تنسيق الشهادة الإعدادية 2024.. شروط المدارس الثانوية العسكرية والأوراق المطلوبة    90 عاماً من الريادة.. ندوة ل«إعلام القاهرة وخريجى الإعلام» احتفالاً ب«عيد الإعلاميين»    ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الأربعاء 29 مايو    شعبة المخابز تكشف حقيقة تحريك سعر رغيف العيش    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأربعاء 29 مايو 2024    ارتفاع أسعار النفط الأربعاء 29 مايو 2024    الصالة الموسمية بمطار القاهرة الدولي تستقبل طلائع حجاج بيت الله الحرام    أكاديميون بجامعة كاليفورنيا يضربون عن العمل دعمًا لاحتجاجات مؤيدة لفلسطين    3 دول أوروبية تعترف رسميا بدولة فلسطين.. ماذا قال الاحتلال الإسرائيلي؟    من الأرض إلى السماء.. 4 دول تحشد جيوشها لحرب نووية وجنود غير بشرية تستعد للقتال    هجوم مركّز وإصابات مؤكدة.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إسرائيل يوم الثلاثاء    عاجل | حدث ليلا.. 4 دول تستعد لحرب نووية وخطر يهدد أمريكا وصدمة جنود الاحتلال    حبس ربة منزل أنهت حياة والدتها فى مصر القديمة    تواصل أعمال تصحيح امتحانات الشهادة الإعدادية بالبحر الأحمر والنتيجة قبل عيد الأضحى    «الرفاهية» تتسبب في حظر حسابات السوشيال بفرمان صيني (تفاصيل)    تحفة معمارية تزين القاهرة التاريخية.. تفاصيل افتتاح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    الصحة: روسيا أرسلت وفدا للاطلاع على التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    منها تيك توك وميتا وإكس، أمريكا تطالب شركات التكنولوجيا بالإبلاغ عن المحتوى المعادي للسامية    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    وظائف السعودية 2024.. أمانة مكة تعلن حاجتها لعمالة في 3 تخصصات (التفاصيل والشروط)    10 أطعمة تحمي العين وتقوي البصر.. تناولها فورا    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29 مايو في محافظات مصر    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    جوزيف بلاتر: أشكر القائمين على منظومة كرة القدم الإفريقية.. وسعيد لما وصلت إليه إفريقيا    إغلاق حساب سفاح التجمع على تيك توك.. ما القصة؟    شوفلك حاجة تانية، هل حرض شيكابالا مصطفى شوبير للرحيل عن الأهلي؟    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    شيكابالا يكشف عن نصيحته ل مصطفى شوبير بشأن الرحيل عن الأهلي    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    شيكابالا يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    المخرج محمد فاضل الحاصل على جائزة النيل: مصر ولادة وكان ولا يزال لدينا مؤلفون عظماء    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الوزراء فى حوار شامل ل«الوطن»: إحنا حكومة «كل جنيه فى مكانه»
إبراهيم محلب: خلال 3 سنوات فقط سيكون دعم الطاقة فى مصر «صفر»
نشر في الوطن يوم 30 - 06 - 2014

وأنت فى الطريق إلى مكتب رئيس الوزراء.. سوف تلمح -قطعاً- عشرات المشاهد السلبية.. سواء فى الشوارع أم على الوجوه.. غير أنك حين تجلس معه، سوف يمنحك بعد دقائق قليلة طاقة أمل.. فهو يدرك أننا فى أزمة، ولكنه يؤمن أننا أقوى من كل الأزمات.. يقول لى بحماس «ياما شافت مصر.. بلدنا واجهت أزمات وتحديات كبيرة.. بس الشعب اتعلم إن الموجة اللى تعدى.. تقوى.. أيوه.. إحنا شعب بيزداد قوة وصلابة كلما مرت عليه المعارك والتحديات»!
«لماذا يؤمن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بأن القادم أفضل؟».. سؤال لست بحاجة لطرحه على «محلب».. فمن الوهلة الأولى سيأخذك إلى المستقبل كما يراه: «والله يا مجدى اللى جاى هيبقى أحسن.. إحنا شغالين جامد.. والرئيس السيسى لديه رؤية.. والحكومة تعمل على تنفيذها.. وفيه مشاريع قومية كبرى، سوف تستوعب الأيدى العاملة والشباب، بس مطلوب الصبر شوية، وتعاون الجميع»..!
.. التقيته فى هذا الحوار قبل ساعات قليلة من لقائه مع الرئيس السيسى أمس لتقديم مشروع الموازنة العامة للدولة بعد التعديل، وخفض العجز بناءً على طلب الرئيس.. وعندما سألته «إيه الأخبار»؟!.. أجاب بسؤال: «إنتَ شايف إيه؟!».. ثم أردف: تصدق إن الخطط اللى بنشتغل عليها موزعة على خريطة مصر كلها.. من حلايب وشلاتين إلى الإسكندرية والسلوم.. هدفنا الأكبر إن كل محافظة فى مصر تكتشف مناطق وأسرار قوتها.. وعلشان كده مشروع تنمية المحافظات والظهير الصحراوى والمنافذ البحرية، سيعيد رسم خريطة مصر.. فلم يعد مقبولاً أن نترك محافظة أو منطقة مصرية دون عناصر قوة، لذلك سيكون لكل محافظة فى الصعيد امتداد ومنافذ وميناء على البحر الأحمر، وكذلك سيكون لها ظهير صحراوى..».
يصمت «محلب» قليلاً، ويضيف: اسمع.. إحنا بنراهن على دور الشعب واستجابته، ولن نعمل فى مشروع واحد.. كل يوم الناس هتشوف بعينها مناطق أمل جديدة..!
أعرف «محلب» منذ زمن.. وأعرف أنه لا يتوقف عن العمل.. رجل لا يكل ولا يمل.. أتصل به هاتفياً، فأقول له «أهلاً دولة رئيس الوزراء».. فيرد ضاحكاً «دولة رئيس الوزراء؟!.. نعم.. إيه الحكاية يا عم مجدى أنا إبراهيم العامل أو المهندس أو الجندى.. سيبك من الألقاب.. إنت لسه صاحى ولا إيه؟!»..
فى العادة لا أقول ل«محلب» موعداً لنومى أو استيقاظى.. ربما لأننى أعرف أنه ينام بنصف عين.. ولكن بعد رئاسته للحكومة، بات طبيعياً أن تتغير مواعيد وفترات نومه.. لذا سألته: كم ساعة تنام الآن؟!
تتسع حدقتا عينيه، وكأنه يريد أن يقول لى «لا وقت للنوم»: أنا لا أنام بالمعنى المفهوم.. يعنى تقدر تقول باغفّل 4 ساعات يومياً.. كويس قوى!
أسأله: متفائل؟!
يجيب: ياااااه.. جداً.. صدقنى إحنا لدينا فرصة كبيرة لبناء مصر الحديثة.. تعرف إن مصر أغنى دولة فى العالم، وجاء الوقت الذى نخرج فيه من مصاف الدول النامية، نحن دولة كبيرة.. وغنية بالموارد والطاقة البشرية، والإمكانات، وليس لائقاً أن يطلق علينا مصطلح «دولة نامية».. لا.. لن نكون دولة نامية.. المواطن المصرى يستحق أكثر من ذلك.
■ تغيرت حكومتك الأولى وتشكلت حكومتك الثانية.. كيف تعمل الحكومة فى ظل الضغوط المتراكمة عليها؟
- الضغوط موجودة، لكنى لا أحب أن يعمل معى أحد تحت ضغط عصبى، خاصةً مع الصعوبات التى تواجهنا؛ فالوزراء الذين يعملون معى لا بد أن يجيدوا مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات فى إطار من إنكار الذات، كما يجب ألا ييأسوا، و«اللى يقع ينفض التراب سريعاً ويقوم ليحقق إنجازات جديدة».
- يجب أن يكون الوزير مقتنعاً بأنه سيرى ملفات صعبة تُفتح أمامه لتدرس، فكل مشكلة ولها حل، وهو ما يكسب الوزير خبرة وثقة بالنفس؛ فنحن نعمل تحت مظلة منظومة عمل متكاملة و«مفيش حاجة اسمها حد بينجح لوحده»؛ فنحن كمجموعة وزارية نعمل بفكر واحد وهدف واحد ولا يوجد أى نوع من السلطوية بيننا.
■ يعمل «محلب» وحكومته مع رئيس قادم من ثقافة عسكرية.. الضبط والربط.. والصحيان مبكراً.. والتنفيذ الدقيق.. لذا.. قلت له: كم مرة يتصل بك «السيسى» يومياً؟!
- مش شرط.. إحنا شغالين فى إطار رؤية واحدة،- حكومتنا تعمل حالياً مع قائد لديه رؤية يسعى لتحقيقها، ونحن على عاتقنا أن نضعها فى حيز التنفيذ، وما يحقق منها على أرض الواقع هو سبيل تقييمنا.
■ تبنيت، منذ توليك رئاسة الوزراء، فكرة المصارحة والمكاشفة، والرئيس السيسى كان واضحاً وصريحاً عندما تحدث مع المواطنين بصراحة فى حفل تخرج الكلية الحربية.. من منطلق صراحتك كيف ترى الواقع الذى تعيشه البلاد حالياً؟
- الواقع يقول إنه كُتب على مصر دائماً أن تواجه تحديات، لكننا دائماً نصمد أمامها وننجح، خاصةً جيلى، وهو الجيل الذى واجه التحدى فى حرب 1973 ونجح؛ فنحن استطعنا أن نبنى الجيش بعد هزيمة 1967 وواجهنا الهزيمة بالحرب والقتال، وتمكنا من تحقيق انتصار كبير، وكانت للشعب المصرى تضحيات كبيرة وأن نحقق انتصاراً كبيراً، وهذا هو تشبيه للواقع حالياً مع تضحيات المواطنين، فلا أنسى صورة المصريات اللاتى تبرعن ب«السيغة» الخاصة بهن لدعم المجهود الحربى، فنحن نواجه تحدياً: إما أن نبنى دولة عصرية حديثة وإما أن نظل دولة نامية دائماً، ولكن لا بد أن يعلم الجميع أننا دولة عملاقة ولديها إمكانات كبيرة.
■ وما أبرز التحديات التى نواجهها؟
- التحديات كثيرة.. تراكمات سنين وسنين وسنين.. صنعت نوعاً من الخلل الاقتصادى فى ظل حالة من عدم المكاشفة، ما وضعنا أمام الواقع الحالى؛ فأنا أشبه ما نواجهه حالياً بأسرة دخلها ألفا جنيه وتريد أن تنفق 4 آلاف جنيه، منها مظاهر إنفاق ثانوية، مثل التدخين وخلافه، وبناءً على إنفاقها الثانوى يزداد الدين عليها، وتلجأ للاقتراض من البنوك، وهو ما سيصل بالأسرة إلى ألا يقرضها أحد، وسيكون عليها أن تدفع الدين وفوائده، وهو ما تواجهه الدولة المصرية حالياً.
■ وكيف ستواجه الحكومة هذا الوضع؟
- الأزمة أن مصروفاتنا أكثر كثيراً من إيراداتنا؛ لذا علينا السير فى اتجاهين متوازيين، زيادة إيراداتنا مع ترشيد مصروفاتنا؛ إذ ينبغى أن «نضع كل جنيه فى مكانه»، وهذا هو شعار وفلسفة الحكومة حالياً مع مواجهة الشعب بالحقائق؛ فنحن نعول على الضمير الوطنى لشعب مصر، ولكن يجب أن يوجد من يوصل الرسالة للمواطنين.
■ ولكن أزمة الدعم وتحريك أسعار المنتجات البترولية تشغل المواطنين، خصوصاً أن قرار خفض دعم الطاقة تم اتخاذه بالفعل، ولا أحد يعرف تأثير ذلك على الشارع حال تطبيقه؟
- أمامى دراسة حالياً لم يطلع عليها أحد من قبل، ويُذكر فيها تأثير تحريك أسعار الوقود؛ فمثلاً لو كانت هناك رحلة من القاهرة إلى الإسكندرية فى أوتوبيس، وعدد المقاعد 50 مقعداً، ونسبة الإشغال 75% سيكون حينها تأثير رفع سعر الوقود بنسبة 40% أو 50% أو حتى 100% ستؤثر على تكاليف الفرد بمبلغ 53 قرشاً فقط، ولكن عندما يتحدث أحد عن أنه سيؤثر فى رفع الأسعار 6 أو 7 جنيهات؛ فنحن أمام حالة من الاستغلال، وهناك من ينتظر الفرصة ليستغلها.
■ وكيف ستواجه الحكومة راغبى استغلال الأوضاع ورفع أسعار السلع مع أول ساعة من تنفيذ أسعار الطاقة الجديدة؟
- يجب أن يعى الجميع أنه يمكننا اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة ذلك، ولكن هناك مافيا تنتظر لتستغل الأوضاع لمصلحتها، وهنا يجب أن يقول الشعب والضمير الوطنى لهم: لا. فتصور أن البلد يدعم الطاقة ب104 مليارات جنيه وتصل تلك المبالغ إلى 134 مليار جنيه، مع أننا ننفق على التعليم، وهو مستقبل الأمة وسبب مشكلتها، 60 مليار جنيه، وننفق على الصحة أقل؛ فالبنزين أرخص من المياه حالياً، مع أننا نستورد جزءاً منه، والفقير هو من يدفع الثمن؛ لأن من لديه سيارة هو من يدفع الأقل؛ وإزالة تشوهات الدعم ستكون فى صالح الفقراء، ويجب أن يعى الناس أن هذا يتم ليجرى نوع من التوازن بين الأهم فالمهم، وفى رأيى أن أهم ما لدينا: الصحة والتعليم؛ لأنهما فى الاستحقاقات الدستورية.
■ لكنك تخوض تلك المعركة بجرأة كبيرة!
- أنا أرى أن عدم الاقتراب من تشوهات الدعم يعتبر خيانة للوطن؛ «فأنا هخاف من إيه وأنا شغال لمصلحة بلدى؟!».
■ وما الإجراءات التى ستتخذها الحكومة لإصلاح الاقتصاد المصرى؟
- حين نقرر أننا نريد إصلاح المنظومة الاقتصادية فى مصر لا نتحدث عن الدعم فقط، ولكن ندرك ضرورة ترشيد الإنفاق الحكومى لنحقق المعادلة الصعبة: أعلى كفاءة بأقل تكلفة، مع إدارة الأصول الثابتة للدولة لتدر ربحاً عليها من منطلق قناعاتنا بأن مصر غنية، وهناك عدد من المشروعات التى نسعى لتنفيذها.
■ وكيف يرى الرئيس السيسى خطة الإصلاح الاقتصادى؟
- رئيس الجمهورية لديه رؤية لإقامة مشروعات عملاقة فى مصر، ويريد أن ينفذها بحق؛ فهو يرغب فى إقامة شبكة طرق لربط المحافظات بعضها ببعض، وهو ما سيفتح مجالاً تنموياً كبيراً؛ لأنه يجب أن ترتبط خطة الدولة بالتنمية؛ فنحن سوف نتعامل مع محافظة محافظة أو إقليم إقليم بمصر لنستخلص عناصر الاستثمار بها، وما يمكن توظيفه ودعمه لأجل الوطن؛ فأنا أريد أن أطمئن أن المستقبل إن شاء الله زاهر، وما يؤكد ذلك تصميمنا على مواجهة التحديات والأزمات، ولكن أول مشكلة تواجهنا هى الإصلاح الاقتصادى، وهو ما نعمل عليه حالياً.
■ دعنا نتحدث عن الإصلاح الاقتصادى.. ودعم الطاقة وإصلاح التشوهات التى به.. وكيف سنحارب المافيا التى تريد استغلال الشعب؟
- سيادة الرئيس كان واضحاً حينما طلب أن نكون جادين فى عملية الإصلاح الاقتصادى، ومواجهة عجز الموازنة هى أول معركة للإصلاح الاقتصادى؛ فالعجز يتزايد؛ ونحن نعمل على زيادة إيراداتنا عبر إدارة محفظة الدولة مع ترشيد الإنفاق الحكومى؛ لذا قررنا تخفيض المستشارين بالجهات الحكومية 50% كمرحلة أولى، كما أن الرئيس يصر على تطبيق الحد الأقصى للأجور وإعادة تقييم التمثيل بالخارج؛ وكل ذلك نوع من الترشيد للنفقات.
■ وما نسبة خفض النفقات فى ميزانية التمثيل الدبلوماسى بالخارج؟
- نتكلم عمّا لا يقل عن 20% هذا العام.
■ وماذا عن دعم البنزين والسولار وتحريك أسعارهما؟
- لكى أكون صادقاً، هناك أكثر من سيناريو، وحتى هذه اللحظة لا نستطيع أن نقول ما هو القرار؛ لأنه يحتاج لدراسة دقيقة مع عدم استغلال رفع تلك الأسعار بما يضر المواطنين.
■ ماذا عن الدراسات المهتمة برصد الرأى العام وتوجهاته؟ كيف رُصد استعداد المواطنين لهذا التحريك؟
- أرى أن الرأى العام مع هذا؛ فأنا أراهن على الضمير الوطنى وأطمئن أن الله -سبحانه وتعالى- يقف مع مصر؛ لأن ما حدث فى 30 يونيو أنه كان هناك قائد لديه رؤية والتف حوله الشعب؛ فهى إرادة من الله، وعلينا أن نقف مع أنفسنا لنرى «بنرمى فلوسنا فين»، فمثلاً كان لدىَّ زميل فى الوزارة حين أقول له: مَن أكثر الفئات استفادة من الدعم؟ كان صادقاً مع نفسه، يقول: هو الوزير. وحينما حسبها قال: إن الوزير ينال دعم 3 آلاف جنيه بين سيارة وكهرباء؛ فالدعم يضر الفقير مرتين؛ فالفقير لا يصله الدعم، ثم يدفع الفاتورة مع زيادة الدين العام للدولة؛ ولا توجد أى خدمات للفقراء، بينما الفئات الغنية تستطيع أن تنال الخدمة.
■ لذا تسعى الدولة لتغيير هذا الواقع؟
- بالطبع، فكلما تركنا الأمور كما هى، يضار الفقير أكثر فلا يحصل على خدمة طبية جيدة، ولا يتعلم أبناؤه بالشكل المطلوب؛ وبالتالى فعلاج تشوهات الدعم هو لصالح الفقير وسيمكننا من توفير المزيد من الخدمات الاجتماعية له؛ فنحن اليوم حين نتحدث عن معاش الضمان الاجتماعى نجد أنه يغطى ما يزيد على المليون ونصف المليون أسرة، وندرس مشروعاً بأن يغطى التأمين الصحى أصحاب معاش الضمان الاجتماعى، وزيادة موازنة الصحة والتعليم، بالإضافة لمشروعات طرق جبارة نريد أن ننفذها فى البلاد، والتموين، وغيرها من المشروعات.. نحن لا نقف مكتوفى الأيدى أمام الأزمات، ولكننا نسعى لحلها؛ فمثلاً سعينا لتوفير السلع التموينية بالمجمعات، فبعدما كانت المجمعات الاستهلاكية أماكن لا يدخلها المواطنون، نجد فيها الآن الأسر بمختلف شرائحها وتنوعاتها؛ ونجحنا فى تخفيض أسعار اللحوم والدواجن بها، ونوفر السلع حتى المستوردة بأقل الأسعار.
■ وكم نسبة تخفيض دعم الطاقة لهذا العام؟
- نتحدث عن توفير 40 مليار جنيه من أصل 104 مليارات.
■ كيف ستساعد الحكومة المواطنين لوقف استغلال «مافيا الأسعار» للظرف الحالى؟
- من سيحاول استغلال المواطنين سيواجه إجراءات رادعة من مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك، ويجب أن يعلم الجميع أن الوقت ليس وقت استغلال، «واللى عمل فلوس عملها وخلاص»، ولكن علينا المراهنة حالياً على الضمير الوطنى.
■ وهل سينفذ ذلك من 1 يوليو أى الثلاثاء؟
- مين قال إنه هينفذ فى هذا الوقت..
■ وما ساعة الصفر لتطبيق خفض دعم الطاقة ورفع أسعار الطاقة؟
- لا يعلمها أحد، ولن يعرف أحد بها حتى تُعلن، وعلينا جميعاً أن نصبر، وما صبرك إلا بالله.
■ فيما يتعلق بالكهرباء..
- «يقاطع».. هناك تحريك لأسعار الكهرباء بالنسبة للشرائح العليا، تدريجياً خلال 5 سنوات وسوف تزيد بنسبة من 15% إلى 20% هذا العام بالنسبة لتلك الشرائح.
■ وهل ستكون زيادة أسعار البنزين والسولار من 40 إلى 50%؟
- «ضاحكاً»: لسه.. سيبه فى حاله ده دلوقتى..
■ الخدمات الأخرى التى تقدمها الحكومة للمواطن، هل هناك تحريك فى أسعارها؟
- لا، لن يكون هناك تحريك لسعر الخبز أو السلع الغذائية، ولا المواصلات العامة. ولكن لماذا يدفع المواطن الذى يسافر للإسكندرية تذكرة ب42 جنيهاً رغم أنها تكلف الدولة 80 جنيهاً.. جاء الوقت ليشترى القادر السلعة بثمنها، وهناك شبكة حماية للأكثر احتياجاً.
■ طبقاً لرؤية الرئيس والحكومة.. متى ستصبح المبالغ الموجهة لدعم الطاقة صفراً؟
- من المفترض مع اجتهادنا أن يكون ذلك خلال 3 إلى 5 سنوات، وذلك مع وجود اقتصاد فى مساره الصحيح، مع مشروعات جبارة، ونحن مهتمون بالتدريب من أجل العمل وتشغيل البطالة، وإيجاد فرص عمل بالخارج؛ فمصر غنية والكثير فى مصر لم يُكتشف بعد.
■ وما خطة الحكومة للتنمية خلال الفترة المقبلة؟
- لدينا خطة للتطوير، بدءاً من الطرق وخلق مجتمعات جديدة مثل منطقة العلمين وسيناء وتنميتها، والجنوب، ومشروعات لربط كل محافظات الصعيد بالبحر الأحمر، طبقاً للخريطة الجديدة.
■ ومتى ستخرج الخريطة الجديدة والتقسيم الجديد للمحافظات؟
- كل شىء سيتم بشكل سريع، فليس لدينا وقت لأى شىء، ورئيس الجمهورية يتابع كل تكليف خلال فترة زمنية محددة، وهناك تحرك جاد للإصلاح الإدارى، فالوزراء يعملون من السابعة صباحاً، وهو ما يوفر الوقت للعمل والإنتاج.
■ الصندوق السيادى الذى تم فتحه بعد مبادرة الرئيس ومع استجابة الشعب.. كيف سيدار؟
- هذا الصندوق يهدف إلى تأسيس مشروعات تنموية لتشغيل الشباب، ولن يذهب لسد عجز الموازنة، لكن سيديره رئيس الجمهورية بنفسه، وهو صندوق خير للفقراء والمساكين، فالرئيس يديره لكى لا يذهب قرش منه حوافز وستنفذ به مشروعات لتشغيل أكبر عدد من الشباب.
■ وكيف تقيّم الاستجابة للمشروع؟
- استجابة جيدة، حتى إن هناك بعض المقيمين بالولايات المتحدة اتصلوا بى ليكون التحويل إلكترونياً ليكون أسهل، ومن جانبى سأتصل بالدكتور هشام رامز، محافظ البنك المركزى، ووزير الاتصالات لكى نبحث ذلك الأمر لأنه اقتراح جيد. ونحن نركز اليوم على محورين فى قضية تشغيل الشباب ليكونا فتحة خير وبشرة خير، الأول المشروعات الصغيرة والمتوسطة وأصبح لها وزارة، وستخرج حزمة كبيرة لتوفير فرص عمل للشباب، وهناك برنامج التدريب من أجل التشغيل، كما وضعنا نائب وزير للتعليم الفنى والتدريب من أجل توفير عمال مدربين، لأن بعض الدول الخليجية تحتاج للعمالة المدربة وطلبت منى ذلك، فمثلاً الإمارات طلبت نحو 100 ألف عامل مصرى مدرب، وستُفتح مراكز التدريب لنخرّج عاملاً بمهارات جيدة، إذا اجتاز ما سيخضع له من اختبارات سيجد عقد عمل فى يده، كما أننا نعمل فى مشروع تنمية محور قناة السويس ونسير بشكل جيد، مع مشروعات فى جنوب الوادى، ومع السير فى المشروعات سنوفر المزيد من فرص العمل للشباب.
■ هل هناك نية لفرض مزيد من الضرائب؟
- النية لدى الدولة أن يدفع المتهرب من الضرائب مستحقات الدولة لديه؛ فإذا كنت تكسب فى اليوم 50 ألف جنيه ولا تدفع ضريبة فهل يصح هذا؟! هناك شرائح تكسب كثيراً ولا تدفع الضرائب المستحقة عليها، والإصلاح الضريبى مطلب أساسى يجب أن نسعى للعمل عليه خلال المرحلة المقبلة، لكى لا يتهرب أحد من الضرائب.
■ وهل يمكن أن تزيد الضرائب على 30%؟
- لا، لن يحدث هذا، لكن هناك تهرب ضريبى كبير جداً، فكثيرون يكسبون مبالغ كبيرة ولا يدفعون ضرائب.
■ استجابة بعض رجال الأعمال للتبرع للصندوق السيادى كانت ضعيفة.. فى حين توجد معلومات عن وجود مستثمرين متهربين من دفع مخالفات بالمليارات للدولة.. فأين الحكومة من ذلك؟
- أقول لك إنه سيوجد نظام جديد فاعل من أجل حصول الحكومة على مستحقاتها من أجل العدالة الاجتماعية.
■ وماذا تقول لرجال الأعمال الذين لم يتبرعوا للصندوق السيادى؟
- هذه حرية شخصية، ولا ضغط ولا حرج، فهى تحركات من الضمير، ولكننا كلنا ثقة فى رجال الأعمال الشرفاء، ونحن نريد أن نبين أن مصر تضع فى اعتبارها أن الاستثمار وتشجيعه وتهيئة المناخ المناسب له هو حل لمشكلتها، فنحن مؤمنون بحرية رأس المال، ولكن علينا الحصول على حق الدولة.
■ الرئيس قال إننا لا نريد أن نُحرج أنفسنا أو الناس معنا.. متى يمكننا أن نحول الدعم الخليجى لاستثمارات على أراضينا؟
- فوراً، لو عملنا وهيّأنا مجال الاستثمار، فنحن من أكثر الأماكن الجاذبة للاستثمار فى العالم شريطة توافر الأمن والأمان.
■ نتحدث منذ سنوات طويلة عن ضرورة توليد الكهرباء من الطاقة النووية لحل أزمات الطاقة.. إلى أين وصلنا فى هذا المجال؟
- نسير فيه بشكل جيد، ومشروع الضبعة يسير طبقاً لبرنامج محدد، وقريباً سنسمع أخباراً جيدة عنه.
■ هل هناك أزمات فى أية قطاعات فى تطبيق الحد الأقصى للأجور؟
- لا، لا توجد مشاكل.
■ حتى فى مجال البنوك والطيران؟
- نتحدث عن أن الحد الأقصى هو المتاح، ولو أن أحداً يرى أنه لا يناسبه فليترك المجال لغيره، لكننا نراهن على الضمير الوطنى، ومن يرى أن قدراته أو مكانته لا تسمح بأن ينال الحد الأقصى فقط فليذهب للقطاع الخاص، ومصر ولّادة، ولا توجد استثناءات للحد الأقصى.
■ ألا توجد اعتراضات؟
- ممكن يكون هناك اعتراضات، لكن لا يمكن أن نجبر أحداً على شىء؛ فنحن نقول إن هذه ظروفنا، وهذا ما نقدر على دفعه؛ فإذا أردت التضحية معنا سنة أو سنتين فأهلاً، وإذا لم ترد فهناك من يستطيع العمل معنا حتى ولو احتاج إلى مزيد من التدريب.
■ وما أخبار ضريبة البورصة؟
- ستخرج للنور قريباً جداً إن شاء الله، ولا تغيير بها.
■ ومتى ستخرج للنور؟
- لست من يصدر قراراً جمهورياً، ولكن هناك موافقة.
■ هل يمكن أن نقول خلال أيام؟
- إن شاء الله.
■ ماذا عن انقطاعات الكهرباء فى شهر رمضان؟
- لا أرى أن الانقطاعات تزيد على ساعة أو ساعة ونصف؛ ولن توجد أزمة إذا كان هناك ترشيد.
■ وإلى متى ستتواصل أزمات الكهرباء؟
- نحو عامين، ولكنها ستكون فى التحسن عبر إنشاء محطات جديدة وصيانة محطاتنا، وزيادة اكتشافات الغاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.