قبل بدء القراءة، أرجوك لا تحاول اسقاط أي سطر من السطور القادمة على الظروف السياسية التي تعيشها مصر أو أي من الدول العربية الآن، المقالة تتحدث عن حياتنا الشخصية فقط، والمثال السياسي بالمقالة هو مجرد توضيح للمفهوم فقط، ولست مسئولًا عن أي معنى آخر لم أقصده قد يصل إليك، أرجو لك قراءة ممتعة. أحد الناس يتمنى: - يا سلام لو الدنيا مايبقاش فيها ملحدين، يارب خدهم، وكمان مايبقاش فيها الناس اللي بتعبد أصنام دي، يارب خدهم. - ويا سلام بقى كمان لو ميبقاش في مسيحيين ولا يهود ولا أي ديانة تانية، كفاية المسلمين بس، يارب خدهم. - ويا جماله، يا جماله، بقى لو المسلمين اختفوا كلهم ماعدا أهل السنة، يارب خد الباقيين، كده الواحد يبقى سعي... لأ.. السلفيين وناس كتير كمان يختفوا ويتبقى الناس بتوع الازهر بس.. ممم.. حتى الأزهر مش كله كويسين.. يارب خدهم كلهم. لعبة المحصلة الصفرية.. مٌصطلح يٌستخدم في علوم كثيرة منها علم الاقتصاد، بل ويتم استخدامه في الألعاب الرياضية كذلك للتعبير عن الموقف الذي يكون فيه مكسب أحد الأطراف مٌعتمد على خسارة الآخر، فعلى سبيل المثال مباراة كرة القدم يستحيل أن يخرج الفريقين فائزين، وذلك لأن كل هدف يحرزه أحدهما يٌساوي هدفًا قد خسره الفريق الآخر، فبذلك تكون المٌحصلة في النهاية بعد جمع المكاسب والخسائر صفرًا، وحتى إن تم التعادل فمعنى ذلك أن الفريقين حققا نفس المكاسب والخسائر، وبذلك تكون المحصلة في النهاية أيضًا صفر. يٌستخدم هذا المصطلح أيضًا في وصف السياسات بين بعض الدول، فعلى سبيل المثال الدول التي بينها عداء وحروب أو نزاع على الأراضي، سيتجسد مفهوم اللعبة الصفرية في العلاقات بينهم، فكل مكسب تحققه إحدى الدولتين يعني خسارة للدولة الأخرى. صاحبنا اللي كان بيتمنى في أول المقالة وبيدعي على خلق الله، وصل في النهاية إلى هذه النتيجة بعد مرور كام ساعة من الدعاء على كل واحد مختلف عنه: يارب خد كل الناس وخليني أنا لوحدي. أسوأ ما يحدث لأي إنسان أن يعتبر حياته معادلة صفرية، فيعتبر أن بقاؤه مرهون بفناء الآخرين، كل الآخرين، كل من يختلف عنه فكريًا، هو يخشى سماع صوت مختلف عن ذلك الصوت الذي اعتاد سماعه طوال حياته، الصوت المختلف في حد ذاته يمثل تهديدًا له، ليصبح ذلك دليل دامغًا على ضعف أفكاره التي لا تصمد في رأسه إن رأت بقية ألوان الطيف. صدقني، إن أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا كلنا واحدًا في معتقداتنا وتفكيرنا وأسلوبنا وأشكال حياتنا لفعل، لم يكن من الصعب على من خلق كونًا بأكمله أن يجعل لكل مجموعة كوكبًا يعيشون عليه، ولكنها إرادة الله أن نعيش مختلفين شعوبًا وقبائل ومعتقدات لنتعارف، فلا تخشى الاختلاف، هو فقط فرصة للتعرف على الغير، وإلا ستصل في النهاية إلى رفض الجميع إلا نفسك وسيكون دعاؤك: يا رب خد كل الناس وخليني أنا لوحدي.