أمام «كشك العيش» لم يعد السؤال عن الخبز وحده، ولكن السؤال الأهم بات «هنجيب البطاقة منين؟»، تظل الإجابة غامضة، لكن البعض تطوع بشرح تفصيلى يبدأ بكلمة موضوعة إلى جوار الشباك «اتبع السهم». «روحوا مكتب التموين وهتعرفوا»، ينهى بها بائع الخبز الزحام أمامه. منظومة الخبز التى طبقت بين يوم وليلة، كما يصفها الأسطى عماد، هى ما دفعته لترك ورشته والقدوم مبكراً لمكتب التموين «أصل لو ماجتش مش هنلاقى ناكل»، عماد ما زال محتفظاً بورقة مسجل عليها شهور صرف التموين منذ عام 2011 ولم تصرف له البطاقة الذكية حتى الآن، رغم طلبه المتكرر لها، «من 2011 وأنا محتاس بورقة عشان أعرف آخد التموين، إزاى هيدونى بطاقة للعيش، وهما مش عارفين يسلمونى بطاقة تموين لحد دلوقتى». شكوى عماد التى تكررت من أكثر من مواطن داخل مكتب التموين اعتبرها سيد غريب، مدير المكتب، «طبيعية»، موضحاً: «الناس دى بقالها 3 سنين وإحنا مش فى إيدينا حاجة بنستلم الورق ونوديه الوزارة، وبعد منظومة العيش اللى اتطبقت فجأة الناس مش عارفة تاكل، وإحنا كل اللى بنعمله إننا نديهم بطاقة مؤقتة لمدة 15 يوم وتجدد». «خبطتين فى الراس» يقولها سيد غريب ضاحكاً: «فجأة الناس مبقتش ملاحقة على المكتب، زحام طول الوقت، ناس بتسأل على نظام التموين الجديد، وناس تانية بتسأل على بطاقة العيش، ومحدش فاهم حاجة للأسف».