فيما يبدو أنه عقاب أمريكى على مناوشات السودان وجنوب السودان، قرر الكونجرس الأمريكى أمس الأول قطع المعونة الاقتصادية عن أى بلد يستضيف الرئيس السودانى عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فى تهم إبادة وجرائم أخرى، فيما طالب مجلس الأمن الخرطوم بالانسحاب الفورى دون شروط من منطقة أبيى المتنازع عليها بين البلدين، وذلك بالتزامن مع وصول الوسيط الأفريقى ثابو مبيكى إلى الخرطوم للتحضير لمفاوضات بين الطرفين. وقالت النائبة الديمقراطية فى الكونجرس نيتا لاوى «إن الوضع فى السودان يبعث على الأسف، ويجب محاسبة البشير عن جرائمه»، لافتة إلى أن واشنطن كانت ستقطع المعونة عن البلدان التى زارها خلال ال18 شهرا السابقة، لو أن القرار قد صدر سابقا، وكان من بينها مصر وتشاد وقطر وليبيا والسعودية. ورأى المحلل السياسى السودانى أحمد فضل الله، فى تصريحات ل«الوطن»، إن القرار الأمريكى يهدف إلى منع البشير من حضور القمم العربية والأفريقية، موضحا أنه لن يصاحبه أى تأثير، لأن البشير يمثل سياسة الحكومة السودانية وليس شخصه، وعليه فإن تحركات البشير ووجوده أو عدمه فى القمم الرئاسية غير مهم على الإطلاق، وإرسال نائب عنه سيفى بالغرض. وفيما يتعلق بالمفاوضات المرتقبة بين السودان وجنوب السودان، قال فضل الله إن الخرطوم لن تعطى بلا حدود مثلما كانت تفعل سابقا، فيما لا يقدم الجنوب شيئا، مضيفا أن التفاوض لن يتم وجنوب السودان يحتل أبيى. بينما توقع د.حسن حاج، المحلل السياسى السودانى، فى تصريحات ل«الوطن»، أن تسفر مباحثات مبيكى عن نتائج إيجابية، وأن تبدأ المفاوضات خلال أيام، لأن السودان وجنوب السودان فى حاجة ماسة لسرعة الوصول إلى اتفاق يسهم فى تخفيف المعاناة الاقتصادية فى البلدين. وقال حاج إن نجاح مبيكى سيتوقف على جدول أعمال المفاوضات، حيث إن السودان يصر على حسم الملف الأمنى أولا، فيما تصر حكومة الجنوب على ضخ البترول أولا. وأشار إلى أنه لا يدرى كيف يمكن حل هذا الخلاف، لكنه عاد وأكد أن وصول الطرفين لاتفاق مسألة حتمية لكليهما. وبينما انتقد إدريس إسماعيل فرج الله، نائب السفير السودانى لدى الأممالمتحدة، أمس الأول، قرار الأممالمتحدة واعتباره نهجا خاطئا، وقال إن الانسحاب يجب أن يحدث بشكل متزامن وتراقبه جهة يتفق عليها الجانبان، أبدى فرانسيس نازاريو سفير جنوب السودان لدى الأممالمتحدة استعداد حكومته لاستئناف المحادثات مع السودان، داعيا الخرطوم للانسحاب من أبيى. يذكر أن التوترات تصاعدت الشهر الماضى بين السودان وجنوب السودان بسبب خلافات بينهما حول ترسيم الحدود المشتركة وتقاسم عائدات النفط ووضع المناطق المتنازع عليها مثل أبيى.