يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى وفاة البابا ديوسقوروس، البطريرك ال25 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية. فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الخميس، 7 توت لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 454 ميلادي، توفي البابا ديوسقوروس، البطريرك ال25 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ويذكر السنكسار، أن هذا البابا ولد بالإسكندرية وتعلم بمدرستها اللاهوتية وأظهر نبوغاً عظيماً في دراستها فأعُجب به البابا كيرلس الأول البطريرك الرابع والعشرون الملقب ب"عمود الدين"، وعينه سكرتيراً خاصاً له، قبل أن يتم اختياره لخلافته في عام 444 ميلادي. وأشار السنكسار، إلى أن هذا البطريرك ساد في الخمس سنوات الأولى من عهده السلام، وترأس مجمع أفسس الثاني في أغسطس سنة 449م، كما عقد مجمعاً بالإسكندرية حرم فيه "لأون" أسقف روما لأنه تمسك بأفكار مخالفة للإيمان المسيحي بحسب اعتقاده، قبل أن يتوفى الإمبراطور ثيئودوسيوس، ويتولى الحكم الإمبراطور مركيان الذي تزوج بولشاريا أخت الإمبراطور السابق، وانتهز لاون فرصة اعتلاء مركيان لكرسي القسطنطينية وبعث إليه برسالة يشكو فيها ديوسقوروس الذي حرمه، ويطلب فيها عقد مجمع لمناقشة الإيمان من جديد، وتم الموافقة على ذلك، وتم عقد اجتماع تمهيدي بقصر الإمبراطور بالقسطنطينية حضره البابا ديوسقوروس، الذي تمسك بتعاليمه التي رفضها الإمبراطور وزوجته التي قامت بصفع البابا على وجهه وانهال عليه بعض رجال القصر وأوسعوه ضرباً حتى اقتلعوا ضرسين من أضراسه، ونتفوا شعر لحيته، وكان ذلك بداية عقد ما عرف ب"مجمع خلقيدونية" سنة 451م الذي بدأ من بعده انشقاق الكنائس المسيحية، حيث رفض "ديوسقوروس" ما خرج به المجمع، وقام الإمبراطور "مركيان" بنفيه إلى جزيرة غاغرا (ذكر في بعض المراجع أنها تسمى غنغرا وتقع على ساحل آسيا الصغرى) حيث مكث بها نحو خمس سنوات حتى توفي سنة 454م، ولقبته الكنيسة ببطل الأرثوذكسية. ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية. و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.