رغم التأكيدات المتتالية التى تبثها الجماعات الإرهابية بشأن عدم رغبتها فى إصابة مدنيين، وأن هدفهم الرئيسى هو رجال الشرطة والجيش، فإن الضحايا مع كل حادث تفجير يكون معظمهم مدنيين، فى مفارقة واضحة، فمن ضحايا أوتوبيس النقل العام بمدينة نصر إلى سنترال أكتوبر الذى راح ضحيته طفلة وأمها، إلى تفجيرات محيط الاتحادية التى أصابت الكثيرين من بينهم 3 عمال نظافة. «هم فعلاً عاوزين يموّتوا الشرطة والجيش ولا عاوزين يخوفونا كشعب؟».. سؤال يتردد على لسان الكثير من المصريين ممن لا يأمنون على حياتهم فى الشوارع بعد أن أصبحت القنابل -وإن كانت بدائية الصنع- تصل إلى السنترالات، وصناديق القمامة، والأوتوبيسات، حيث تحاول الشرطة إيقاف الإرهاب من ناحية، وتواصل الجماعات الإرهابية كذبها وتضليلها من جهة أخرى. مرة واحدة لم تكذب فيها الجماعات الإرهابية، كانت من الوضوح والصراحة والثقة بالنفس التى دفعتها إلى الإعلان فى بيان رسمى صدر الجمعة الماضية لما عرف ب«أجناد مصر» عن زرع قنبلتين فى محيط قصر الاتحادية، ضمن عملياتهم الموجهة ضد الذكرى الأولى ل30 يونيو، ليصدق الإرهابيون وعدهم، وتتوالى الانفجارات صبيحة أمس، تحصد قتلى من الشرطة وجرحى من المدنيين، لتتواصل حالة الغضب، التى عبر عنها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، كمن قال «الإرهاب لا يكذب.. الشرطة هى التى تتجمل»، ومن كتب «أجناد مصر وعدت وأوفت الدور والباقى على الداخلية اللى لا بتوعد ولا بتوفى».. «هذه المجموعات تستهدف فعلا قوات الشرطة والجيش، بعد أن يمروا معها بمرحلة تكفيرها وتحليل دمها».. يتحدث أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، العضو السابق بجماعة الإخوان. «بان» أكد أن استهداف الشرطة يأتى من باب اعتبارهم «القوات التى تحمى الظلم، وأذرع الدولة من جيش وشرطة» لكنه يرى فى الوقت نفسه أن إرهاب تلك المجموعات سوف يستمر: «صحيح أن الإرهاب لا مستقبل له، لكن أجناد مصر، وبيت المقدس، وفائض الغضب لدى المتعاطفين مع الإخوان، وغيرهم سوف يستمر ما لم يتم تفعيل أحد أهم بنود خارطة الطريق، وهى اللجنة العليا للمصالحة الوطنية». حالة من الاستغراب أصبحت مقرونة بكل حادث إرهابى، فالإرهابيون يعلنون عن العملية وينفذونها، على مرأى ومسمع من وزارة الداخلية والشعب ككل، كثيرون يعتبرون ذلك تقصيراً شديداً من الوزارة التى يفترض بها حماية الشعب، لكن الخبير الأمنى، اللواء رفعت عبدالحميد له رأى آخر، يلخصه بقوله «الحذر لا يمنع قدراً». يقول عبدالحميد: «ما يحدث محاولة ترويع، وتخويف مستمرة، إرهاب معنوى هو أشد ضراوة من الإرهاب المادى، لأنه يستخدم فى الحقيقة جزءاً بسيطاً من المواد المتفجرة ليوفر التكاليف والقنابل والانتحاريين، وذلك لنقص التمويل، ويستعيض عن ذلك بعبوات عشوائية غير مكلفة لإثارة البلبلة». الأخبار المتعلقة تفجيرات ب«علم الوصول» حمل جثمان رئيسه الشهيد.. ثم لحق به بعد ساعة الإرهاب يفجر الخلافات بين القوى السياسية حول الاحتفال ب«ثورة 30 يونيو» الطب الشرعى: وفاة الضابطين بإصابات بالغة فى الرأس والبطن والصدر استشهاد ضابطين ب«المفرقعات».. وإصابة 6 بينهم اللواء «عبدالظاهر» فى تفجيرات «الاتحادية» ضباط الحرس اعتلوا مسجداً ل«المراقبة» والكلب البوليسى كشف عبوة وانفجرت فيه معاينة النيابة: الإرهابيون زرعوا القنابل فى صناديق القمامة وأعمدة الإنارة وزير الداخلية ل«الوطن»: العمليات الخسيسة لن تزيد الشرطة إلا إصراراً وعزيمة على محاربة الإرهاب «إسلاميون»: التفجيرات دليل على ارتفاع الروح المعنوية للتكفيريين