يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك ال107 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. "والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية. فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 2 من شهر بؤونة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1796 ميلادي توفي البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك ال107 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وبحسب السنكسار، كان هذا البطريرك من أهالي الفيوم وكان يدعي أولا باسم يوسف وترهبن بدير الأنبا أنطونيوس بجبل العربة ولما توفي البابا مرقس السابع سلفه أجمع رأي الأساقفة والكهنة وأراخنة الشعب علي اختياره بطريركا فأحضروه ورسموه بطريركا في كنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في يوم 23 أكتوبر سنة 1769م، ودعي باسم يوأنس الثامن عشر. ويذكر السنكسار، أنه في أيام هذا البطريرك سعي بابا روما لاجتذاب الكنائس الشرقية وخاصة كنيسة مصر الأرثوذكسية إلى المذهب الكاثوليكي وقام بنشر كتاب أعمال مجمع خلقيدونية ووزعوه علي جميع البلاد الشرقية فكان ذلك سببا في انشقاق الكنيسة، ثم أرسل بابا روما مندوبًا من قبله للبابا يوأنس يحمل رسالة يدعوه فيها إلى الاتحاد معه فسلم البابا هذه الرسالة إلى الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وكلفه بدراستها والرد عليها فقام الأخير بالرد عليها وتفنيد دعوى روما فدافع عن كنيسته ومعتقداتها. ويشير السنكسار، إلى أنه نالت البابا يوأنس في مدة رئاسته شدائد وضيقات كثيرة من حكام البلاد والولاة العثمانيين وقام القائد التركي بمصادرة الخزينة البطريركية وأخذ أموالها الأمر الذي اضطر البابا إلى أن يختفي حتى توفي بعد أن قام علي الكرسي البطريركي 26 سنة و7 أشهر و16 يومًا ودفن بمقبرة البطاركة في كنيسة أبي سيفين وظل الكرسي بعده خاليا مدة ثلاثة أشهر وستة وعشرين يوم. ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر. و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.