صرح دبلوماسيون أن مجلس اأامن الدولي بحث الثلاثاء في إمكانية فرض عقوبات على السودان ودولة جنوب السودان الفتية بهدف إبعاد شبح حرب مفتوحة بين البلدين. لكن مبعوثي السلام إلى البلدين قالا أمام المجلس أن السودان ودولة الجنوب عالقان في “منطق الحرب”. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس إن الدول ال15 الاعضاء في مجلس الأمن طلبت مجددا انسحاب قوات جنوب السودان من منطقة هجليج النفطية الشمالية وان يوقف السودان قصفه الجوي لاراضي الجنوب. ودعا المجلس البلدين الى “وقف تام وفوري وغير مشروط” للمعارك. وأكد السفيرة الأمريكية التي ترئس المجلس في أبريل للصحفيين أن المجلس “ناقش وسائل تعزيز تأثير المجلس للضغط من أجل القيام بهذه الخطوات بما في ذلك امكانية فرض عقوبات”. وتحدث وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي وموفد الأممالمتحدة هيلا مينكاريوس امام المجلس عن النزاع على الحدود بين البلدين. وقال مبيكي إن السودان وجنوب السودان “عالقان في منطق الحرب”، كما ذكر دبلوماسيون حضروا الاجتماع. وأضاف الدبلوماسيون أن الوسيطين الدوليين أكدا أن “المتشددين يجدون مناخا ملائما حاليا في جوباوالخرطوم” ودعوا مجلس الأمن الدولي إلى “بدء محادثات مع الحكومتين مباشرة لتتراجع كل منهما عن مواقفها”. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن الولاياتالمتحدة أرسلت موفدا إلى السودان من أجل تهدئة التوتر المتصاعد منذ عدة أسابيع بين الخرطوموجوبا. وقال تونر إن الموفد الأمريكي إلى السودان وجنوب السودان برينستون لايمان سيصل الى الخرطوم مساء الثلاثاء أو الأربعاء بعد أن التقى رئيس جنوب السودان سلفا كير في جوبا. وأضاف أن لايمان سيوجه في السودان الرسالة نفسها التي وجهها في جنوب السودان ومفادها “نحن بحاجة لوقف العنف فورا وبدون شروط وان يعود الطرفان” الى طاولة المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي. ويتواجه السودان وجنوب السودان في اطار نزاع للسيطرة على منطقة هجليج منذ نهاية مارس في اسوأ معارك منذ استقلال جنوب السودان في يوليو الماضي. وحذرت الحكومة السودانية من أنها ستدافع عن ولاية جنوب كردفان التي تضم هجليج بكل الوسائل بينما أعلن برلمان الخرطوم حكومة الجنوب “عدوة” بعد سيطرتها على المنطقة. وتقع هجليج التي تقول جوبا إنها لن تنسحب منها طالما تحتل الخرطوم منطقة ابيي المتنازع عليها، في المناطق الحدودية التي يتنازع عليها البلدان بعد تسعة اشهر من استقلال الجنوب عن الشمال. وتسيطر القوات المسلحة السودانية على منطقة أبيي بالرغم من وجود حوالى أربعة آلاف من جنود حفظ السلام الأثيوبيين التابعين للأمم المتحدة في المنطقة. وطلب السودان الثلاثاء دعم جامعة الدول العربية ومجلس السلام والأمن في الاتحاد الافريقي حول منطقة هجليج النفطية التي احتلتها قوات جنوب السودان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح أن الخرطوم وجهت طلبات رسمية إلى الهيئتين “لبحث الاعتداء الذي قام به جنوب السودان على منطقة هجليج”. من جهته، حث الاتحاد الأفريقي الثلاثاء السودان وجنوب السودان على سحب قواتهما من منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال إنه “يكرر مطالبته باعادة تموضع فورية وبدون شروط للجنود السودانيين ال300 المتبقين وكذلك العناصر ال700 التابعة للقوات المسلحة في جنوب السودان خارج منطقة أبيي”. وتحدث الاتحاد في بيانه عن “منطق الحرب لدى السودان وجنوب السودان”، مشيرا الى ان ذلك يثير قلقه. وأكد الاتحاد ضرورة احترام البنى التحتية النفطية داعيا الجانبين إلى وقف القتال في المناطق المتنازع عليها واحترام حدود 1956 التي رسمت عند استقلال السودان عن بريطانيا. كما دعا البلدين الى “القيام بخطوات فورية لوقف التوتر والعمل بمسؤولية بروح من التعاون من اجل مواصلة اقامة دولتين قابلتين للاستمرار”. وكان من المقرر ان يلتقي رئيسا السودان وجنوب السودان عمر البشير وسالفا كير خلال الشهر الجاري لكن هذه القمة ألغيت بسبب تصاعد التوتر الذي يتبادل الجانبان الاتهامات بشأنه.