المخطط أكبر من الفيلم المسىء للمسلمين، ولا أقول إن الفيلم مسىء للرسول الكريم أو للأديان لأنهم أكبر من مفهوم الإساءة، ومن يتابع الصحافة الغربية والعربية منذ أغسطس 2011 سيكتشف أن هناك مجموعة عمل صغيرة مكونة من موريس صادق وعصمت زقلمة ومصعب حسن يوسف، والأخير ابن قائد حمساوى، اعتنق المسيحية والتحق طوعاً بالموساد، هذه المجموعة مجرد قطع فى رقعة شطرنج تحركها أيادٍ لها صلات وثيقة بحزب الشاى الأمريكى الموالى لإسرائيل، وبعض القساوسة من المعبرين عن اتجاه «المسيحية الصهيونية» مثل تيرى جونز.. هؤلاء جميعاً يجمعهم تقسيم عمل مع تنظيمات أمريكية صهيونية تغذى اتجاه «الإسلاموفوبيا»، وتقوت هذه المجموعات بعد 11 سبتمبر، ثم كمنت بعد فشل بوش الابن وصعود أوباما، وعملت على تشكيل وتحويل وتوجيه أذرع لها فى مصر والبلدان العربية، وبعد اندلاع ثورات الربيع العربى وبروز اتجاهات أمريكية رسمية تسعى إلى التقارب مع الإخوان المسلمين.. شعرت هذه الدوائر التى تحرك تلك المجموعات بالخطر على مصالح إسرائيل ورأت ضرورة إفشال ذلك التقارب عبر اتجاهات العمل الآتية: أولاً: صناعة التخويف والتجريف لتهجير الأقباط: وكان هذا الدور أقرب إلى دور الوكالة اليهودية فى مصر خمسينات القرن الماضى، وفى سبيل ذلك أشاعت عبر إذاعتها الداخلية أرقاما وإحصائيات كاذبة حول الهجرة، وترسخ هذا الرقم الكاذب بمهارة استخباراتية عبر ترديده من باحثين وسياسيين غربيين كبار مثل «دينس روس» مهندس التقسيم فى الربيع العربى، كذلك تم فتح ملف «أسلمة البنات» فى الكونجرس، ثم نشر خريطة ما يسمى بالدولة القبطية، وصولاً إلى التحالف مع اليمين الفاشى الهولندى من أجل بث أخبار غير متماسكة عن فتح أبواب الهجرة للأقباط، ولا أستبعد أن تكون التجربة الهولندية السينمائية المعادية للمسلمين بعيدة عما يحدث. على الجانب الآخر من ضفة المخطط يقوم أصحاب الرايات السوداء من المتأسلمين بالعمل من أجل تأكيد وتثبيت المخاوف القبطية عبر فتاوى وإهانات أو اعتداءات على الأقباط وممتلكاتهم وتهجيرهم داخلياً، وبذلك يكون الإخوة المتأسلمون معادلا موضوعيا لأشقائهم المتصهينين فى تحقيق أهداف الصهيونية. ثانياً: كما تجدر الإشارة إلى أوجه الشبه بين جمعة قندهار 29-7-2011 وما واكبها من هجوم أصحاب الرايات السوداء على قسم ثان العريش، وبين ما يحدث الآن من رفع الرايات السوداء على السفارة الأمريكية ومحاولات الهجوم على معسكر قوات حفظ السلام فى سيناء. ثالثاً: إن صناعة التخويف ومشاريع التفكيك أو اختراق الدوائر المعادية لأصحاب الرايات السوداء بشكل مباشر أو غير مباشر.. أكبر من سعة رؤية مفكرى «التوك شو» أو قلة حيلة قادة الإخوان باتهامهم أحمد شفيق أو نخنوخ بتنظيم المظاهرات لإحراج الإخوان! هذا هو الفخ الذى أوقع فيه الإخوان أنفسهم ما بين ضرورة التقارب مع الأمريكيين وبين تسديد فاتورة الرئاسة للإسلاميين.. ولن ينقذهم منه استدعاء أساطير «الغول» لأن المعارضة المدنية لا تسعى إلى إبعادهم سوى بصناديق الانتخاب، أما أصحاب الرايات السوداء فلا يعرفون سوى صناديق الموتى! وإن كان المؤمن لا يلدغ من جحر حيةٍ مرتين فإن أصحاب الإسلام السياسى أدمنوا اللدغ من ذات الجحر عشرات المرات، من لدغة الرسوم المسيئة وحتى الفيلم المسىء، وبقية أنواع الفنون المسيئة فى الطريق.. وهم على أهبة الاستعداد لتحقيق ما يطلب منهم عبر ردود الأفعال المرسومة لهم بعناية فائقة!