فى الوقت الذى ما زالت فيه أزمة السولار والبنزين دون حل، اجتاحت أزمة نقص البوتاجاز بعض المحافظات وعلى رأسها «سوهاج»، حيث وصل سعر الأسطوانة فى القرى والنجوع ل100 جنيه، وفى المدن 120 جنيهاً، وهو ما أدى إلى قيام أبناء سوهاج بتنظيم الاعتصامات أمام ديوان عام المحافظة ومجالس المدن، للمطالبة بمحاسبة المسئولين بمديرية التموين على التقصير والتواطؤ من أجل كسب المال، ولم يجد أهالى القرى والنجوع حلا غير العودة إلى «الكانون البلدى» مرة أخرى. ومن أمام أحد المستودعات بمدينة ناصر رصدت «الوطن» التزاحم الشديد الذى يصل إلى آلاف المواطنين فى طابور طويل يمتد قرابة الكيلو متر من أجل الحصول على أسطوانة بوتاجاز. وأكد السيد عليان (موظف)، أن المشكلة أكبر من مجرد نقص فى أسطوانات البوتاجاز وأنه على يقين أن سبب استمرار الأزمة عدم وجود رقابة حقيقية من قبل التموين، وأن هناك اتفاقاً بين بعض موظفى التموين وأصحاب المستودعات وتجار السوق السوداء الذين أشعلوا الأسعار ليبلغ سعر الأسطوانة 120 جنيهاً، متسائلاً: من وراء هذا المخطط الذى يهدف لضرب استقرار البلاد ومحاولة توصيل رسالة بأن البلاد ما زالت تعيش فى فوضى، وأن نظام الحكم الحالى ضعيف، وغير قادر على مواجهة تلك الأزمات أو إيجاد حل حقيقى لها؟! وأضاف عادل مأمون سالم (كهربائى) أنه لم يستطع الحصول على أسطوانة بوتاجاز منذ أسبوعين، وأنه يأتى كل صباح ومعه الأسطوانة على (الدراجة البخارية) ويقف أمام المستودع ولكن دون فائدة، وأنه يظل يبحث فى كل المستودعات ويسير خلف السيارات المحملة بأسطوانات البوتاجاز التى تحاول أن تختبئ من أجل إعطاء الحمولة إلى تجار السوق السوداء لبيعها بأسعار فلكية تصل إلى أكثر من 120 جنيها للأسطوانة الواحدة. وأشارت أحلام عبداللاه (ربة منزل) إلى أن زوجها عامل يومية ولم يعد قادراً على توفير متطلبات أسرته وأنها اضطرت أن تستدين من إحدى جيرانها ثمن أسطوانة البوتاجاز، وأنها منذ 3 أيام تأتى وتقف فى الطابور من أجل تغيير الأسطوانة ولكن دون فائدة، مشيرة إلى أن الأزمة جعلت الأسر السوهاجية تحت إمرة البلطجية الذين امتلكوا السوق السوداء ويتصرفون فيها حسب أهوائهم، وأن المسئولين بالتموين غير قادرين على السيطرة على الموقف أو الوقوف فى وجه هؤلاء. ومن ناحية أخرى، تمكنت مباحث التموين بالبحيرة، بإشراف اللواء ممدوح حسن مدير الأمن، وبرئاسة العميد مصطفى قاسم رئيس مباحث التموين، من ضبط صاحب مستودع بوتاجاز بقرية دربك مركز دمنهور، لتصرفه فى 810 أسطوانات كبيرة زنة 25 كجم، وتم تحرير محضر جنح مركز دمنهور وأخطرت النيابة للتحقيق. كما حرر رجال مباحث التموين بالمنوفية محضراً ضد صاحب مستودع بوتاجاز للتلاعب فى 100 أسطوانة بوتاجاز صغيرة الحجم زنة 12.5 كجم.