مقرئ يرتل آيات من القرآن الكريم عبر ميكروفون، أكثر من 300 طاولة خشبية بامتداد شارع يوسف الجندى، المكان الذى استشهد فيه جابر جيكا، أول شهيد فى عهد الإخوان فسمى باسمه طوعاً لرغبة أصدقائه، الذين استعدوا لاستقبال رمضان بمائدة لإطعام الفقراء أطلقوا عليها «مائدة الشهداء» يحققون بها جزءاً من أحلام وأمنيات الشهيد الذى دفع حياته ثمنا لتوفير رغيف الخبز للمساكين وأطفال الشوارع، يجمعون فيما بينهم التبرعات، من كل «شبر» فى المنطقة، والبعض الآخر منهم يتفق مع الأهالى على إعداد الوجبات وتحضيرها ساخنة لتدفئ بطوناً جوفاء بحكم الفقر والحرمان وليس الصيام. مكبرات صوت فى كل جانب، صوت الأذان يختلط بمدفع رمضان، أحد أصدقاء الشهيد جابر صلاح، المعروف ب«جابر جيكا» يرفع صوته عالياً: «قبل ما تفطروا ممكن تقرأوا الفاتحة على روح الشهداء وتدعو لهم؟» المطلب الوحيد الذى يتمنى محمد كالوشا، أحد منظمى المائدة تحقيقه، هو وأكثر من 30 متطوعا فى إعداد المائدة بعد إطعام أكثر من 100 أسرة فقيرة أو أبناء الشوارع «صحابنا ماتوا عشان الغلابة تأكل، وبدل ما نضحى بواحد مننا كل شوية إما فى معتقل أو سجن، نحاول نطبق اللى كانوا بيدوروا عليه»، رغم التضييقات الأمنية التى تعرض لها «كالوشا» وباقى منظمى المائدة من قوات الأمن العام الماضى، فإنه واثق «محدش يقدر يوقف حلم الشهيد، كان النظام وقف الثورة، وسكان المنطقة معانا واللى هيفكر يهد اللى بنيناه، الأهالى هتتصرف بدون تدخل مننا». التحضير للمائدة بدأ قبل بداية رمضان بشهر تقريباً، بناء على رغبة «كالوشا» من أجل إطعام أكثر من 100 طفل من أولاد الشوارع «بنلم فلوس من بعضنا، وهناك شباب بتتبرع بالوجبات، وعلى حسب العدد، وقلنا نبدأ بدرى عشان نحاول نوصل ل200 فرد، أو أكثر فى اليوم الواحد».