أوضح عدد من المعلمين بالمراحل التعليمية المختلفة، الصعوبات التي ستواجه الطلاب وأولياء الأمور مع تنفيذ نظام التعليم الجديد "الفصل المقلوب"، والذي أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن تنفيذه مع بداية العام الدارسي الجديد، ويتضمن حصول الطلاب على شرح المواد التعليمية من خلال المنصات المختلفة سواء عبر شاشة التليفزيون أو من شبكة الإنترنت، وأن تقتصر الحصة المدرسية على المناقشة في بعض النقاط بين الطالب والمعلم. "فهيم": كان من الأفضل تقليص المناهج لأن بها الكثير من "الحشو" فهيم سلامة، 37 عامًا، مدرس لغة عربية ثانوي عام، توقع ظهور بعض الصعوبات لدى الطلاب في استيعاب الدورس التعليمية من خلال المنصات المختلفة، بسبب غياب التعامل المباشر بين الطالب والمعلم، قائلا: "في الطبيعي وأنا بشرح للطالب وهو قاعد قدامي ممكن يسرح مني، فما بالك بقى نفس الطالب وهو قاعد قدام التليفزيون أو تابلت ووسط أمه وأبوه وأخواته، وفي نفس الوقت بيتابع الدرس عن طريق المنصات التعليمية"، مشيرًا إلى أن نسبة تحصيله للمعلومات ستصبح ضئيلة للغاية، ولكنها ظروف فيروس كورونا هي التي أجبرت الجميع على ذلك النظام. وعن جعل الحصة المدرسية للمناقشات، يؤكد "فهيم"، أن غالبية الطلاب تتكاسل عن السؤال عن النقاط التي لا يفهمونها، والقليل منهم فقط هو من يعرف مصلحته، مضيفًا: "الطلاب سيواجهون مشكلة في استيعاب بعض المواد العلمية مثل الرياضيات، ووقت كورونا أصلا لما كنا بنتعامل مع الطلاب عبر برنامج زووم كنا إحنا الاتنين بنواجه مشاكل كتيرة". ويرى معلم اللغة العربية، أنه كان من الأفضل تقليص المناهج لأن بها الكثير من "الحشو" وفقًا لوصفه، نظرًا لضيق الوقت وعدد أيام حضور الطلاب للمدرسة، مع جعل المدرس يشرح الدرس بشكل مختصر معتمد على الأساسيات وترك باقي النقاط للطالب، "عشان نحافظ ولو بنسبة قليلة على التعليم المباشر بين الطالب والمدرس". ويتفق أحمد حسن، 32 عامًا، مدرس لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية، مع رأي زميله، موضحًا أن الاتجاه الجديد في التعليم حاليًا هو تسهيل حصول الطالب على المعلومة من خلال المنصات التعليمية المختلفة، وأن الطلاب ستواجه بعض الصعوبات في البداية مع نظام "الفصل المقلوب"، وتتمثل بشكل أكبر من خلال التحكم في الطالب وجعله يتابع شرح المعلم من خلال البرامج والمنصات دون تشتيت انتباهه، قائلا: "أولياء الأمور بقى عليهم ضغط ومسئولية كبيرة في متابعة أولادهم، ده غير أنه لازم يبقى متوفر كل وسائل التكنولوجيا في البيت مع إنترنت كويس". ويرى "حسن" أن الطلاب وأولياء الأمور سيقضون وقتًا طويلاً حتى يعتادوا على الطريقة الجديدة في التعليم، وأنه ينبغي على أولياء الأمور تعلم كيفية التعامل مع البرامج والمنصات المختلفة، متابعًا: "لازم الطالب يدون النقط اللي مش هيفهمها أو محتاج يناقش فيها المدرس ويبقى يسأله فيها لما يشوفه في المدرسة، ولازم المدرس أثناء تعامله مع المنصات، يوصل المعلومة بطريقة شيقة وجذابة عشان يخلي الطالب متفاعل معاه وميسرحش منه".
