شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة الكترونية من جانب أولياء أمور التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي احتجاجا علي المناهج التي تدرس في الفصول خاصة العلوم والدراسات الاجتماعية. أشار أولياء الأمور الذين تجاوزت أعدادهم أكثر من 200 ألف علي صفحتي "ثورة أمهات مصر علي المناهج التعليمية" و"تمرد علي المناهج التعليمية المصرية" الي أن المناهج مليئة بالحشو والأجزاء المكررة التي تعد عبئا علي كاهل أبنائهم تحرمهم من أجمل لحظات طفولتهم. تضمنت الصفحتان عددا من المشاكل التعليمية التي يعاني منها التلاميذ من أبرزها عدم استخدام معامل الحاسب الآلي والوسائط في المدارس رغم وجود كتب لها اضافة الي شكاوي من ظاهرة تقوس العمود الفقري للتلاميذ خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي نتيجة ثقل وكبر حجم الشنط المدرسية. أكد د.مخلص محمود عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة ان الطفل في مرحلة الابتدائية يستطيع ان يستوعب أكثر من هذه المناهج التي يشكو منها أولياء الأمور ولكننا نستطيع أن نقوم بازالة الحشو الذي يصعب فهمه ونقوم بالتطوير من خلال التكنولوجيا الحديثة التي يحبها الأطفال والمقربة لديهم والعمل علي شرح المنهج بالأسلوب الأقرب لهم. أضاف ان أعمال السنة يجب ألا تلغي لأنها هي التي تضبط الأداء الطلابي من الغياب والحضور والمشاركة الطلابية في الفصل والاجابة علي الأسئلة ومن غيرها ستصبح المدارس خالية علي عروشها كمدارس الاعدادية والثانوية ولهذا يجب أن يتم تفعيل هذه الدرجات بشكل أفضل والعمل علي تشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم لعمل لجنة اشراف علي المعلمين حتي لا يتخذ المعلم من هذه الدرجات وسيلة للضغط علي الطلاب في أخذ الدروس الخصوصية. أضاف د.علاء رأفت عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ان هذا المطلب غير شرعي لأولياء الأمور لأنهم ليسوا مسئولين عن وضع نظام تعليمي والمعني بذلك هم خبراء التعليم ومطلب الغاء أعمال السنة من أجل توفير الراحة لهم والطالب في المرحلة الابتدائية تتسع ذاكرته لتحصيل جميع المعلومات ولهذا فالمناهج ليست بالصعبة أبدا علي الطلاب ولكن الصعب هو عدم ارساء القواعد الهامة لدي الطلاب من خلال جهتين الأولي أولياء الأمور والثانية وزارة التربية والتعليم وذلك من خلال الالتزام في الدراسة والمشاركة في الأنشطة والعمل علي عودتها مرة أخري. أشار إلي أنه يجب تفعيل حصص الدين والاقتصاد المنزلي والرسم والموسيقي والألعاب وغيرها لأنها تشد من انتباه الطلاب وتعمل علي حثهم علي الحضور بجانب تفعيل مجلس الأمناء لمناقشة الآراء المختلفة وعرض مطالبهم علي المعلمين والتقدم بالشكوي من المعلم في حال تقصيره أو العمل علي المطالبة بتطوير المنهج بشكل أفضل من السابق أو شرحه بطريقة معينة تلائم عقلية طلاب هذه المرحلة. أضاف انه يجب تطوير المناهج بشكل أفضل بما يتماشي مع عصر السرعة والتكنولوجيا مع عدم الاختصار العشوائي حتي لا نخرج طالبا ملقنا بل نريد تخريج طلاب مثقفين وواعين وعلي درجة من العلم ولكن هذه ليس المشكلة الأساسية التي نواجهها بل مشكلة حضور الطلاب وانتمائهم للمدرسة. أشار عادل عبدالله مدرس لغة عربية الي ان المناهج في المرحلة الابتدائية فوق استيعاب التلاميذ ولابد من ترغيب التلميذ في هذه المرحلة السنية في المناهج والمقررات وان يدرس الموضوعات بشيء بسيط وبالتفصيل مع تنقله الي مرحلة أخري موضحا ان هناك مشاكل أيضا في صعوبة توصيل المعلومة للطالب وخاصة بمنهج الصف الأول الابتدائي من حيث تكدس المنهج وصعوبة الكلمات. أكد علاء عبدالحميد ولي أمر ان مناهج المرحلة الابتدائية وخاصة مادتي الدراسات والعلوم بالصفين الثالث والرابع الابتدائي يصعب تلقينها للطلاب. حيث ان المقررات طويلة ومكدسة بالنسبة لسن التلميذ في هذه المرحلة كما ان خريطة توزيع المنهج لا تكفي حيث ان المحتوي الدراسي كبير علي عدد الحصص كما ان صعوبة وتكدس المناهج عبء زائد علي ولي الأمر الذي يضطر الي اللجوء للدرس الخصوصي في وقت مبكر مطالبا بالغاء أعمال السنة لأنها وسيلة ضغط من المدرس علي التلميذ ويمكن تقليل هذه الدرجات. طالب علاء سمير اخصائي اجتماعي بضرورة استخدام طرق تدريس حديثة ومشوقة للتلميذ وقادرة علي ايصال واستيعاب المعلومات في هذه المرحلة كما ان صقل التلميذ بالمعارف والمعلومات مطلوب لأن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر كما انه لابد من ازالة الحشو والتكرار الزائد والتركيز بشكل كبير علي الأنشطة وربطها بالمناهج حتي يسهل توصيل المعلومة واستيعابها مع مراقبة تطبيق هذه الوسائل بالمدارس من خلال المسئولين بالوزارة وتدريب التلميذ علي أسئلة الامتحانات حتي لا تتحول الدراسة الي شيء غير محبوب بالنسبة للتلميذ والتخلص من أسلوب الحفظ والتلقين ولكن بعد تعويد وتدريب الطلاب علي طريقة التفكير والابداع. أوضحت زينب سيد "ولي أمر" صعوبة منهج العلوم بالصف الرابع الابتدائي التي تدرس أجزاء وموضوعات صعبة فوق استيعاب التلميذ مثل الجهاز الهضمي وأيضا منهج الدراسات الذي يعج بتفاصيل عن المحميات الطبيعية والخرائط والتاريخ الفرعوني. من جانبه أكد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ان مسألة تطوير المناهج لكافة المراحل التعليمية تأتي في مقدمة اهتمامات الوزارة موضحا ان العام القادم سوف يشهد تغييرا جذريا في طريقة عرض الكتاب مع ازالة الحشو مضيفا ان المناهج الجديدة سوف تضارع أفضل المناهج التعليمية في العالم السنغافورية والانجليزية والألمانية مضيفا ان الوزارة عرضت المناهج الجديدة علي أفضل 150 خبيرا تربويا بالجامعات واستجابت لكافة ملاحظاتهم وآرائهم دون تدخل.