فى شهر مارس الماضى اتصلت بى إدارة الاستعلامات لكى تبلغنى أن صحفياً بريطانياً سوف يزورنى فى سكنى لكى يستقى منى معلومات وتفاصيل كثيرة يريد أن يضمنها كتاباً يؤلفه عن الملك فاروق.. وقلت لموظف الاستعلامات الذى اتصل بى إن كل ما أعرفه عن الملك فاروق -يرحمه الله- كما نشرته فى كتابى «أفراد الساسة والسياسة».. وهنا قال السيد الموظف المذكور إن إدارة الاستعلامات قد ترجمت فعلاً كل ما جاء فى الكتاب المذكور عن الملك فاروق، وإن الصحفى البريطانى قد اطلع عليه، ولكنه يقول إنه لا تزال هناك جوانب خفية يريد أن يسألنى عنها. وزارنى فعلاً الصحفى واسمه «هيو ماكليف»، وهو يعمل بجريدة «الصنداى تايمز»، زارنى مع السيدة زوجته، وأقام معى نحو ساعة، ثم زارنى مرة أخرى وأقام ساعتين، وأعتقد أننى زودته بمعلومات لم ترد فى كتابى الذى أشرت إليه.. كما أننى حللت له شخصية «فاروق» وكشفت له عن العقد النفسية التى كانت تتحكم فى شخصية «فاروق» وفى تصرفاته، كما أننى أعطيته صوراً فوتوغرافية كثيرة ل«فاروق» ولأمه «نازلى» وشقيقاته، وهى صور حصلت عليها أثناء الرحلة التى صحبتهم فيها فى شتاء 1937. وأعطانى مستر «ماكليف» عنوانه فى لندن، وقال إنه سيكون سعيداً لو استطاع أن يؤدى لى خدمة إذا ما أنا زرت لندن.. وقد وصلنا لندن قرينتى وأنا فى يوم 7 أغسطس 1968، وأقمنا فيها نحو شهر.. واتصلت فعلاً بالصحفى المذكور ودعوته هو وزوجته لتناول الشاى فى الفندق الذى كنا نقيم فيه، ودار بيننا حديث طويل قال فيه بين ما قاله إن شعب المملكة المتحدة«بريطانيا» لا يكره المصريين، ولكنه لا يحب الرئيس «عبدالناصر»، سألته لماذا؟ ابتسم وقال: تسألنى لماذا؟ لقد أخرجنا من أفريقيا وقوض نفوذنا وهيبتنا فى الشرق الأوسط. ثم قال: نحن لا نحبه، ولكننا نحترمه ونقدر حق التقدير كفاحه ونعجب لما فعله وأنجزه لبلادكم وهو ما يشبه المعجزات، كما أننا نعجب بصلابته وقوة شكيمته وشخصيته الساحرة الجذابة. ثم مضى يقول إنهم، أى «البريطانيين»، يكرهون اليهود ولكن دعاية اليهود أقوى بكثير من دعاية العرب، وأن نفوذهم قد تغلغل إلى كافة وسائل النشر والإعلام فى بريطانيا إلى آخره. ثم قال إنه سوف سينتهى من وضع كتابه عن الملك فاروق فى شهر ديسمبر أو يناير 1969. وبينما كنا نتناول الشاى فى مقهى الفندق تقدمت منا سيدة إنجليزية وألقت علينا التحية باللغة العربية، ودعوناها للجلوس معنا وقالت إنها أقامت سنوات عديدة فى البلاد العربية، وإنها قد نشرت كتاباً عن الملك فيصل بن عبدالعزيز فهل نشترى نسخة منه؟.. وثمن النسخة 3 جنيهات إسترلينية، واعتذرت لها بأن ما معنا من النقود لا يسمح لنا بشراء هذا الكتاب غالى السعر. وكانت الصحف البريطانية أثناء وجودنا فى لندن تعطى الصدارة فى صفحاتها الأولى لانتخابات الرئاسة المقبلة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهى الانتخابات التى تمت فعلاً فى شهر نوفمبر الماضى وفاز بها الرئيس ريتشارد نيكسون، ثم لدخول قوات حلف وارسو تشيكوسلوفاكيا، وأخيراً لجلالة الملك حسين ملك الأردن الذى زار لندن أثناء وجودنا فيها لإجراء عملية جراحية بسيطة، وقد أشارت الصحف إلى شجاعته وصموده أمام قوات إسرائيل وبالتفاف شعب الأردن حوله.. وقال لى الصحفى هيو ماكليف إنه قد يضع كتاباً آخر عن الملك حسين بن طلال. كشف صهاينة أمريكا عن كراهيتهم للمسيحيين وهى الكراهية التى يطفح بها كتابهم المقدس التوراة الذى حرفوا، كشفوا عنها عندما أعلنوا احتجاجهم على الحكومة لأنها تريد أن تصدر طابع بريد بمناسبة عيد الكريسماس أى عيد مولد السيد المسيح، وكان بابا روما الراحل يوحنا الثالث والعشرون يريد أن يعلن براءتهم من دم المسيح وأنهم غير مسئولين عن صلبه وعن تعذيبه.. ولكن ها هم يقدمون دليلاً آخر إن كانت هناك حاجة إلى دليل جديد، يقدمون دليلاً جديداً على كراهيتهم وحقدهم على عيسى ابن مريم عليه السلام.