جدل حول ترشح "كحل وحبهان" لجائزة نجيب محفوظ.. ولجنة التحكيم: التجريب مطلوب

رواية جميلة أم ليست رواية على الإطلاق، جدل واسع يثيره ترشيح رواية "كحل وحبهان" للكاتب عمر طاهر في القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب من الجامعة الأمريكية، وشارك في هذا الجدل على مواقع التواصل الجتماعي كتاب ونقاد وقراء متابعون لما يحدث على الساحة الثقافية.
«الوطن» رصدت مظاهر التأييد والاعتراض، وكذلك رؤية أعضاء لجنة التحكيم وحيثيات وصول الرواية للقائمة القصيرة.
ودون أحمد لطفي، أحد النشطاء: أدهشني ترشيح كتاب "كُحل وحبهان" لعمر طاهر، للقائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للرواية، ضمن 6 أعمال روائية أخرى، قرأت "كُحل وحبهان" ورأيي أنه ليس عملًا روائيًا بالمعنى المفهوم والمتعارف عليه للأعمال الروائية، فهو يخلو تمامًا من الحبكة الدرامية التي تُميز أي عملٍ روائيٍّ وتجعل منه عملًا روائيًا متكاملًا، وأرى أنه أقل كثيرًا من أن يترشح لأي جائزة خصوصًا لو كانت خاصة بالرواية، وتسائل لطفي: ما هي المعايير والضوابط التي على أساسها يُرشح عملٌ للجوائز الأدبية.
وتابع "لطفي": ما يؤيد وجهة نظري هذه، هو ما صرّح به الكاتب نفسه في وقتٍ سابق عقب صدور كتابه هذا، عن أن "إضافة كلمة "رواية" كتصنيف على غلاف الكتاب كان بطلبٍ من الناشر، بينما هو بنفسه لا يحب تصنيف العمل، ويكتفي بالاستمتاع بما هو داخله.
الكاتبة رشا سنبل، قارنت العمل بأحد الأعمال الشهرية للروائي إبراهيم أصلان: "سؤال هل لو كان اللي كاتب حجرتان وصالة أي حد غير ابراهيم أصلان صاحب رواية من أهم الروايات العربية، مالك الحزين، كان حد أهتم بيها، أو شاف عمقها الإنساني، رغم بساطة لغتها وتكوينها؟ من وقت ظهور كحل وحبهان من الروايات المرشحة لجايزة نجيب محفوظ، وحجم التريقة والسخرية غريب.
وأضافت "سنبل"، الرواية دي أجدها رغم بساطتها الشديدة، فريدة من نوعها، ما عندناش حد تناول شيء مهم زي تراثنا المهدور حقه في المطبخ المصري الفريد والمتنوع، وربطه بشيء حياتي وانساني زي ما عمل طاهر، ليه بننظر لأشياءنا بهذا الاستخفاف، هل لأنه اتكلم عن الاكل المصري، لو كان اتكلم عن المطبخ الفرنسي أو الإيطالي كنا استهنا بالرواية كده؟ أرجو ننظر للرواية بشكل مختلف، لتناولها فكرة جديدة، وحاولت تعميقها، ممكن تكون نجحت في أجزاء وفشلت في أخرى، لكني أجدها مميزة للغاية رغم بساطتها.
وقالت الدكتورة الناقد والأكاديمية هبة شريف، عضو لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية، ل "الوطن": الجائزة الأخيرة لم تعلن بعد، وكل جائزة عليها جدل في المعتاد، وكل لجنة تحكيم هي ذائقة شخصية لأعضاء لجان التحكيم، وتذوق الفنون حكم شخصي، لذلك يتم تغيير لجنة التحكيم كل سنتين أو كل سنة، حتى لا تتحكم ذائقة واحدة فى اختيار الأعمال الفائزة، وهو ما يحدث في كل العالم، ولعلنا نذكر جميعا الجدل المثار بعد حصول المغنى الأمريكي بوب ديلان على جائزة نوبل فى الآداب في 2016، و"كحل وحبهان" رواية حلوة وممتعة وفيها شىء جديد، والمفروض يتم تشجيع التجديد، فالتجريب في الفنون مطلوب، ولأن الجديد مع الوقت سيصبح كلاسيكيا.
وأعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يوم الاثنين الماضي، القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب، وتضمنت القائمة القصيرة المكونة من ست روايات من ضمن 270 رواية تم ترشيحها للجائزة من كل دول العالم العربى ومن دول المهجر وسيتم إعلان الفائز بالجائزة فى مارس 2021.
وتضم القائمة القصيرة 6 روايات منها 3 أعمال مصرية كالتالي: "كحل وحبهان" للكاتب والروائى عمر طاهر (مصر)، "فى مدن الغبار" للروائية أمل رضوان (مصر)، "حجر بيت خلاَّف" للروائى محمد على إبراهيم (مصر)، "اختفاء السيد لا أحد" للروائى أحمد طيباوى (الجزائر)، "حصن الزيدي" للروائى الغربى عمران (اليمن)، " حى الدهشة" للروائية مها حسن (سوريا).