هو مواطن مصرى عادى لم تكن له ألقاب ولا أضواء لكنه كان يحمل قلباً عامراً بالإنسانية والشجاعة وفى لحظة حاسمة لم يتردد فى أن يقدم حياته فداء لإنقاذ المئات من المواطنين محولاً لحظة استشهاده إلى قصة خلود واستحق أن تنعاه كل مؤسسات الدولة..البطل هو شهيد الشهامة والواجب السائق خالد محمد شوقى عبد العال ابن قرية مبارك مركز بنى عبيد بمحافظة الدقهلية ،نشأ فى أسرة مصرية أصيلة تعشق تراب هذا الوطن ..لم يكن غريباً عليه التضحية بحياته لينقذ مدينة العاشر من حريق مدمر لا أحد كان يعلم مداه ،لم يفكر لحظة وغامر بحياته وانطلق بالسيارة المشتعلة بعيداً عن محطة تموين السيارات بالعاشر لينقذ المنطقة من كارثة محققة ..أبناء قريته والقرى المجاورة تجمعوا فور علمهم بالحادث واستشهاده فى سبيل تأدية واجبه وأحاطوا بمنزل الأسرة. خرج الجميع لاستقبال الجثمان على مدخل القرية لحظة وصوله بسيارة الإسعاف بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى أهل مصر للحروق متأثراً بإصاباته البالغة وأقيمت صلاة الجنازة على روحه بمسجد القرية ومنه لمقابر العائلة. القرية تحولت إلى سرادق مفتوح للعزاء الكل يعزى نفسه قبل أن يعزى أسرته زوجته وأبناءه الأربعة 3 بنات والابن الذى كان يستعد لفرحه قريبا وكان الأب الشهيد يواصل عمله ليلاً نهاراً لتوفير احتياجاتهم ،زوجة الشهيد وابنه الأكبر أحمد 27 عاما وبناته الثلاث منة وآية وهدير لم يصدقوا أنفسهم فقد كانوا فى انتظاره على أحر من الجمر لاستكمال العيد معه والإعداد لترتيبات فرح أحمد . لم يستطع أحمد الحديث لكنه أشار للجموع المشاركة فى الجنازة قائلاً: دا أكبر دليل على حب الجميع له وسنظل فخورين بما قام به أبى الشهيد الحى فى قلوبنا . شقيقه الأصغر خالد أكد على أن شقيقه الراحل كان له بمثابة الأب وليس الأخ ورغم مسئوليته عن أسرته إلا أنه كان حريصا على المشاركة فى كل أعمال الخير. بناته الثلاث رغم عجزهن عن الحديث من هول الصدمة إلا أنهن أعربن عن أن أباهم قد ترك لهم أغلى ميراث وهو تلك السيرة وهذه التضحية التى لن ينساها أحد. وقد نعى رئيس الوزراء الشهيد البطل وقال إنه نموذج للبطولة والتضحية فى موقف حرج مشيدا بسرعة بديهيته وشجاعته التى أنقذت الأرواح والممتلكات ..كما نعاه د. نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية. وقال المحافظ اللواء طارق مرزوق إن الشهيد أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة ..ووجهت الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى بصرف 100 ألف جنيه لزوجة وأولاد البطل خالد محمد شوقى بشكل عاجل ، بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى لرصد معاش استثنائى لأسرة البطل تقديراً لتضحيته، كما قرر المهندس علاء عبداللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسم السائق خالد محمد شوقى على أحد شوارع المدينة؛ تخليداً لذكراه وتكريماً لموقفه البطولى الذى عبر عن أسمى معانى الشجاعة والإخلاص فى العمل، بعدما فارق الحياة متأثراً بالإصابات والحروق التى لحقت به أثناء محاولته إبعاد السيارة المشتعلة عن محطة تموين السيارات فى محاولة منه لتفادى وقوع خسائر أو إصابات بشرية داخل المحطة.