أتعجب ممن يحاولون صرف الأنظار عن مجازر ومذابح الصهاينة فى غزة ويحاولون إيجاد تبريرات لما يحدث بزعم أن حماس هى المسئولة.. ما يحدث هو منهج عمل محكم وبروتوكول ملزم لكل صهيونى على وجه الأرض من أجل غاية إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل التى ما زالت منحوتة على جدران الكنيست الإسرائيلى حتى الآن.. إسرائيل ليست فى حاجة إلى ذريعة أو مبرر لتشن عدوانها على أى بقعة من بقاع الأراضى العربية.. فمجازرها التى تتم الآن بكل أسلحة الإبادة الجماعية والعرقية للشعب الفلسطينى ليست جديدة علينا.. فليست مذابح دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا وجنين ومذبحة أكثر من 50 ألف شهيد مصرى فى أعقاب حربى 56 و67 وغيرها من المذابح كان السبب فيها حماس.. إن غاية إسرائيل وكل الصهاينة أكبر بكثير من تلك الدعاوى والمزاعم التى تبرر لإسرائيل قيامها بعدوانها على غزة.. لا بد أن يعرف الجميع أن فلسطين هى حد أمن قومى لمصر هكذا يسطر التاريخ لنا ذلك بوقائعه منذ حطين وعين جالوت و48 و67... وغيرها الكثير. العدوان لا يستهدف فلسطين وحدها ولا أهالى غزة وحدهم.. بل يستهدف كل عربى ومسلم على الأرض.. ولكن للأسف يظل نفس أسلوب التعامل مع هذا الأمر على أنه بعيد عنا وهذا أمر أشبه بتغييب العقل؛ فالدم الفلسطينى الذى يجرى فى شوارع غزة هو دم عربى لا يمكن لأى إنسان يمتلك نخوة أو شهامة أن يغض النظر عن هذه المذابح.. ورغم فجاعة ما تنقله لنا الفضائيات وأجهزة الإعلام المختلفة والمواقع الإخبارية فإنك تجد من يبرر هذا العدوان.. وكأن كل البيوت المصرية لم تقدم شهيداً أو مصاباً أو مقاتلاً فى حروبها مع إسرائيل.. إن الصمت العربى الرسمى هو أمر يدعو إلى الإحباط من الحكام العرب.. وإن سياسة غض النظر والاكتفاء بتصريحات لا تسمن ولا تغنى من جوع هى من أسباب انهيار شعبية الحكام العرب بين شعوبهم.. وكأن هؤلاء الحكام يرون أن سبب بقائهم فى مقاعدهم هو إرضاء أمريكا وحلفائها المؤيدين والداعمين فى مذابح إسرائيل على مر التاريخ تجاه العرب.. لم يكن العرب يوماً ولا مصر ولا فلسطين دعاة حرب.. ولكنهم قاوموا كل عدوان وكل محتل استهدف أرضهم ودمهم.. ولم يستسلم العرب يوماً حتى فى ظل احتلال الأعداء لأوطانهم وما يمتلكون من سلاح متطور يفتقده العرب فإن العمليات الفدائية كانت لا تنقطع وظلت مستمرة وتتواصل من جيل إلى جيل، لم تعرف لليأس طريقاً، بل ظلت كلها فى حالة ثورة حتى تعصف بكل عدو ومحتل وتتحول أوطانها إلى مقبرة للغزاة.. إن الأمر فى حاجة إلى وقفة واحدة للقادة العرب وممارسة ضغوط لوقف هذا العدوان الذى يستهدف شعباً أعزل من كل سلاح ظل لسنوات طويلة محاصراً من الأشقاء، وهدفاً للعدوان الصهيونى ومجازره بسلاح مدعوم من أمريكا وحلفائها. إن التعبير عن الغضب العربى لا بد أن يجد طريقه.. وليس بتقييده بالقوانين الاستثنائية سيئة السمعة وغيرها من منع التظاهر وزج كل من يقوم بذلك فى السجون.. حتى كادت تنفجر السجون من الزحام فى سابقة لم تحدث فى مصر من قبل.. إن التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية ليس أعز ولا أغلى من تمزيق أشلاء نساء وأطفال وشيوخ العرب فى غزة.. إن اختزال شعب فلسطين فى حماس هو تبرير الجهلاء والخائفين على عروشهم من غضب الأمريكان وحلفائهم.. إن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن مصر وترابها وأرضها والأمن القومى لها.. من فضلكم استقرئوا التاريخ جيداً حتى تعلموا أن مجازر ومذابح وحروب الصهاينة مع مصر والدول العربية ليست بسبب فصيل حماس أو غيره.. الصهاينة لهم غاية لن يرضوا بغيرها بديلاً وهى إقامة دولتهم من النيل إلى الفرات والتى ما زالت عبارتها تتصدر مشهد جدران الكنيست الإسرائيلى نحتاً حتى لا يُمحى من ذاكرة أجيالهم ولا من بروتوكولاتهم.