أشاد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بفتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والتي حرم فيها الانضمام لتنظيم الإخوان الإرهابي، باعتباره تنظيم مفسد في الأرض ويسعى لنشر الفتنة. وأكد وزير الأوقاف، في تصريحات خاصة ل«الوطن»: «ندعم هذا الرأي وبقوة، ونؤيد حرمة الانضمام لهذه الجماعة الإرهابية،، فالتنظيم الإخوان الإرهابي يستحل الخيانة والكذب وفاق كل التصورات وحقدهم على أوطانهم دليل على خيانتهم، وندعم كل جهود مواجهة الفكر الإخواني والعناصر الإخوانية». وأوضح الوزير أنه لم تسقط دولة من الدول عبر التاريخ، ولم تقع دولة من الدول في دوائر الفوضى إلا كانت العمالة والخيانة من بعض المنتسبين إليها أحد أهم عوامل سقوطها أو وقوعها في آتون الفوضى، فجماعة الإخوان العميلة أحد أهم عوامل هذه الفتنة والفوضى إن لم تكن وقودها المشتعل، فدفاتر الإخوان السوداء، وتاريخهم الفاضح في الخيانة لأوطانهم والعمالة لأعدائها، خير دليل على ذلك، فهم لا يؤمنون بوطن ولا بدولة الوطنية، واستحلالهم للتخريب والهدم وإراقة الدماء، من منظور أن الغاية تبرر الوسيلة، ولا حرج في أيدلوجيتهم من التضحية بعدة آلاف من الخلق في سبيل تحقيق غاياتهم وأطماعهم. وأكد وزير الأوقاف أن الإخوان صاروا عبئا ثقيلا على الدين والوطن والإنسانية، فأينما حلوا حلت الفتن والقلاقل والانقسامات والاضطرابات، لا يوفون بعهد ولا وعد، نقاضون للعهود والمواثيق، حتى صارت التقية أخص صفاتهم، ونقض العهود أبرز سماتهم. لأول مرة.. «الأزهر» يفتي بحرمة الانضمام للإخوان: مفسدون يغرسون الفتنة يذكر أن جريدة «الوطن» وجهت سؤالا لمشيخة الأزهر الشريف للاستفتاء حول حكم الدين الإسلامي في الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية وباقي الجماعات المتطرفة، وذلك في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب حول العالم، وتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمره الصحفي في باريس بأن تنظيم الإخوان هو السبب في أعمال العنف، في مصر والعالم كله. وأجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في فتوى مكتوبة، أكد فيها أن الانضمام لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية محرم شرعا، وذلك أن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف فقال سبحانه «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون». الأزهر: التنظيم شوه النصوص واقتطعها من سياقها واستخدمها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض وبحسب فتوى الأزهر، فأمر الله تعالى عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أي طريق يصرف الناس عن اتباع الحق فقال تعالى «وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون»، مضيفا: «هناك طرق وسبل نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباعها أو السير فيها أخبر عنها سيدنا رسولا لله صل الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه سيدنا عبدالله بن مسعود». حيث قال سيدنا عبدالله بن مسعود: خط رسول الله خطا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيما، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطا، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ «وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله»، أحرجه الإمام أحمد في مسنده. الأزهر في فتواه: رسول الله خط خطا وقال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط عن يمينه وشماله خطوطا وقال هذه السبل ليس منها سبيل إلا الشيطان وذكر الصحابي الجليل عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى «فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله»، وقوله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله تعالى. أوضح مركز الأزهر، في فتواه أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والأبتعاد عن من الفتن واسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله، مضيفاً: بدا واضحا جليا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مأرب شخصية وإفساد في الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمى المجتمعات بالكفر وغير ذلك وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل. واختتم الأزهر الفتوى بقوله: «من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات وبناء على ما تقدم من أدلة فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يعد حراما شرعا».