شغلت أزمة "طفل المرور"، التي تعدى خلالها طفلا بالقول على رجل مرور، الرأي العام في مصر مؤخرا، إذ جرى القبض عليه وإطلاق سراحه، مع أخذ تعهد على أسرته بحسن رعايته وتقويمه، لكن جرى القبض عليه مرة أخرى اليوم، بعد الفيديو الذي ظهر فيه أمس هو أصدقائه، حتى أنّ الأمر وصل إلى مجلس النواب اليوم، وسط مطالبات بتشديد عقوبة الأطفال للسيارات. قدّم سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة إلى مجلس النواب، لتوجيهه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمستشار عمر مروان وزير العدل، بشأن الواقعة المعروفة إعلاميا ب"أزمة طفل المرور"، إذ تعدى طفلا على رجل مرور، أثناء سيره بسيارة والده. وطالب حساسين، في طلب الإحاطة الذي قدمه للمجلس، بتعديل تشريعي لوقف قيادة الأطفال لكل أنواع المركبات، قائلا إنّها ظاهرة تكررت مؤخرا في المجتمع. وأكد النائب، في طلب الإحاطة، أنّ هناك أكثر من نائب تحدثوا معه عن هذه الظاهرة، مطالبين بتعديل وتغليظ عقوبة قيادة الأطفال، بقانوني العقوبات والمرور، خاصة أنّ الظاهرة لا تقتصر على هذا الطفل فقط، بل هي ظاهرة كبرى، خاصة سائقي التوك توك من الأطفال، التي شكى منها المواطنون بكل محافظات الجمهورية. وقال حساسين، ل"الوطن"، إنّ تكرار الظاهرة بشكل أو بآخر، يستوجب وضع حد لها، وهي انتشار قيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية والتوكتوك. وأشاد عضو مجلس النوب، بالإجراءات التي اتخذتها الدولة حيال "طفل المرور"، بسرعة ضبطه والتحقيق معه واهتمام النائب العام والنيابة العامة بالواقعة، فضلا عن جهود وزارة الداخلية. وتساءل حساسين: "أين قانون المرور الجديد من الواقعة؟، وكيف لطفل يقود سيارة بعد أن استوقفه فرد شرطة بالإدارة العامة للمرور لسؤاله عن تراخيص السيارة والقيادة، أن يسيئ الطفل إليه؟". وفي سياق متصل، قال جون طلعت، عضو مجلس النواب، إنّ التعاطي من النيابة العامة مع أزمة طفل المرور، يحمل العديد من الرسائل الإيجابية، في رفض جميع صور الخروج عن القانون، مهما كان أحد عناصر وأطراف الإشكالية القائمة. وأكد طلعت، في تصريحات صحفية اليوم للمحررين البرلمانيين، أنّ التعاطي نموذجي بالفصل بين الفعل الإجرامي الذي جاء به الطفل، وصفة والده في الهيئة القضائية، فرغم إخلاء سبيله أمس وتصرفه بشكل سلبي وتنمره على المواطنين، جرى القبض والتحفظ عليه مرة أخرى، ما يؤكد تطبيق دولة القانون واحترامه. ولفت عضو مجلس النواب، إلى أنّ التدليل غير المنضبط وغير السوي، قد يكون سببا في ظهور مثل هذه الحالات وكارثة، وهو أمر يجب أن تنتبه له الأسرة المصرية، مشيرا إلى أنّه من واقع تحقيقات النيابة في الواقعة كشفت عن أنّ الطفل مدلَّل بشدة من والده، ما دفعه لاقتراف مثل هذا السلوك، وهو أمر يجب أن يكون درسا للجميع. وألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، القبض على الطفل المتعدي على فرد شرطة المرور، بزهراء المعادي، بتهمة التنمر على رجل شرطة، رفقة 3 من أصدقاء الطفل؛ بعد ظهور فيديو جديد لهم وهم يتنمرون ويلفظون ألفاظا خادشة للحياء، بعد إطلاق سراح الطفل أمس. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو أظهر استيقاف رجل شرطة لسيارة يقودها طفل ومعه بعض أصدقائه، وطالبه رجل المرور بإبراز رخصة السيارة، ولكن الطفل تهكم على رجل الشرطة وسأله عن الكمامة، وأثناء محاولة الشرطي إيقافه أسرع بالسيارة تاركا الشرطي وفرّ هاربا.
