لديها صوت مميز وابتسامة رسمت على شفتيها طفولة لم تتغلب عليها التجارب، لم تكن حركتها المتراقصة أثناء التصوير بغرض الاستعراض، بل حملت خطوات الطفلة، التي حفظت اللهجات العربية عن ظهر قلب، حتى غنَّت أغنية "وحوي يا وحوي" في فيلم "قلبي على ولدي" وكأنها الطفلة ذات الخمسة أعوام "المعجونة بمياه الحارة المصرية" وليست المعجزة اللبنانية التي أتت لتقف أمام عمالقة السينما المصرية آنذاك، وتكون مصر محطتها الأولى نحو النجومية في الوطن العربي. كان رحيل الفنان أنور وجدي سببًا في ابتعاد هيام يونس عن مصر بعد أن ذاع صيتها عقب عرض فيلم "قلبي على ولدي"، وبعد أن قدمت أغنية "وحوي يا وحوي" خلال الفيلم، لكنها قررت اعتزال الفن عقب حرب لبنان لما أصابها من حزن واكتئاب جراء الحرب، لفقدانها بعض أفراد عائلتها وأصدقائها نتيجة لها، وعادت مرة أخرى عقب انتصار المقاومة اللبنانية. وعُرفت "هيام" بأدائها المميَّز وخفَّة دمها، ما جعل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يصفها ب"صاحبة أخطر إحساس"، فجعلت لشهر رمضان مذاق مختلف مع صوتها وأدائها. هيام يونس.. الصوت النسائي الأول الذي يدخل إلى الإذاعة السعودية من خلال أغنية "سمراء"، رصيدها أكثر من 600 أغنية تعاملت خلالها مع العمالقة، ووصفها الرئيس اللبناني بشار الخوري ب"نجمة القرن العشرين"، وقالت في أحد حواراتها الصحفية "عندما أغنِّي بكل اللهجات العربية أعبِّر عن انتمائي لأمة بحالها فأنا غنيت الخليجي والليبي والمصري وأيضًا التونسي في إطار الانفتاح على التراث العربي في مختلف الأقطار". وقالت هيام يونس أيضًا، في أحد لقاءاتها التليفزيونية القليلة، إنها لم تغتنِ إلا بحب الجمهور العربي الكبير وهذا ما يسعدها ويكفيها، خاصة وأنها ذاع صيتها وأُذيعت حفلاتها في الخليج العربي، لتمكنها من جميع اللهجات العربية.