وصلت جرائم قتل وسحل والتمثيل بجثث البلطجية إلى قرية الجندية التابعة لمركز بلبيس بالشرقية.. أهالى القرية ينتظرون ما سيحدث. «العرب قتلوا 10 رجالة من قرية التمانين انتقاماً لقتلهم 3 بلطجية كانوا بيسرقوا.. خايفة ده يحصل عندنا».. تجد الحاجة فاطمة عبدالفتاح، وهى سيدة مسنة من قرية الجندية، فى تلك الواقعة التى تستشهد بها، مبرراً كافياً لقلق أهالى قريتها، من رد فعل غاضب من أسر مسجَّلين قتلهما أهالى قريتها أمس الأول أثناء محاولتهما سرقة سيارة محملة بالماشية، وتمكن الأهالى من الإمساك بهما وقتلهما بعد 3 ساعات متواصلة من التعذيب أمام مسجد القرية. «الوطن» ذهبت إلى القرية، التى يبلغ تعداد سكانها حوالى 10 آلاف نسمة، لم يكن بها وجود أمنى مكثف كما هى العادة، وكأن شيئاً لم يحدث، وهو ما ضاعف من خوف الأهالى. معادلة القلق والخوف لديهم بسيطة «قتلنا اتنين بلطجية.. مش وارد أسرهم تنتقم؟». ويشرح الأهالى بداية الواقعة حسب رواية صاحب السيارة التى حاول البلطجيان سرقتها: «حاول المسجلان سرقة السيارة المحملة بالماشية، فتتبعوا السائق من بداية طريق قرية العباسة التابعة لمركز أبوحماد، وحدثت مناوشات بينهم عند كفر عيّاد التابع لمركز بلبيس، إلى أن أوقفوه أمام قرية الجندية، وأنزلوه من السيارة تحت تهديد السلاح، وتصادف ذلك مع مرور عقيد بالجيش، حاول إيقافهما مشهراً فى وجههما السلاح، فشاهدتهم إحدى سيدات القرية، وصرخت، مما أدى إلى تجمع الأهالى الذين قطعوا صلاة الظهر فى المسجد القريب من مكان الواقعة وتمكنوا من الإمساك بهما. «وضربناهم لحد ما ماتوا وكمان قطعنا شرايينهم»، الكلام للأهالى، «لكن قبل كده حاولنا التعرف عليهم، خاصة أننا لم نعثر معهما على أى أوراق». وحاول أحد القتيلين تضليلهم وإيهامهم بأنهما من قرية تابعة للعرب حتى يكف الأهالى عن ضربهم، خشية انتقام العرب منهم، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة ضربهما. ثم تعدى السائقون عليهما بالضرب بعد علمهم بمحاولة سرقة إحدى السيارات، ووجه لهما أحد المارة العديد من الضربات، مؤكداً أنهما استوقفاه فى وقت سابق وسرقا منه سيارة ومبلغ 40 ألف جنيه. «يعنى من الساعة 12 حتى الساعة 3 العصر تقريباً»، تابع الأهالى متحدثين عن الفترة التى استغرقتها عملية القتل حتى وصلت قوات الشرطة للمكان بعد أن فارق أحدهما الحياة، فيما كان الآخر لا يزال حياً إلا أنه توفى قبل نقله لمستشفى بلبيس المركزى. الحاج عبدالرحمن، أحد الأهالى، قطع الحديث ليبرر ما فعله الأهالى: «تعرضنا لحالات سرقة وبلطجة متعددة، حيث سُرق أكثر من 10 سيارات من القرية والقرى المجاورة خلال الفترة الماضية وهذا سبب غضبنا». وقال إبراهيم على، إن ما حدث للبلطجية يستحقونه بعد ترويعهم للأهالى، خاصة فى ظل الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة، مضيفاً أن قوات الشرطة عندما ذهبت لموقع الحادث قالت لهم: «ليه طلبتوا الشرطة.. قتلتوهم كنتوا ارموهم فى الترعة». وطالب الأهالى بإنشاء نقطة شرطة فى القرية، نظراً لحالات السرقة والقتل المتكررة والمستمرة، حتى تكون هناك استجابة سريعة فى حالات الاستغاثة من جانبه، قال اللواء محمد كمال جلال مدير أمن الشرقية فى تصريح ل«الوطن»: ما حدث محاولة من الأهالى لأخذ حقهم بأنفسهم، وكان يكفى أن يتحفظوا على البلطجية ويربطوهم ويسلموهم للشرطة حتى يحصلوا على عقاب رادع وفقاً للقانون». وتابع: «أرسلنا مجموعة قتالية من الشرطة استقرت أمام المسجد الكبير فى القرية، وتم إرسال شرطة من الإنقاذ النهرى للبحث عن البندقية التى أشار الأهالى إلى أنها كانت بحوزة أحد القتيلين، وتم استخراج الدراجة البخارية الخاصة بالقتيلين بعد أن أشعل الأهالى النيران بها وألقوها فى الترعة». وأضاف أنه لا يخشى وقوع اشتباكات بين أهالى القرية وأهالى القتيلين، خاصة أنه تبين أن القتيلين من محافظة أخرى ومسجلين خطر، مضيفاً أنه يلتمس العذر لأهالى القرية فى مطالبتهم بحماية القرية وتأمينها، خاصة مع تكرار هذه الحوادث، مؤكداً أنه تتم استعادة الأمن فى المحافظة بشكل تدريجى، مناشداً المواطنين إعمال العقل والالتزام بالقانون. كان مدير أمن الشرقية تلقى إخطاراً من مركز شرطة بلبيس يفيد بقتل أهالى قرية الجندية لشخصين يستقلان دراجة بخارية حاولا سرقة السيارة 1964 ر ق ج ربع نقل محملة بعدد من الماشية قيادة سيد حسن عبدالعال (26 سنة - سائق)، والمقيم بقرية السماعنة مركز فاقوس وكان فى طريقه لبيعها بسوق الثلاثاء، وتحرير محضر بالواقعة، وتم إخطار النيابة لإجراء التحقيقات اللازمة، برئاسة المستشار محمد العوضى، رئيس نيابة بلبيس. وتبين أن المجنى عليهما كل من أحمد السيد أحمد (48 سنة - عاطل) مقيم بالجبل الأصفر بالخانكة محافظة القليوبية، وأحمد سيف أمين حسن (31 سنة - سائق) ومقيم بالخانكة أيضاً، وأمر محمد فكرى مدير نيابة بلبيس بتسليم الجثث لذويها ودفنها.