أكد د. محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، أن النبي محمد لاقى الإيذاء بتسامح وسعة صدر وحلم وصبر جميل قل أن يوجد مثله، مضيفاً: "من العجب أن الإساءة إلى جنابه الشريف صلى الله عليه وسلم لم تنقطع، فما زال عصرنا الذي يتغنى بالحريات وحقوق الإنسان والتعايش والتسامح يطالعنا حينا بعد حين بإساءة غير مقبولة لرسولنا الكريم". أضاف، خلال ندوة "الدين والوطن في قلب الأزهر": "العجب أن يتناسى مدعو الحرية مبادئهم التي يرددونها ويتناسون قبلها فضل الإسلام ورسول الإسلام على الدنيا كلها بشكل عام، وعلى حضارتهم وما وصلوا إليه بشكل خاص". وقال الضيويني: "على مدعي الحريات أن يطالعوا كتابات بني جلدتهم من المنصفين عن فضل الإسلام على حضارة أوروبا فسيجدوا حقيقة الإسلام ورسوله، فالمنصفون من الغرب أكدوا على أن الإسلام نشر التسامح في المعتقدات الدينية، واعتنى بنشر جميع العلوم وإنشاء المدارس". تابع أن الأزهر طوال تاريخه حال دون انهيار العالم العربي والإسلامي أمام جحافل الطغاة والمعتدين، كما بذل شيوخه وأبناؤه جهودا عظيمة في سبيل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية واللغة العربية، ولا تزال جهود علماء الأزهر تؤتي ثمارها في سبيل إعلاء قيم الوسطية والاعتدال التي بعث بها رسول الله وتفنيد شبه الجماعات المتطرفة والرد على أباطليهم، وبيان الوجه الحقيقي للإسلام. أوضح الضويني أن الأزهر الشريف سيظل قائما على رسالته مضطلعا بأدائها خادما للعالمين العربي والإسلامي، يهدي أنوار العلم الشرعي والوسطية والاعتدال إلى أقطار العالم، وسيظل مقصد طلاب العلوم الشرعية والعربية والثقافة الإسلامية في مختلف الأمم والشعوب. وقال الضويني: "ذكرت لنا كتب التاريخ ولا نزال نرى بأعيننا: كيف أن دور الأزهر الشريف لا يقتصر على الجانب الديني، إذ يضطلع الأزهر بدور بالغ الأهمية في الجانبين الاجتماعي والوطني، فقد كان الأزهر الشريف في مقدمة صفوف المدافعين عن وطننا العربي والإسلامي، وقاد شيوخه وأبناؤه الحركات القومية في مصر قديما وحديثا". .