"أمن الدولة رجع تاني والجيستابو رجع تاني"، بهذه الكلمات بدأ مصعب الشاعر، أشهر مصابي الثورة، حديثه إلى الإعلامي موحود سعد، في برنامج "آخر النهار" على فضائية النهار، مؤكدا في الوقت نفسه أن التمسك بالأمل هو الذي جعله يعود مرة أخرى، قائلا "في ال14 عملية كنت أتخيل الضابط الذي ضربني وفاكر شكله تماما وأعطيت مواصفاته للنيابة، لكن القضية عليها علامات استفهام، تشعر أن الطريق ما زال ملوثا ومن حقق معي ضابط أمن مركزي سابق، فتكون جريمة قتل واضعة ولا تساعد فيها النيابة". وتعجب الشاعر من عدم فتح تحقيق في قضايا القتل، قائلا "بعد سنة ونصف تحقيق لم يفتحوا تحقيقا في قضايا القتل. أمن الدولة رجع تاني بمسمى جديد احترموا عقلية المواطن المصري، اعمل تحقيقا حقيقيا في أمن الدولة وطلعلي الضباط اللي عذبوا المعتقلين". وحول أسباب مشاركته في الثورة، قال مصعب "كنت أؤدي عملي بمستشفى برج الأطباء بالمهندسين وكنت رجلا عاديا وعائلتي عاديين معنديش مشاكل اقتصادية، ولكن لما بدأت أنزل وأشتغل شفت ناس بتموت مش لقية سرير في مستشفى ولو توفر السرير هيعيش، هل تتخيل إنسانا يفقد أبوه أو أمه لمجرد مفيش سرير والعلاج بسيط جدا. تخيل الطوارئ يقولك معنديش سرير الاستهتار بحياة البشر موجود، معنديش إمكانية أعالج الناس الحل إيه؟ هل أزوغ وأمشي ولا أراعي ضميري". وأضاف مصعب "الإنسان المصري محتاج إنك تحس بيه وتطبطب عليه تطلع أحسن ما فيه، ومرة وجدت شخصا يبيع كليته بأربعة آلاف جنيه عشان يتمم زواجه ويحصل على أوضه فوق السطح وخطيبته كانت بتتبرع هي الأخرى، هذه هي بلدي أنا عشت التجربة. هو ده الواقع. أنا أؤمن بتغيير حياة الناس الحقيقية، ثم خرجت ورأيت في جريدة الأهرام وزير الصحة الجبلي يصرح بالتوسع في زراعة الأعضاء يعني هنبقى سوقا دولية هتشعر بإيه في هذا الوقت؟". واستطرد: "لما قامت الثورة كان لازم أطلع مش عشاني عشان الراجل ده. حسيت إن اللي بيبيع كليته ده أخويا مش لاقي مسؤول يتحمل مسؤوليته. أنا وقفت مع الحق وده إحساس عظيم. أنا حاسس بالشهداء والمصابين وكل اللي سامعني أنا حاسس إن عندنا أمل إحنا مكملين لازم نزرع في الناس التمسك بالأمل ولازم الحكومة تدي للناس أمل". واستطرد الشاعر في مشاهد العنف أيام الثورة في قوله "كل موقف صعب أشوفه أقول انت بتحب مصر بجد. أنا شاهد على مذبحة كوبري قصر النيل. أنا قدرت أرجع للمكان ده بعد سنة ونص وبقول لكل قاتل انت ما فيك ريحة إنسانية يا قاتل، مبارك اتحاكم لكن اللي تحتيه اتساب متحكمش لحد دلوقت. أي كراهية وحقد يحملها هؤلاء؟ "الجيستابو" في مصر رجع تاني وبيستخبى، إزاي حسن عبد الرحمن رئيس الجيستابو في مصر يأخذ براءة؟ أي عدالة هذه أي أوراق قالت هذا؟ وجسمي هي الأوراق وعين أحمد حرارة هي الأوراق ودماء مرام هي الأوراق والدماء اللي سالت في الشوارع. واستنكر مصعب ما يشاهده على كوبري قصر النيل، قائلا "وكوبري قصر النيل بيبيع عليه فشار وأكل ليه منعلمش حجات تعلم الأطفال في المستقبل إن فيه حاجة حصلت على الكوبري؟". وأضاف "بقت خناقة سهلة جدا على الفضائيات الكل بيتكلم عن الثورة بقت تأليس ومجموعة تتكلم على مجموعة مين ما اتشوهش في مصر واتقال عليه خاين؟ أنا مذهول من اللي بيحصل في مصر، في حالة صدمة مفيش عدل والمصابين مش لا قيين ياكلوا ولا يتعالجو. أنا والدي خباني في البيت خايف ليقتلوني". ووجه مصعب كلامه إلى كل مصاب، قائلا "أقول لكل مصاب أوعى تيأس أو تستسلم هتكمل وهترجع خلي معاك الأمل كمل طريقك". وفي نهاية حديثه، قال مصعب "أنا اتسألت سؤالا وهو متى تقدر تقول الثورة نجحت؟ فقلت لما الفقير يلاقي ياكل، لما المريض يلاقي يتعالج، لما الفقير ميبعش كليته لما البنت اللي اتعرت يتحاكم اللي عمل فيها كدة".