أرسل المجلس الباباوي للحوار بين الأديان ببرقية تهئنة بمناسبة عيد الفطر، إلى المسلمين في كل دول العالم، معربًا عن أمله في تعزيز حوار مثمر مرتكز على الاحترام المتبادل والصداقة. وجاء في برقية التهئنة التي حملت توقيع الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الباباوي للحوار بين الأديان، والأب ميجيل أنجيل، أمين سر المجلس: "الإخوة والأخوات المسلمون الأعزَّاء، يسرنا أن نقدِّم أحر التهاني القلبية وأطيب التمنيات بمناسبة عيد الفطر في ختام شهر رمضان المكرس للصوم والصلاة ومساعدة الفقراء". وأضاف المجلس في برقيته: "وفي السنة الماضية من حبريته وقَّع البابا فرنسيس شخصيًا على الرسالة الموجَّهة إليكم بمناسبة عيد الفطر وفي مناسبة أخرى حياكم قائلًا إنكم إخوتنا، وكلنا نعرف أهمية ومعنى هذه الكلمات، في الواقع إن المسلمين والمسيحيين هم إخوة وأخوات في العائلة البشرية الواحدة التي خلقها الله الأوحد". ودعا المجلس، في البرقية، لشكر الله قائلًا: "وإننا نشكره تعالى على ما جعله مشتركًا بيننا مع أننا ندرك اختلافاتنا، إلا أننا نعي أهمية تعزيز حوار مثمر مرتكز على الاحترام المتبادل والصداقة، وإذ تشكِّل قيمنا المتقاسمة والتي عززتها مشاعر الأخوة الأصلية مصدر إلهام لنا، فإننا مدعوون للعمل معًا في سبيل العدالة والسلام واحترام حقوق وكرامة كل شخص". وأضاف المجلس: "نشعر بمسؤوليتنا تجاه الأشخاص الأكثر حاجة، مثل الفقراء، المرضى، الأيتام المهاجرين، ضحايا الإتجار في البشر، وكل من يتألمون ويعانون من الإدمان بجميع أشكاله". وأوضح "كما نعلم أنه على عالمنا المعاصر أن يواجه تحديات خطيرة تتطلَّب تضامنًا ولنعمل معًا إذن من أجل بناء جسور سلام وتعزيز المصالحة، لا سيما في المناطق التي يعاني فيها المسيحيون والمسلمون معًا من أهوال الحرب". وطالب المجلس بمواجهة التحديات قائلًا: "فلتهمنا صداقتنا دائمًا على التعاون في مواجهة هذه التحديات الكثيره بحكمة وحذر وهكذا يمكننا الإسهام في التخفيف من حدة التوترات والصراعات، معززين الخير المشترك وسوف نظهر أيضًا بأن الديانات يمكنها أن تكون مصدر انسجام يعود بالفائدة على المجتع كله". وتابع: "لنصلِ لكي ما يبقى السلام والمصالحة والعدالة والنمو في طليعة أولوياتنا من أجل خير ورخاء العائلة البشرية برمتها"، واختتم البيان قائلاً: "مع البابا فرنسيس نتقدم إليكم بأطيب التمنيات بعيد سعيد وحياة مزدهرة في السلام".