أدان المركز المصري لحقوق المرأة بشدة، حادث القتل العمد الذي نجم عنه قتل فتاة لم تتجاوز العشرين عامًا في أسيوط باستخدام بندقية آلية، تفيد الوقائع بأن الضحية "إيمان م. م" كانت تسير في الشارع الرئيسي بقريتها بصحبة صديقتها حين تعرضت للتحرش، فبصقت على وجه المتحرش بها وسبته، قائلة: «حقي هيرجع.. حقي هيرجع غصب عنك»، فاقترب منها وتعدى عليها بالضرب على وجهها، وسقطت "إيمان" على الأرض، وقبل أن تنهض أمسك ببندقية آلية وأطلق عليها رصاصة واحدة في الصدر فأودت بحياتها على الفور. وذكر بيان أصدره المركز اليوم، الخميس، أن المركز المصري يتطوع للدفاع عن الضحية، ويطالب الدولة باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والصارمة من خلال محاكمة عادلة وعاجلة للمتهم حتى لا تتحول شوارع القاهرة إلى ساحة للعنف ضد النساء أو حرب شوارع، وسرعة إصدار القانون الذي سبق إرساله للرئيس ليتبناه استنادًا إلى السلطة التشريعية الموكلة لسيادته نتيجة غياب المجلس التشريعي الذي أرفقت معه اللائحة التنفيذة والمذكرة الإيضاحية. وأشار البيان إلى أن هذه الجريمة الشنعاء تأتي في إطار التزايد المستمر لظاهرة التحرش الجنسي التي يعتبرها المركز سرطانا اجتماعيا تفشى، ويلزمه العلاج السريع، ونتيجة متابعة المركز للزيادة المطردة في جرائم التحرش الجنسي، ولحرصه على القضاء على التحرش الجنسي بإعمال القانون، فقد سبق وأرسل المركز مشروع القانون المقترح للتحرش الجنسي إلى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية يوم الاثنين الموافق 27 أغسطس 2012 لكي يتبنى مشروع قانون تجريم التحرش الجنسي لسنة 2012، بتعديل قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 ولم تتم الاستجابة، إضافة إلى إرسال مشروع القانون إلى المجالس المنتخبة سابقا عدة مرات ولم تتم الاستجابة أيضا. جدير بالذكر أن مشروع القانون جاء نتيجة جهد متواصل لأكثر من ثلاث سنوات شارك في إعداده القانونيون والأمنيون ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء، وتم الاستناد فيه على دراستين؛ الأولى بعنوان التحرش سرطان اجتماعي التي وصلت عينة البحث فيها إلى ثلاثة آلاف سيدة أكدن على تعرضهن للتحرش ولو لمرة واحدة. والدراسة الثانية بعنوان "غيوم في سماء مصر" التي بلغت عينة البحث فيها إلى 50% سيدات و50% رجال، أقرت السيدات بنسبة 83% من المصريات تم التحرش بهن، كما أقر 63% من الرجال أنهم تحرشوا ولو لمرة واحدة، ما يشير إلى تطورات خطرة فيما يتعلق بأمان النساء في مصر، ويؤثر على حياة النساء حيث إننا بصدد ضحايا قتل ناجم عن تلك الظاهرة.