ربما لا يعتبر وجود مؤلفين جدد فى دراما رمضان ظاهرة جديدة، ولكن هذا الموسم لفت الأنظار تزايد عددهم بنسبة كبيرة، تكاد تكون قد طغت على وجود المؤلفين الكبار الذين ارتبطت الدراما التليفزيونية بأسمائهم فى السنوات الأخيرة، فمن يحاول أن يرصد ملامح موسم الدراما الحالى سيجد نسبة تتجاوز 80% من الأعمال التى تعتمد على المؤلفين الشباب من أصحاب التجارب الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة على أقصى تقدير فى الكتابة للدراما التليفزيونية، منهم محمد أمين راضى فى مسلسل «السبع وصايا»، وياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى فى مسلسل «السيدة الأولى»، وعلاء حسن فى مسلسل «شمس»، ومريم ناعوم فى مسلسل «سجن النسا»، وغادة عبدالعال فى «إمبراطورية مين؟»، وتامر إبراهيم فى «عد تنازلى»، وذلك مقابل غياب تام لأسماء اعتاد عليها جمهور الدراما الرمضانية مثل محمد صفاء عامر، وبشير الديك، ومصطفى محرم، ويسرى الجندى، وغيرهم كثيرون. الكاتب بشير الديك يرصد من خلال مشاهداته ظاهرة عامة فى مسلسلات الكتّاب الجدد قائلاً: «هناك سمة عامة فى دراما رمضان هو اقترابها من السينما بشكل كبير على مستوى تكنيك الكتابة والحوار، وهذه ميزة من وجهة نظرى، وترجع فى ظنى إلى تراجع الإنتاج السينمائى الذى من المفترض أن يستوعب الشباب أكثر من الدراما التليفزيونية حيث تشكل لهم السينما مجالاً مفتوحاً لا سقف لهم فيه لاستيعاب أفكارهم وجنونهم، ولكن الواقع دفع بهم إلى التليفزيون، ومن أبرز التجارب التى جذبتنى «السبع وصايا» للمؤلف محمد أمين راضى، حيث قام المؤلف بمحاولة كسر الطريقة المألوفة والمعتادة وكسر النمط، فى بناء المشاهد ورسم الشخصيات، وهذا من مظاهر التأثر بالسرد السينمائى، وهو شىء محمود ولكن الإغراق فيه يقلل من تميزه، وأيضاً «سجن النسا» للمؤلفة مريم ناعوم عن قصة الراحلة فتحية العسال، استطاعت الكاتبة بحرفية عالية أن تنقل ملامح القصة الأصلية وتضيف لها المزيد من التفاصيل الخاصة بها». أما الناقد نادر عدلى فيقول: «وجود هؤلاء الشباب يرجع فى الأساس إلى غياب الكتاب الكبار عن الدراما، ربما بسبب السن، وربما بسبب عدم امتلاكهم جديداً يقدمونه إلا فى حالات نادرة، ولكن ليس المهم زيادة عدد الشباب بقدر ما ينبغى علينا النظر لما يقدمونه من رؤى وأفكار جديدة تضيف للدراما، فالمسألة ليست مرهونة بالسن فقط وإنما بتجدد الأفكار وتفاعلها مع المتغيرات، التى من الممكن أن تتوافر لدى كاتب من جيل القدامى، فالحكم والفيصل النهائى إذن لطبيعة العمل التى تتيح للعملية الفنية فرز الأفضل من الأسوأ وتثبيت أقدامه فى المجال الفنى، وأرى أن معظم الكتاب الذين قدموا أعمالهم فى رمضان الحالى تأثروا بشكل كبير بالجيل السابق بل وتقليده، ولم يقدموا أعمالاً بها قدر من الطزاجة والأسلوب الجديد، وهناك مثلان ينبغى الوقوف أمامهما، الأول هو «السبع وصايا» حيث نجد اجتهاداً من المؤلف فى طرح تقاليد وموروثات للمجتمع المصرى، ولكن بأسلوب شديد التقليدية مما جعل هذه الميزة غير مؤثرة بشكل كبير، والآخر هو «إمبراطورية مين» للمؤلفة غادة عبدالعال، وهى محاولة جيدة لتقديم شكل مختلف، ولكن تبقى مشكلة هذا المسلسل فى رؤية كاتبته، حيث قدمت مقدمات مبتورة بهدف طرح المزيد من السخرية على الموقف وهذا ما أضر العمل».