"بلال قاسم" هو أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والتي تأسست في نهاية الخمسينيات إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واحتلال إسرائيل لقطاع غزة، وقتها أيقن الفلسطينيون أهمية الاعتماد على أنفسهم في مقاومة إسرائيل، فتأسست سراً في سوريا ولبنان والأردن ودول الخليج العربي حيث يعمل الفلسطينيون، التقت البديل ب"قاسم" لتطرح عليه العديد من الأسئلة حول المصالحة الفلسطينية وتعامل السلطات المصرية معهم بعد تولي جماعة الإخوان المسلمين للسلطة. *ما هي آخر تفاصيل المصالحة مع حركة حماس وماذا يعوق المصالحة ؟ الذي يعيق المصالحة هو الصراع على السلطة، وتمسك البعض بها فهناك اتفاقات وقع عليها كافة الفصائل الفلسطينية وقوى العمل الوطني في فلسطين، ومنذ عام 2002 نحن نأتي إلى مصر للاتفاق على السلام إلى أن جاء عام 2005 وأجريت الانتخابات التشريعية، وفازت حماس بأغلبية وتمكنت من الحكومة، ووقعنا قبل أسبوعين على إعداد انتخابات مجلس وطني جديد، وتم الاتفاق على أهمية البنود المطروحة، وهى عودة حركة فتح وحماس و إجراء انتخابات رئاسية. * هناك عدد من قادة حماس يقولون إن فتح تحاول الإنفراد بالسلطة وتعتقل رموز حماس .. فما رأيك ؟ فتح فازت في انتخابات 96 وكانت صاحبة القرار، لكنها شاركت الكل في القرارات مثل جبهة النضال وعيرها، وشكلت حكومات عديدة، على خلفية اتفاقيات "اسلو" وكانت تتطلب من الجميع المشاركة في السلطة، ولا توجد اعتقالات في الضفة الغربية، إلا إذا قام احد الأشخاص بعمل جنائي . ونحن أوقفنا في الضفة الاعتقال السياسي لكنه ما زال موجود بشكل عام في غزة، و مصادرة الحريات ما زالت موجودة، وهم حتى ضد أن يخرج مطرب من غزة، مثل المطرب "محمد عساف" الذي يشارك في برنامج "عرب ايدول" وهم يطالبونه بالانسحاب رغم أنه يقدم فن راقي يسعد الوطن العربي بأكمله . * ما رأيك في الاتفاقيات الأخيرة بين حماس وإسرائيل والتي كانت مصر طرف فيها بوقف إطلاق النار ؟ بخصوص الاتفاقيات فذلك وقع بعد العدوان الأخير على غزة، فالجميع ضد العدوان؛ لان الشعب بأكمله واجهه، والجديد في ما تم الاتفاق عليه، أن هذا الاتفاق وقع بضمان المصريين، وجاء به بند يتضمن الاعتداء المتبادل من الطرفين، فلا يجوز أن يتم اتفاق بين فصيل بعينه وبين دول العدو الإسرائيلي وان تكون الضامن مصر. * بعد الثورات العربية وبعد نفوذ الإخوان في المنطقة أصبحت حماس تتحدث من أرضية أكثر صلابة وشروطهم اختلفت في المصالحة، هل تشعر أن النظام المصري يقف مع حماس بشكل اكبر ؟ أرى أن الشعب المصري والحكومة المصرية من أى تيار يقفون مع الشعب الفلسطيني ويدعمون القضية الفلسطينية فنحن لم نجد أي تغيير في مواقفهم منذ سنوات تجاه شعبنا وعلى العكس إن هناك دعم شعبي جديد إلى منظمة التحرير الفلسطينية، أما مسألة الإخوان لا أريد أن ادخل في جدال حول تلك المسألة الداخلية، لكن لا شك إن حماس هي جزء من الإخوان في القطاع العالمي، وهم يشعرون إن الإخوان وصلوا إلى الحكم في العديد من الدول العربية وأبرزها مصر والمغرب وليبيا لذلك تشعر حماس بحريتها، لكن على الأرض الفلسطينية لم يوجد داعم لحماس بشكل مختلف، ولكن نحن في فلسطين نُستقبل مثلما كان يحدث في الأنظمة المختلفة السابقة لمصر . *هل شعور حماس بوصول الإخوان للسلطة أدى إلى وجود اختلاف في عملية المصالحة ؟ المصالحة أخذت وقت اكبر مما يمكن لأن حماس تنتظر ماذا يحدث في مصر وفى سوريا وفى بقية الدول العربية، وعلى أساسه تقرر، لان حماس كانت هي رأس الحربة للإخوان المسلمين حينما نجحت في 2006 وقامت بانقلاب عسكري على السلطة، فمن الطبيعي أن تشعر حماس بنشوة، ولكن لا أرى أن ذلك على المستوى البعيد سيكون في مصالحتها . *الشعوب العربية لم تكن تفرق بين فلسطين وحماس ولكن بعد تدخلها في الشأن المصري بدأت التفرقة فهل لاحظت من الشعوب أن هناك تمييز وانحياز لفتح على حساب حماس ورفض تدخلها في الشأن المصري ؟ أولا نحن ضد التدخل في شأن أي دولة عربية، واستطاعت حماس أن تقوم بهذا الدور قبل سنه أو أكثر ولكنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، فالناس عندما كانت تتضامن مع حماس كانت تتضامن معها كمقاومة فلسطينية، لكن عندما توقف حماس كل هذا وتعقد اتفاقيات مع العدو تصبح مثلها مثل كل السلطات التي لا تقاوم،ونحن كفصائل عمل وطني لم ولن نوقع مع العدو الإسرائيلي أي اتفاقيات وسنظل نناضل حتى نخرج من تلك المأزق، والجميع يعلم الشأن الفلسطيني فسواء نحن شئنا أو أبينا فغزة هي دولة محتلة . وكان الرئيس الراحل "ياسر عرفات" يقوم بالعديد من الأفعال التي تغضب الإسرائيليين وأوشك على القيام ببداية دولة، فهو قام بالعديد من الإنجازات منها إصدار جوازات للفلسطينيين تسمح لهم بالخروج والسفر والتنقل مما يدل على الحرية الكاملة لقطاع غزة ومشروع الدولة هو المشروع الوطني المرحلي. * هل ترى أن إسرائيل ستلتزم باتفاقيات حماس ؟ إسرائيل عندما تكون مصالحتها أن تعقد هدنه مع الفلسطينيين تعقدها، لكن الحكومات الإسرائيلية المتطرفة التي يقودها "نتنياهو" وغيرهم لا يمكن الوصول معهم إلى اتفاق، فالمجتمع الإسرائيلي بات أكثر تطرفاً . * هل تملك فصائل المقاومة في فلسطين الأسلحة الكفاية لردع إسرائيل ؟ بالطبع لا، فعندما تقارن الأسلحة الإسرائيلية التكنولوجية بالمقاومة يكون غير عادل، ونحن لم نقول يوما إن المقاومة ستحرر فلسطين بالكافي لكننا نقول دائما إن منظمة التعاون الفلسطيني هي رأس الحربة لمحاربة إسرائيل. * بماذا تفسر العمليات التي تقودها حماس من غزة وضرب الصورايخ على صحراء فلسطين فيكون رد إسرائيل بسيل من الصواريخ لا تجلب سوى الضحايا ومزيد من الحصار ؟ هذه العمليات مجهزة من قبل عام 2000 أثناء حصار ياسر عرفات ، وأثناء المفاوضات الجدية مع العدو لكن تسمى هذه الصواريخ عبثية، وعندما استلمت حماس السلطة في غزة وأرادت الحفاظ على حكمها أسمت الصواريخ إنها غير وطنية . *من الملاحظ أن اليسار المصري داعم للقضية الفلسطينية ودائما مع الحكومة ولكن يرفض الزيارات للقدس ويرى إنها تطبيع ؟ الشعب المصري ولد داعم للقضية الفلسطينية واليسار هو الداعم لحركة التحرر الفلسطيني منذ الخمسينات وهم من نظموا عمل المقاومة الفلسطينية، وهناك العديد من المصريين الذين دخلوا السجن فيما قبل بسبب دعمهم لفلسطين ، لذلك فنحن نوجه دائما وأبدا التحية لأبناء الشعب المصري. أما حول مسألة التطبيع، فنحن ضده، وزيارات القدس أنا معها حتى لا يتم تهويده، فعندما تكون زيارات شخصية للقدس فانا أؤيدها لأنها تعبر عن القدس وتدل إنها عربية وستظل عربية . * كيف ترى الأزمة السورية وما يحدث هناك ؟ لقد زورت سوريا مرتين للإطلاع على ما يحدث هناك، وهي الآن في حاجة لمن يحتضنها، فالنكبة التي صارت على المخيمات الفلسطينية هناك أصبحت أكبر من نكبة 48، وأرى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لان الحل العسكري اثبت فشلة، لان لا إمكانية أن يقوم النظام بالقضاء على كل المعارضة، ولا يوجد لدى المعارضة إمكانية لإسقاط نظام عسكري، لكن لا بد أن يكون اتفاق سياسي لوقف المجازر التي تجرى هناك . * ما رأيك أن الناتو يدعم المسلحين في سوريا لذا فالحل السياسي ليس قرارهم وحدهم ؟ ليس فقط الناتو إضافة إلى قطر، هناك مصلحة للقوى خارجية لتدمير سوريا وأول تلك الدول هي إسرائيل وأمريكا، وهناك خطط جديدة تبنى للمنطقة، وبدء في عمل خطط جديدة منذ حرب العراق 2003، وعلى الرغم من عدم نجاحهم في العراق إلا أنهم نجحوا في تدميرها بشكل كبير، فما يجرى في سوريا هو ما حدث مع العراق . * ما هو تأثير الثورات العربية على القضية الفلسطينية تجاه إسرائيل ؟ إسرائيل هي الطرف الأكثر سعادة لان ذلك من مصالحها، والضرر المباشر على فلسطين هو غياب العائد المادي والمعنوي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، فكان الجميع يقف في البداية مع فلسطين، لكن الآن لم يحدث ذلك، فمنذ أيام صعد رئيس كندا يعلن عن استعداده لاستقبال فلسطينيين وهذا ما نرفضه. * بماذا تطالب حماس ؟ أتمنى أن يلتزموا بما تم الاتفاق علية وان يفكروا دائما في المشاركة في العمل الوطني الفلسطيني، وأن يكونوا جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية وان لا يعتقدوا يوماً واحد أنهم منبوذون من الفلسطينيين فالشعب متنور ويرفض الاحتلال ويرفض فكرة الحزب الواحد التي تمارسه حماس، فالشعب يؤمن بتعدد الآراء وتعدد الأفكار. إسرائيل وأمريكا تسعيان لهدم "سوريا" بمساعدة بعض الدول العربية مثل ما فعلوا في العراق حماس ضد أن تخرج أي موهبة من غزة ويطالبون "عساف" بالانسحاب من "عرب أيدول"