وصل رئيس الحكومة التونسي، مهدي جمعة، اليوم، مدينة تبسة الجزائرية - الواقعة على الحدود مع تونس - لبحث موضوعات أمنية حساسة، وذلك بعد أيام من مقتل 15 عسكريًا تونسيًا على أيدي مسلحين إسلاميين متطرفين في جبل الشعانبي. قال جمعة خلال لقاء نظيره الجزائري، عبد المالك سلال، الذي كان في استقباله، أنه اختار "تبسة" التي تبعد 600 كم شرق الجزائر لتكون مكان اللقاء، حسب التلفزيون الحكومي الجزائري. وأضاف أن المحادثات بين رئيسي الحكومة تدور خاصة حول الموضوعات الأمنية التي تعد حساسة هذه الأيام في تونس". رافق رئيس الحكومة التونسي في إطار زيارته الخاطفة ل"تبسة" كل من وزيري الدفاع والخارجية غازي الجريبي ومونجي حامدي، وسفير تونسبالجزائر عبد المجيد فرشيشي، ومن الجانب الجزائري حضر المحادثات وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وسفير الجزائربتونس عبد القادر حجار. وكانت رئاسة الحكومة التونسية، أعلنت في بيان لها، أن رئيس الحكومة مهدي جمعة، يقوم بزيارة عمل خاطفة إلى الجزائر استغرقت بضع ساعات مع وفد حكومي رفيع المستوى وقيادات أمنية وعسكرية سامية. وأوضحت الحكومة التونسية أن جمعة التقى خلال هذه الزيارة، الوزير الأول الجزائري عبد الملك سلال، مؤكدة أن محور الزيارة سيتركز حول تكثيف التعاون والتنسيق المشترك والمتواصل في المجالين الأمني والعسكري. أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية بعث بها إلى نظيره التونسي المنصف المرزوقي إثر مقتل 15 عسكريًا تونسيًا على أيدي مجموعات إسلامية متطرفة، أن الجزائر "ستبقى دائما" إلى جانب تونس؛ للتصدي لآفة الإرهاب الوخيمة، على حد قوله. يذكر أن 15 عسكريا قُتلوا وأصيب 18 آخرين، كما قتل "إرهابي" تونسي الجنسية في هجوم نفذه قبيل موعد الإفطار على نقطتي مراقبة للجيش التونسي في جبل الشعانبي من ولاية القصرين الحدودية مع الجزائر، حسب وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي. وتعتبر تلك الحادثة هي الأسوا في تاريخ الجيش التونسي منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956، إذ استعمل الإرهابيون قذائف (آر بي جي) المضادة للدروع والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، وفق وزير الدفاع، الذي أشار إلى أن منفذي الهجوم تونسيون وجزائريون و"مرتزقة أجانب".