هو: زوجتي تعلم تمامًا أن الصيام حالة خاصة جدًا، فالساعات الطويلة التي نمتنع فيها عن الطعام والماء تجعلني عصبيًا ومتوترًا، ولا أقبل أن تقف الذبابة على طرف أنفي، ورغم هذا فزوجتي لا يحلو لها طلب النقود، إلا في منتصف النهار بعد أن أكون، وصلت إلى حالة من الإعياء تجعلني غير قادرًا على الكلام حتى!. تطلب مني النزول لشراء الكنافة والقطايف والمكسرات، وبعض الخضار الذي نسيته، وتريد أن تعمل السلاطة كما ينبغي. هي: يظن زوجي أنه الكائن الوحيد الصائم على وجه الأرض، فالعصبية يزداد معدلاتها والتوتر يصبح غير طبيعي، والحجة التي يرددها وهو ينفخ: اللهم إني صائم! توسلت إليه لمساعدتي في إحضار بعض الطلبات التي أنساها بسبب زحمة الشراء والمواصلات أيضًا، يتهمني أنني لا أراعي ظروفه وهو صائم، ويصر على النوم بعد صلاة العصر حتى ينطلق مدفع الإفطار، بينما أنا "لايصة" وحدي بين إرهاق الصيام والحرب التي تدور بالمطبخ، بينما "عيالي" يشاهدون التليفزيون مثل ألعاب خشبية لا تتحرك من مكانها بحجة أن الدنيا حر والصيام مرهق!.