
- اتفاق المصالحة واتفاق تطبيق المصالحة يقول ذلك، وما حصلنا عليه من حركة حماس يقول ذلك، ورسالة الدم التى خرجت من قطاع غزة كبيرة تدفع فى اتجاه المصالحة وإن تغير شىء وإن عدتم عدنا والمصلحة العليا الآن تقول إنه يجب أن نتحد.
■ كانت هناك أوقات أخرى تقول إن المصالحة ضرورية.. ولم تحدث، ما الضمانة الآن؟
- أعتقد أن حماس أقرب للمصلحة السياسية الآن.
■ إذن سنرى قريباً هيمنة للحكومة والسلطة على غزة؟
- أعتقد أن ذلك سيكون قريباً، وأعتقد أنه بنجاح المبادرة المصرية وبموافقة العالم عليها سيكون ذلك قريباً جداً.
■ متى تتوقع ذلك؟
- أعتقد فى غضون شهر ونصف تقريباً إذا سارت الأمور بشكل جيد.
■ من سيدفع تكلفة إعمار غزة؟
- سنناقش إحياء مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة.
■ كيف تقرأ تطورات المشهد الفلسطينى الراهن؟
- فى البداية أود تسجيل احترامى لجريدة «الوطن»، وأعتبرها جريدة مهمة ومؤثرة فى الرأى العام المصرى بشكل مباشر، ونحن حريصون على التواصل مع هذه المؤسسة الصحفية المحترمة مهنياً، المشهد يتطور ويتدهور بين لحظة وأخرى وهو غير ثابت وساخن لأقصى درجة، وفى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى لم تكن الأمور متلاحقة بهذه الطريقة أبداً، وأعتقد أنها أطول حرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فهى معركة قاسية وطويلة ودموية بهذا الحجم الذى نراه الآن، ونستطيع القول إن ترسانة الأسلحة الإسرائيلية استُخدمت بالكامل فى هذه الحرب القائمة حالياً ولم يتبق لإسرائيل إلا استخدام السلاح النووى ضد الشعب الفلسطينى، فما يحدث فى قطاع غزة إجرام دموى ومخيف، أما على صعيد الطرف الفلسطينى فهم مصممون على خوض المعركة حتى النهاية لأنه ليس من نمطية التفكير الفلسطينى أى لحظة استسلام ولا تفكير بالتراجع عن مواجهة هذا العدو، رغم قصر ذات اليد وعدم وجود قوة عسكرية متكافئة، ومع ذلك نأمل أن يتحقق السلام، لكن ليس سلاماً مؤقتاً، بل طويل الأمد يكفل للشعب الفلسطينى العيش فى أمان ومعه المنطقة العربية ككل.
■ لماذا هذه الحرب هى الأعنف والأكثر دموية مقارنة بمثيلاتها السابقة، وهل يمكن القول إن هناك أهدافاً مختلفة هذه المرة، فى ظل تدخل أطراف إقليمية فى الصراع، مع الأخذ فى الحسبان وضع الجيش المصرى حالياً؟
- وصفى لهذه الحرب بأنها الأكثر دموية وعنفاً يرجع إلى عدد الشهداء والمصابين المهول والدمار الذى لحق بقطاع غزة ككل بشكل يفوق كل ما حدث على مدار الحربين الماضيتين وفى وقت أقصر أيضاً، بل ويمكن القول إنه لم يعد هناك أى بنية تحتية فى قطاع غزة تماماً وكل ما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية ببنائه على مدار ال 20 عاماً الماضية أصبح ركاماً والأدهى والأمر أن تهدم البيوت فوق رؤوس سكانها بكامل أسرهم بخلاف المدارس التى تتبع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغيرها، فإجمالى عدد الشهداء والمصابين يتجاوز 23 ألف فلسطينى ما بين شهيد وجريح منذ الحرب السابقة، فضلاً عن أنه لا يوجد أى محرمات فى هذه الحرب على الطرف الإسرائيلى، أما سياسياً، فالمعركة كانت أكبر بسبب تدخلات إقليمية فى المنطقة حاولت أطراف معينة أن تزج بعناصرها فيها لعلها تجد منفذاً لها فى المنطقة خاصة فى ظل إعادة تشكيل النظم السياسية فى المنطقة على المستوى السياسى والجغرافى وإعادة توزيع خريطة القوى مرة أخرى، وهو ما أدى إلى إطالة أمد الحرب لصالح إسرائيل وإهدار أكبر لدماء الفلسطينيين.
■ إذن من يتحمل مسئولية هذه الدماء المراقة؟
- أحمّل الجانب الإسرائيلى والقوى الإقليمية التى ساعدت فى إطالة أمد الحرب ووقوع مزيد من الضحايا الأبرياء.
■ هل يمكن القول إن حماس جرى استخدامها من جانب القوى الإقليمية التى تتحدث عنها، بدخولها هذه الحرب، أم أن خوض الحرب كان قرارها؟
- الكل كان يتوقع هذه الحرب قبل حدوثها بحوالى شهر تقريباً، وكل المحللين السياسيين والمراقبين للشأن السياسى الفلسطينى كانوا يتوقعونها تماماً، فلقد كانت هناك مقدمات لهذه الحرب، وواضح تماماً أنه كان هناك طرفان رئيسيان فى المنطقة: «إسرائيل» بفكرها المتطرف الذى يحكمها الآن، وجماعة الإخوان الباحثة عن دور جديد لها بعد سقوط وجودها فى الفترة الماضية، فكلاهما كان لديه مصلحة مباشرة فى اندلاع هذه الحرب، وكان لهما اعتقاد بأن معركة بهذا النوع من شأنها أن تضيف لمصالح كل منهما، وهنا لا بد من إضافة أمر غاية فى الأهمية، وهو أن أساس الهدنة التى وقعت عام 2012 كانت مبنية على اتفاق بين حكومة الاحتلال الإسرائيلى وجماعة الإخوان، ومع تغير وتساقط الأنظمة السياسية التى كانت تستند إلى حكم الإخوان بالمنطقة، بدأ الإخوان البحث عن طريقة لتحريك الوضع السياسى الذى أصبحوا هم فيه فى أسفل سلم القوى السياسية بالمنطقة، وكان للإسرائيليين مشكلة أخرى وهى أنهم طوال السنوات الماضية لم يقيموا عملية سياسية سليمة فى المنطقة، وبالتالى ليس لهم شريك سياسى وارتبطوا قبل سنة وبضعة أشهر فى تحالف سياسى مع الإخوان فى إدارة شئون المنطقة على عكس إرادات الشعوب، وبالتالى إسرائيل أصبحت أيضاً فى مأزق وتحتاج تحريك الوضع بأى طريقة، إذن الطرفان كانا فى حاجة لتحريك الموقف لضعف المصلحة السياسية عند كليهما.
■ هل لهذه الأسباب تدخلت قوى إقليمية مثل قطر وتركيا للضغط على حماس لرفض المبادرة المصرية ثم قبولها الآن لإيجاد لاعبين جدد على الساحة بعد سقوط الإخوان؟
- رجال السياسة فى المنطقة يقولون بوضوح إنه كان هناك اتفاق أو شراكة وعمل «من تحت الطاولة» بين أمريكا وقيادة الإخوان، وظهر ذلك جلياً فى الإدارة الأمريكية حينما رفضت بشكل مباشر التغيرات السياسية التى حدثت بالمنطقة وأطاحت بالإخوان وجاءت بالتيار الوطنى برغبة شعبية سواء فى مصر أو فلسطين، وبالتالى حينما نذكر هذه الدول التى جاءت فى سؤالك، علينا أن نعرف ما الارتباطات السياسية لها، فهذه الدول إما أنها جزء من حلف الناتو أو جزء من مصالحه، ومن يخرج عن إطار هذه الرغبة والمصلحة الأمريكية هو «التيار الوطنى» فى المنطقة العربية، ويمثله فى فلسطين قيادات حركة فتح، ويمثله فى مصر الإدارة الجديدة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن معه، ولعل إحدى أهم نتائج الحرب على غزة الحالية أن الإخوان أعلنوا صراحة أنه من الصعب أن يغادروا المسرح السياسى، لأن لهم قوة على الأرض، فيما تظل المبادرة المصرية هى الورقة الوحيدة التى استطاعت أن تعيش على سطح المسرح السياسى، أما باقى الأوراق فيبدو أنها ذابت مع المياه التى تعصف بالمنطقة.
■ لكن لا يمكن إغفال المحاولات «المعلنة وغير المعلنة» لإفشال المبادرة المصرية بغرض إحراج مصر من جانب تحالف «تركيا - قطر» وفرض قوى جديدة فى المنطقة.
- لن أُستدرج للحديث عن دول بعينها، لكن الأمور واضحة تماماً فى أن حلف الناتو موجود فى دول بعينها فى المنطقة ومارس دوراً سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً و«مصمص» هذه المنطقة الجغرافية ويغادرها الآن، وفى إعلان واضح من أحد أعضاء حلف الناتو قال صراحة «لم يعد لنا اهتمام بليبيا»، ويبقى هنا السؤال الأهم: «هل لنا مصلحة فى فلسطين أم لا»؟ ففلسطين ليست دولة بترولية، لكن لها وضع أمنى واستراتيجى مهم، وبالتالى لا بد من إشعالها، لكن حلف الناتو يتراجع الآن أمام صلابة الموقف المصرى الفلسطينى «التيار الوطنى» أمام كل الضغوطات التى مورست ليصل إلى نتيجة محددة أنه لن يكون هناك ورقة على الطاولة سوى الورقة المصرية مع المذكرة التفسيرية الفلسطينية التى قدمها الرئيس محمود عباس «أبومازن».
■ هل يمكن تصنيف المسرح السياسى فى الوطن العربى الآن ما بين «قوى وطنية» تواجه عدواناً مُتحالفاً من «الإخوان والأمريكان»؟
- ليس فقط تحالفاً «إخوانياً أمريكياً»، فى العالم كله الأحزاب إما سياسية أو دينية، والإخوان حاولوا أن يلعبوا «سياسة» وفشلوا وبالتالى يعودون مرة أخرى للإطار الدينى، وهذا لا ينطبق فقط على الإخوان، بل إن كل التيار الدينى فى المنطقة تراجع ولا أحب توصيفهم بتيار «الإسلام السياسى» لأنه كيف نحكم عليهم أنهم مسلمون وفى ذات الوقت كيف هم يحكمون علينا بأننا مسلمون أم لا؟ إن الحكم إلا لله فى ذلك.
■ هل يحدث ذلك رغم حالة العداء الظاهر بين التيار الدينى والأمريكان على الساحة؟
- هذه توابل الطبخة كما يقولون، فالواقع يقول إنه كلما تأزم الوضع داخل التيار الدينى، يتدخل الأمريكان بشكل مباشر لصالحهم وليس لصالح التيار الوطنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.