سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير أوكرانيا ل"الوطن":أهم التحديات أمام مرسي الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة كيريلنكو: نقوم بتحديث مدرعات الجيش المصري وأفضل قرارات مرسي إقالة طنطاوي وعنان لأنهما "عقبة" في طريق الإصلاح
يحمل الحوار مع السفير الأوكراني بالقاهرة يفيهين كيريلنكو، كثيرا من المفاجآت غير المتوقعة، فالرجل يتحدث بصراحة غير معهودة في الدبلوماسيين، يتهم أجهزة الأمن المصرية بتلفيق تهمة لمواطن أوكراني، لأنه فصل موظفين متهمين باختلاس 2.5 مليون دولار من شركة سياحة روسية، ويؤكد سعي بلاده لعقد لقاء بين الرئيس مرسي والرئيس الأوكراني، لكن وزارة الخارجية المصرية لم ترد على طلب السفارة، ويبدي رأيه بصراحة في قرار الرئيس بتغيير قيادات الجيش، ويكشف عن أوجه التعاون العسكري والمدني بين مصر وأوكرانيا، واستعداد بلاده لتزويد مصر بالكهرباء، ويقدم نظرة عميقة لاحتمالات التحول الديموقراطي في مصر. * في رأيك هل طالت المرحلة الانتقالية في مصر من الحكم الاستبدادي إلى حكم الشعب؟ وهل تتوقع أن تطول مرحلة التحول؟ وما الفرق بين تجربة أوكرانيا ومصر؟ نجاح فترة التحول الديمقراطي يعتمد على عدة عوامل، فمثلا كانت المشكلة الرئيسية لدينا هي تغيير الأيديولوجية الشيوعية وطريقة التفكير المرتبطة بها، وقد استغرق ذلك وقتا طويلا، فالمشكلة الحقيقية هي تغيير العقلية، والثورة تحدث في يوم واحد، لكن تغيير العقلية قد يستغرق سنوات، وقد ذكر علماء النفس أن تغيير العقلية لشعب ما قد يستغرق ثلاثة أجيال، وهذا ما حدث بالضبط في بلادنا، لذلك يحتاج الأمر إلى الصبر بعض الوقت، فلا يوجد عصا سحرية أو فانوس سحري يخرج منه الجني ليحل جميع المشاكل، وعندما يتم تغيير العقلية يمكنكم حل جميع المشكلات. *ماذا ينقص مصر حتى تتجاوز فترة الشد والجذب بين القوى السياسية كما تجاوزتها أوكرانيا؟ من خلال متابعتي للانتخابات الرئاسية عن كثب قال الرئيس مرسي إنه يمتلك فريقا من الخبراء على مستوى عال من الكفاءة، ولديه برنامج إصلاحي، لكن تشكيل الحكومة استغرق تقريبا شهرا ونصف، بسبب عقبات لم تسمح له بتسمية رئيس للوزراء بالسرعة الكافية، لكن النقطة الإيجابية هي نجاحه في تغيير قيادات الجيش، لأنهم كانوا عقبة في طريق الإصلاح، فالعسكريون محافظون بطبعهم، ومن الصعب عليهم القبول بالتغيرات الجديدة، وكان لابد من رحيلهم، سواء شاءوا أم أبوا، وبمرور الوقت سيتضح مدى نجاح عملية التحول الديمقراطي. * ما أهم التحديات التي تواجه الرئيس محمد مرسي وحكومته من وجهة نظرك؟ تتمثل التحديات في دعم الاقتصاد واستعادة السيطرة على الشارع وعودة الانضباط الأمني وأطنان القمامة في الشوارع ومشكلة البطالة التي تمثل مشكلة حقيقية، فحتى خريجي الجامعات يعانون من البطالة، ولهذا يوافقون على أي عمل. عندما أردت استئجار سائق خاص هالني عدد خريجي الجامعات المتقدمون للوظيفة، وطبقا للإحصاءات يزيد عدد سكان مصر بنسبة 2% سنويا، وتوفير المأكل والمسكن والتعليم والرعاية الصحية من أكبر المشاكل التي تواجه الرئيس. * هل تسعون لترتيب لقاء قمة بين الرئيسين مرسي والرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؟ بالفعل قدمنا مبادرة لعقد لقاء قمة بين الزعيمين في نيويورك إلى وزارة الخارجية المصرية لتسلمها لمكتب الرئيس، لكننا لم نتلق ردا بعد، ونأمل في عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين، ونتطلع لزيارة الرئيس مرسي لأوكرانيا لكون أول زيارة من رئيس مصري لأوكرانيا بعد استقلالها منذ 21 عاما، فقد زار رئيسنا مصر مرتين في عامي 1992 و2008 ولكن لم يزر أي رئيس مصري أوكرانيا. * تم توقيع اتفاق عام 2010 مدته خمس سنوات بين مصر وأوكرانيا لتحديث عدد من مدرعات وآليات الجيش المصري موديل OT-62 وكذلك الدبابات السوفيتية طراز T-64، ما الجديد في هذا الموضوع؟ اتفاق تحديث المدرعات يسير في مساره الطبيعي ويتم تطوير المدرعات، وبالنسبة للدبابات مازالت المفاوضات جارية، ومن المتوقع أن يصل فريق عسكري لبحث التفاصيل، وتم إنجاز بعض النقاط بالفعل، لكن صفقات تطوير السلاح عادة ما تستغرق وقتا وتتطلب اختبارات، والظروف السياسية في مصر تسببت في بعض التأخير. * في عام 2010 أعلن رئيس الوزراء الأوكراني "نيكولاي أزاروف" عن أن أوكرانيا تنوي افتتاح مركز خدمات لأكبر طائرة شحن في العالم "أنتونوف" في مصر، فلماذا لم يتم إنشاء القاعدة حتى الآن، وهل هناك أي عقبات تمنع ذلك؟ ** المشكلة أننا نمتلك قاعدة مماثلة في السعودية، ومازلنا ندرس إمكانية إنشاء قاعدة أخرى أم لا؟ والمفاوضات جارية، ولا أستطيع الجزم إن كنا سنمضي قدما في إنشاء القاعدة أم لا، لأننا نفكر في إنشاء مراكز خدمة للطائرة "أنتونوف" في مصر والسودان وفي دولة إفريقية أخرى. *هل تجرى مشاورات بشأن زيارات متبادلة بين مسؤولين لدعم التعاون الاقتصادي بين البلدين؟ يجرى حاليا الترتيب لزيارة وزير خارجيتنا لمصر، وكان المفترض أن تكون في فبراير الماضي، لكن الجانب المصري اقترح تأجيل الزيارة، ثم امتد التأجيل حتى الآن، وغالبا ستكون الزيارة خلال النصف الثاني من أكتوبر أو بعده، حسب أولويات الأجندة السياسية في البلدين، كما نرغب في دعوة هشام قنديل رئيس الوزراء المصري لزيارة أوكرانيا، وسنكون في غاية السعادة إذا قبل الدعوة. *ما أهم الموضوعات المطروحة للنقاش أثناء اللقاء المحتمل بين الرئيسين المصري والأوكراني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ نتطلع لزيارة الرئيس مرسي لأوكرانيا، لذلك سيبدأ الحديث بتوجيه الدعوة له لزيارة أوكرانيا، ثم مناقشة التعاون الثنائي بين البلدين والحديث بشأن الانتخابات التي ستجرى داخل الأممالمتحدة، ونأمل أن ندعم انتخاب مصر كعضو في لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، وأن تدعم مصر انتخاب أوكرانيا كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وهذه إحدى الموضوعات الجديرة بالنقاش بين الرئيسين. * لماذا اتهمت سفارتكم جهات أمنية مصرية بتلفيق قضية تهريب سلاح آلي وذخائر من إسرائيل للمواطن الأوكراني إدوارد تشيكوش المدير التنفيذي لشركة tez tours للسياحة؟ ليس لدينا أدنى شك في براءة "تشيكوش"، فالقضية ملفقة من البداية لأنه لا يوجد دليل واحد تم تقديمه للنيابة لإدانته، ورغم ذلك صدر ضده حكم بالمؤبد، وعقب صدور الحكم قدم محاموه التماسا إلى المجلس العسكري ومجلس الوزراء وعندما تم التحقق من عدم وجود دليل فعلي ضده تم إلغاء العقوبة وتحويل القرار لرئيس الوزراء للتصديق عليه وإعادة المحاكمة، ولهذا لا يساورنا شك في براءة مواطننا الذي يتمتع بسمعه طيبة، وكل ما حدث هو أن شركة tez tours التي تمتلك 25 فرعا حول العالم وجدت أن إيرادات فرعها في مصر لا تتناسب مع حجم السوق المصري، فأرسلت "تشيكوش" للتحقق من الأمر وعندها اكتشف وجود اختلاسات من جانب بعض الموظفين تقدر بنحو 2.5 مليون دولار سنويا، فقام بفصل اثنين منهم، وبسبب صلاتهم بأجهزة أمنية ولأن عم أحدهم يمتلك قناة تليفزيونية، تم إنتاج فيلم لتشويه سمعة "تشيكوش"، وعند قيام الشرطة بتفتيش منزله لم تعثر على أي دليل، ومن المستحيل أن يقدم شخص عاقل على حمل سلاح، والمرور بجهاز كشف المعادن، ولهذا تعتبر القضية ملفقة، لكن أجهزة الأمن المصرية استغرقت وقتا طويلا لتعرف ذلك، والمشكلة أن أطراف أمنية "فبركت" فيلما لإظهار ذكائهم وشجاعتهم، وإذا كانوا بهذا الذكاء لماذا لم يمنعوا قتل الجنود المصريين في رفح؟ وبخاصة بعد تحذير إسرائيل للمخابرات باحتمال وقوع حوادث إرهابية، لكن الأجهزة الأمنية لا تلفق للمسلحين، وإنما للعزَّل فقط، وقد أشرت إلى وجهة نظري عند لقائي بوزير خارجيتكم، وسنطلب تدخل الرئيس مرسي في القضية عند لقائه بالرئيس "يوشينكو" في نيويورك. * في هذا الصيف ضربت موجات الحرارة والجفاف دول العالم ومنها أوكرانيا المنتجة للقمح هل تتوقع تأثير ذلك على أسعار القمح؟ لقد ارتفعت درجات الحرارة في أوكرانيا بشكل كبير هذا الصيف، ثم جاء موسم الفيضان ولهذا تأثر الإنتاج الزراعي عموما ومنه القمح، ومن المتوقع أن يفوق الطلب الكميات المعروضة، فترتفع الأسعار، ولكن لحسن الحظ أن لدينا فائض من العام الماضي قد ينجح في تقليل الفجوة بين العرض والطلب هذا العام، وتعتبر مصر المستهلك الأول للذرة والقمح الأوكراني، ونحن نشعر بالفخر لمساهمتنا في سد الفجوة الغذائية في مصر، وقد أبلغتني فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولي السابقة أن مصر تحتاج إلى 300 مليون رغيف خبز كل عام وهذه كمية مهولة، ونحن سعداء ببيع القمح لمصر، ونتطلع لمزيد من التعاون، لكننا لم نستطع ذلك خلال الفترة الماضية لعدم استقرار الأوضاع السياسية في مصر، وقد تعاونا من قبل مع مصر في مجال الأقمار الصناعية، وأعتقد أننا نستطيع بدء التعاون من جديد في هذا المجال، وليس فقط بناء الاقمار الصناعية وانما بناء محطات التحكم في تلك الأقمار. * في عام 2010 تم توقيع اتفاقية للتعاون الزراعي بين ليبيا وأوكرانيا قامت ليبيا بموجبها بتأجير أراضي زراعية في أوكرانيا فهل يمكن عقد اتفاق مماثل بين مصر وأوكرانيا لحل مشكلة القمح؟ هذه فكرة جيدة جدا، وسبق أن اقترحتها الوزيرة فايزة أبو النجا وكانت تتلخص في تأجير أراض زراعية في أوكرانيا لزراعة القمح وتصديره لمصر مباشرة، ولم تتمخض الفكرة عن مفاوضات جادة لكنها مازالت قائمة. * رغم كارثة مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986 مازالت خمس محطات نووية لتوليد الكهرباء تعمل في أوكرانيا، ومصر تعتزم بناء مفاعل نووي في "الضبعة"، هل ترى أن الطاقة النووية مازالت الاختيار الأمثل للمستقبل؟ استخدام الطاقة النووية خطير للغاية وبخاصة في الشرق الأوسط، لأنها تقع ضمن حزام الزلازل وقد رأيت كيف حدثت كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان رغم توفر أحدث التكنولوجيا وارتفاع معاملات الأمان، لكن لا أحد يستطيع مقاومة الطبيعة كما يتطلب إنشاء المحطات أموالا باهظة، وتدريبا عاليا للعاملين وصيانة دورية، ويستغرق إنشاؤها سنوات، وهناك طرق أخرى جديرة بالبحث، فأوكرانيا تصدر كميات هائلة من الطاقة للعديد من الدول ومنها روسياالبيضاء، وتجرى الآن مشاورات بين روسياالبيضاءوروسيا الاتحادية لبناء مفاعل نووي مشترك، ولهذا لن تحتاج روسياالبيضاء لاستيراد الطاقة الأوكرانية، فإذا احتاجت مصر لإمدادات الطاقة فلماذا لا تحصل عليها من أوكرانيا؟ بخاصة أننا نقوم بتصدير الطاقة عن طريق كابلات إلى الأردن فلماذا لا يتم مد الكابلات لمصر عند الحاجة؟ * هل هناك أوجه تعاون بديلة بين مصر وأوكرانيا في مجالات الطاقة؟ ** نحن نحاول إحياء التقاليد السوفييتية خاصة التوأمة والتعاون بين المدن، فهناك اتفاق توأمة بين مدينة الإسكندرية ومدينة "أوديسا"، وقد وجه محافظ "أوديسا" الدعوة لمحافظ الإسكندرية لزيارة المدينة، كما نحاول إيجاد مجالات للتعاون بين المدينتين، فقد تمكن سبعة من الشباب في أوكرانيا من اختراع فيلم يمكن لصقه على الزجاج ليحمي من حرارة الشمس ويقوم بتوليد الكهرباء، كما اخترع شاب من مدينة "أوديسا" آلية تكنولوجية للتعامل مع المخلفات والقمامة لإنتاج أسمدة زراعية دون إضافة أي أحماض أو مركبات كيميائية، وكذلك تم توقيع اتفاقية بين ميناء "أوديسا" وميناء الإسكندرية، ونحن نتطلع للتعاون مع مصر في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية ولكننا لم نحرز بعد تقدما كبيرا في تلك المجالات.