لم تعد الخدمات التي تقدمها الدولة منفصلة عن احتياجات المواطن الجديدة، والتي خرج بعضها من رحم النداءات الإنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرها مشروع «الإسعاف الاجتماعي» الذي تستعد وزارة التضامن الاجتماعي لإطلاقه. «التضامن» تستعد لإطلاق مشروع «الإسعاف الاجتماعي» وأكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تهدف لإطلاق مشروع «الإسعاف الاجتماعي»، في الفترة المقبلة، حيث ظهر مؤخرا بعض الحالات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها يُكتشف مصادفة، وبعضها يكون ما كُتب عنها غير صحيح، وإما أن يكون هناك حالات لا يسمع عنها أحد. وأضافت «القباج» في مداخلة هاتفية مع برنامج «المواجهة» المذاع على قناة «Extra News» الفضائية، مساء أمس، أنه: «توجد آلية منظمة لرصد الحالات التي تستدعي التدخل الفوري حرصا على أمان وسلامة المواطن، مثل الأيتام الذين يعيشون بلا عائل، أو أسرة بها أفراد لديهم إعاقات ولا تعرف كيف تتعامل معهم، أو سيدة مسنة مريضة وتعيش في منطقة لا يوجد بها أمان، أو الأسر التي تعاني من المشكلات». كما سيتم تخصيص خط ساخن، وتطبيق إلكتروني على الهاتف المحمول، للإبلاغ عن هذه الحالات، ويتم توثيقها بالصور، على أن تصل لها سيارات الوزارة وتتابعها، وترصدها، وبالتالي ستعرف الدولة الظواهر الاجتماعية الأكثر تكرارًا وتداولا، وتتخذ قرارات وسياسات بشأنها، مثل السيدة التي تعاني من مرض الفيل، وفقا لتصريح الوزارة. وأكدت القباج أن هناك العديد من الحالات التي لم يسمع عنها أحد، والدولة لا تريد أن يكون معرفتهم عن طريق الصدفة، داعية المواطنين إلى التعاون مع الوزارة لأن مسؤولية التضامن والتكافل يجب على جميع فئات المجتمع المشاركة فيها، لافتة إلى أن الجمعيات الأهلية سوف تشارك في هذا المشروع. ما هو الإسعاف الاجتماعي؟ مشروع «الإسعاف الاجتماعي» هو برامج الدعم الطارئ للأسر والمواطنين الذين يعانون من مشكلات اجتماعية تؤثر على حياتهم المعيشية والنفسية، وتتطلب التدخل والدعم الفوري، لضمان توفير الحماية والرعاية الاجتماعية اللازمة لهم. وناقش بالأمس، الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماعه مع نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، آليات المشروع، ووجه بتعزيز أدائه ودعمها تمويليا وفنيا، بهدف الوصول إلى حالات المواطنين الملحة التي تستدعي التدخل الفوري، مع ضرورة إشراك الطاقات الشبابية في هذا النشاط لاستغلال أفكارهم الإبداعية واستعدادهم العالي للمشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية، بجانب مشاركة مؤسسات المجتمع المدني، مع المتابعة الدورية لأداء الآلية ونتائجها لضمان تكامل خدماتها مع استراتيجية الدولة لتوفير فرص الحياة الكريمة للمواطن المصري والحفاظ على الاستقرار والأمن المجتمعي. وابتكرت وزارة التضامن تلك الآلية، لتوفير قناة شرعية من خلالها يستطيع المواطنون، تسجيل مثل تلك الحالات التي هي بحاجة إلى مساعدات، حيث يتم التأكد من تلك الشكاوى بإرسال سيارات تابعة للوزارة، لرصد ومساعدة الحالات، حيث من المتوقع ورود آلاف الحالات بعد تفعيلها، وفقا لحديث القباج، مضيفة: «فيه حالات إحنا بنتابعها وبنساعدها، وحالات تانية سيساعد المواطنين فيها الوزارة عبر التبليغ عنها، وهي حالات بحاجة للتدخل الفوري». وسينطلق المشروع بمشاركة المواطن، والجمعيات الأهلية في المجتمع المصري، ووزارة الصحة، وهيئة الإسعاف المصرية، ووزارة الداخلية، وفريق كبير من المتطوعين.
هدى زكريا: «الإسعاف الاجتماعي» قناة اتصال جديدة بين الدولة والمواطن يضمن الطمأنينة والأمان ومن ناحيتها، أشادت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، بالمشروع الجديد الذي تسعى تنفيذه لوزارة التضامن الاجتماعي، والذي اعتبرته ينقل المواطنين الذي يعانون من ظرف خاص إلى عناية الدولة بإعتبارها الوطن. وأضافت زكريا، ل«الوطن»، أن «الإسعاف الاجتماعي» من شأنه توفير قناة اتصال جديد تضمن حالة من الطمأنينة والأمان بين أفراد المجتمع، إذا ظهرت تلك الحالات، مع شرط التأكد منها وتجنب الزائف عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أن ذلك المشروع من شأنه تقديم يد المساعدة للحالات الإنسانية التي لا تجد مساندة أسرية، حيث كان المجتمع سابقا يعتمد على مساندة العائلة والأقارب، ولكن غاب ذلك حاليا، مضيفة أن الرئيس السيسي ركز على تلك النقطة المهمة عبر المشروع الحالي بأن تتولى وزارة التضامن ذلك الدور الاجتماعي المفقود بالعائلة، من خلال الانتباه لتلك الحالات. وتابعت أن ذلك من شأنه خلق حالة من الدعم والتآلف بين أفراد المجتمع، وإعادة السمات التي فقدها البعض بالمسارعة للمساعدة، وتنمية روح التعاون والتطوع بين الشباب.
