قال تعالى: «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً»، ويقول تعالى أيضاً: «لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور».. هذا الأذى الذى دُبِّر بليلٍ من أعداء الإنسانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أرد عليه بأقوال غربية منصفة، ليست أحزاباً أسلامية وليست أفواهاً سلفية، ولكنها أقلام غربية غير مسلمة، عرفت الحق وقالته؛ يقول جورج برنارد شو عن محمد صلى الله عليه وسلم: «يجب أن يسمى منقذ الإنسانية.. وإنى أعتقد لو أن شخصاً مثله تولى الحكم المطلق للعالم المعاصر لنجح فى حل مشاكله بطريقة تجلب للعالم ما هو فى أشد الحاجة إليه من سلام وسعادة.. لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً فى أوروبا الغد.. كما أنه بدأ يكون مقبولاً فى أوروبا اليوم.. كنت على الدوام أنزل ديانة محمد منزلة كبيرة من الإعزاز والإكبار لعظمته التى لا تنكر.. ولقد قرأت الكثير عن محمد ودرست ما يدعو إليه هذا الرجل العظيم فأعجبت به، ومن الواجب أن يدعى محمد المنقذ للإنسانية». ويقول الفيلسوف الفرنسى أوجست كونت: «إننى أقر وأعترف بأن محمداً أصغر من إله ولكنه على كل حال أسمى من البشر، نعم إنه من البشر ولكنه أسمى وأكمل من البشر». ويقول مايكل هارت فى كتابه «مائة رجل من التاريخ»: «إن اختيارى محمداً ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين الدينى والدنيوى. فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون إتمامها كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليها سواهم كموسى فى اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته، ولأنه أقام جانبَ الدينِ دولةً جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضاً وحَّد القبائل فى شعب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم». ويقول الباحث الفرنسى كليمان هوارت: «لم يكن محمد نبياً عادياً، بل استحق بجدارة أن يكون خاتم الأنبياء، لأنه قابل كل الصعاب التى قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بنى قومه.. نبى ليس عادياً من يقسم أنه لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها.. ولو أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة فى نشر الدعوة لأصبح العالم مسلماً». هذه آراء كتاب وفلاسفة غربيين فى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكننى أقول للشعوب المسلمة والجماهير الغفيرة التى تخرج فى كل الدول الإسلامية غضباً لرسولها صلى الله عليه وسلم، أقول لكم: اتبعوا الآية القرآنية التى جاءت فى بداية حديثى «وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور»، أكبر دفاع عن الرسول هو اتباع القرآن الذى نزل عليه، واتباع سنته صلى الله عليه وسلم وليس بالحرق والقتل والتدمير، لأن الذين يروجون للفيلم لا يريدون إلا غيظ المسلمين وإخراج وإظهار المسلمين للعالم أنهم قتلة وهمجيون وفوضويون وليسوا متحضرين وليس أكثر.. الله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم بأن بريطانيا وألمانيا سوف تتحولان إلى دول إسلامية عن قريب لكثرة دخول أهل هذه الدول فى الإسلام، وهذا ما يثير جنون وغضب الحاقدين على الإسلام.. الله يدافع عن رسوله بأن فى كل دقيقة يصلى مسلم فى قرية أو مدينة حول العالم فإنه لا بد أن يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاته، فهو على لسان المسلمين فى كل دقيقة حول العالم بل كل ثانية.. «ورفعنا لك ذكرك».