الملكية اهتمت بالكتاب المدرسى وسار على دربها السادات وعبد الناصر.. مبارك ومرسى أفقداه قيمته وزير التعليم: "الكتب فى الآخر بيتلف فيها طعمية وبيتصرف عليها 2 مليار جنيه" أولياء أمور ومعلمون يرفضون الفكرة.. وأعضاء بمجلس النواب يرحبون غرفة صناعة الطباعة تشن هجومًا على تصريحات الوزير.. الكتاب الخارجى ينافس المدرسى بقوة يعتبر الكتاب المدرسى عنصرًا رئيسيًا وركنًا أساسيًا من أركان العملية التعليمية فى مصر، خاصة فى المرحلة الأساسية، والتى تبدأ من الصفوف الأولى حتى إنهاء المرحلة الثانوية، ويساعد الكتاب المدرسى الطلبة على التمارين وحل بعض المسائل من خلال أسئلة تضعها وزارة التربية والتعليم عقب كل درس من الدروس، وذلك لتتيح للطلبة فرصة اختبار أنفسهم. ويواجه الكتاب المدرسى خلال الفترات الماضية، عدة مشكلات أهمها تفوق الكتب الخارجية ووجودها مع الطلاب بصفة ضرورية، بالإضافة إلى التكنولوجيا الحديثة والتى من خلالها يستطيع الطالب على التعرف على كل ما يريده من دروس وحصص مدرسية. ورغما عن ذلك يحاول الكتاب المدرسي، أن يجد لنفسه مكانا وسط التكنولوجيا الحديثة، ولكن جاءت تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، صادمة حيث أكد ضرورة إلغاء الكتاب المدرسى خلال عامين وأنه سيتحول إلى رقمي. جاءت هذه التصريحات، وسط تأييد من البعض ورفض من البعض الآخر، الذين أكدوا أن الكتاب المدرسى سيتسمر إلى ما لانهاية. وفى إطار ذلك تستعرض "المصريون"، أسباب تدهور الكتاب المدرسي، واستبداله بآخر رقمى خلال عامين. الكتاب المدرسى فى عهد الملكية اهتمت وزارة المعارف فى عهد الملكية، التى كانت تحكم مصر قبل ثورة 1952 بالكتاب المدرسى بصورة قوية، حيث جعلت الكتاب المدرسى نموذجًا جيدًا يحتوى على موضوعات بلغة شيقة، داعيًا فى كل سطر فيه إلى التفكير ويفتح آفاقًا أمام كل فكرة للطلاب والتلاميذ، وصار على منهاج الملكية الكتب التى تلت ذلك فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والراحل أنور السادات، قبل أن يختفى تأثير الكتاب المدرسى فى نهايات عصر الرئيسين السابقين حسنى مبارك ومحمد مرسى ولجوء الطلاب نحو الدروس الخصوصية والكتب الخارجية للحصول على الدرجات الكبيرة فى المراحل التعليمية المختلفة. الكتاب الخارجى يقضى على المدرسى يعتبر الكتاب الخارجى خلال السنوات الماضية واحدًا من أهم المنافسين للكتاب المدرسى وسط تسابق من أولياء الأمور لشرائه لأولادهم، ويقوم الكتاب الخارجى بدور المدرس الخصوصى فهو يبسط المعلومة ويشرحها ويضع لها الأسئلة والإجابات أيضًا، بل أصبح يوزع معه أقراصًا مدمجة لكى تدعم الشرح بالصوت والصورة لتبسيط أكثر وبطريقة مشوقة أيضًا وهو ما جعل الطلاب يقومون بشرائه ويحتفظون به من أجل إعطائه لمن هم أصغر منهم. وزير التربية والتعليم: إلغاء الكتاب المدرسى خلال عامين قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني، إنه خلال عامين سيتم إلغاء الكتاب المدرسى نهائيًا واستبداله بآخر رقمي. وأضاف شوقي، خلال كلمته بالجمعية العمومية غير العادية لنقابة المعلمين لإنهاء الحراسة القضائية: "الدنيا اتغيرت، والحديث عن التنسيق هيختفى والمدرس دوره فى النظام الجديد هيكون أكبر، وسيقود العملية التعليمية مثل الموسيقار وخلال عام أو عامين مفيش كتب، كله هيتحول إلى رقمى خلال عامين"، موضحًا: "الكتب فى الآخر بيتلف فيها طعمية وبيتصرف عليها 2 مليار جنيه". عقب تصريحات وزير التربية والتعليم بإلغاء الكتاب المدرسي، رحب عدد من نواب لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، بهذا المقترح مؤكدين أنها فكرة جيدة تصب فى تطوير المنظومة التعليمية، ولكن يتبقى الإعلان عن آليات التنفيذ على أرض الواقع. فقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، إن إلغاء الكتاب المدرسى خلال عامين والاعتماد على الكتب الرقمية فقط هى فكرة ممتازة، فالعالم كله أصبح الآن يعتمد بشكل أساسى على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم، ولكن يبقى التساؤل عن كيفية تنفيذ هذا القرار خلال عامين فقط. النائب عادل عامر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، اتفق معها مؤيدًا فكرة إلغاء الكتاب المدرسي، ولكنه أكد فى الوقت ذاته على عدة أمور لا بد أن توضع فى الحسبان قبل الإلغاء من بينها تأهيل الطلاب والتلاميذ وتوفير الأجهزة الإلكترونية، خاصة فى القرى والنجوع الصغيرة. "الطباعة" تشن هجومًا حادًا على التربية والتعليم شنت غرفة صناعات الطباعة باتحاد الصناعات، هجومًا حادًا على تصريحات طارق شوقى، وزير التعليم، بشأن اتجاه الوزارة لإلغاء الكتاب المدرسى المطبوع، خلال عامين، واستبدال الكتاب الإلكترونى به. وقال أحمد جابر، رئيس الغرفة إن تصريحات وزير التعليم خيالية، ولا تمت للواقع بصلة، وغير قابلة للتنفيذ، وليس فى عامين، كما حدد أو حتى 10 أعوام، داعيًا الوزير لترك مكتبه بالوزارة وإلقاء نظرة واقعية على أحوال المدارس فى المحافظات، إذ بلغ عدد الكتب المطبوعة خلال العام الحالى 350 مليون نسخة، بتكلفة مليار و850 مليون جنيه. وأضاف جابر، أن البنية الأساسية فى أغلب المدارس الحكومية لا توفر مستوًى لائقًا للطلاب، وأن المقاعد محطمة، وكثافات الفصول مرتفعة جدا، ويتدهور الأمر كثيرًا فى مدارس المحافظات، خاصة فى الصعيد والقرى والنجوع، لافتا إلى أن بعضها ينقطع عنها الكهرباء، ولا يوجد فيها حتى مراوح فى الصيف، وبعضها ينقطع فيها «الإنترنت»، بشكل دائم. معلمون ينتقدون القرار انتقد عدد من المعلمين، قرار وزير التربية والتعليم بتحويل الكتاب الورقى إلى رقمى خلال عامين، موضحين أن الكتاب المدرسى له أهمية كبرى وأنه سيظل هو الأهم فى العملية التعليمية، فيقول يسرى مصطفى، مدرس رياضيات، إنه لاغنى عن الكتاب المدرسي، مشيرًا إلى أن كلام الوزير تصريح براق، حيث لا يستطيع تطبيقه على أرض الواقع، فالكتب الورقية لا أحد يستطيع الاستغناء عنها، والدليل على ذلك أنه مازال الكتاب المطبوع موجودًا فى الساحة بالرغم من انتشار الكتب الرقمية. فى سياق آخر، رفض أحمد حسان، مدرس لغة عربية، ما يقوله وزير التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن الاستغناء عن الكتاب المدرسى والاستعانة بالكتاب الرقمى لن يفيد، والسبب فى ذلك أن عددًا كبيرًا من المدارس غير مجهزة لذلك كما أن الفصل الواحد يصل عدد طلابه ما بين 50 إلى 70 طالبًا فكيف سيتم توفير أجهزة كمبيوتر لهم. وأضاف حسان، أن هناك جيلاً بالكامل من المدرسين لا يجيدون استخدام التكنولوجيا الحديثة وغير مواكبين للتطور التكنولوجي، فكيف يتم تأهيلهم خلال عامين فقط، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستزيد الأعباء على كاهل أولياء الأمور، لأن ذلك سيجعلهم يعطون أولادهم دروسًا وفصول تقوية فى الحاسب الآلي. واتفق معه فى الرأى رجب خطاب، مدرس كيمياء، الذى أكد أن هذه الخطوة ستضيف عبئًا ماليًا جديدًا على أولياء الأمور لأنهم سيتجهون نحو شراء بعض السيديهات والأجهزة التى يستطيع من خلالها التعامل مع الجهاز الرقمي. الكتاب الخارجى مؤثر وفكرة الرقمى مرفوضة أكد عدد من أولياء الأمور، أن الكتاب الخارجى هو المنافس الحقيقى للكتاب المدرسي، نظرًا لاعتماد الطلبة عليه فى التلخيص، بينما رفضوا فكرة وزير التربية والتعليم، مؤكدين أن الكتاب المدرسى والخارجى هو أفضل من الرقمى من حيث الأمن والفهم، فيقول تامر يوسف، ولى أمر أحد الطلاب فى المرحلة الابتدائية، إنه يستحيل تطبيق فكرة الكتاب الرقمى فى المدرسية، لأنه لا بد من وجود بيئة تكنولوجية مناسبة لتطبيقها وليس بيئة يقطع فيها التيار الكهربائى لمدة ساعات. بينما تقول هويدا حسن، أم لإحدى الطالبات فى المرحلة الثانوية، إنها تفضل الكتاب الخارجى لبنتها التى تدرس فى الثانوية العامة، لأن به شرح أكثر للدروس وإجابات عن أسئلة صعبة غير موجودة فى الكتاب المدرسي، وأن أهم ما يتميز به الكتاب الخارجى عن المدرسي، التبسيط فى عرض المادة الدراسية وعرضها على هيئة نقاط وهذه أساليب يستسهلها الطالب فى المذاكرة. فى سياق آخر، يشير محمود يوسف، مهندس معمارى وولى أمر أحد الطلاب فى المرحلة الإعدادية، إلى أن الكتاب الخارجى يتفوق على المدرسى لما به من تنظيم عرض المعلومة وبطريقة سلسة واستخدام صور كثيرة تفصيلية لزيادة الشرح وأسئلة وإجابات نموذجية وأنشطة أخرى تدعم شرح الدرس، وتجعل الطالب يكتشف بنفسه الإجابة، ولكنه فى الوقت ذاته يؤكد أن الكتاب الوحيد الذى يأتى منه الامتحان هو الكتاب المدرسي، ومن أجل ذلك يكتسب قوته. ورفض محمود، فكرة إلغاء الكتاب المدرسى واستبداله بآخر رقمي، مؤكدًا أن هذه الفكرة لن تصلح فى مصر فى هذه الأيام، فالأهم من الكتاب الرقمى هو تخفيض الكثافة العددية بالفصول وبناء مدارس جديدة ورفع ميزانية التربية والتعليم والاهتمام بالمدرسين والاهتمام بالمواد العلمية، مؤكدًا أن كل هذه الأمور ستساعد على الاهتمام بالعملية التعليمية المهملة منذ قرون.