هو خط الدفاع الأول عن بوابة مصر الشرقية على مر العصور، ذاق مرارة الحرب والاحتلال لسنوات عديدة، دعم جنود وضباط الجيش المصرى فى حرب فلسطين عام 1948، ولم يستسلم لليهود بعد نكسة 1967، حمى الجنود التائهين فى الصحراء، فأطعمهم بعد جوع وسقاهم بعد عطش وأمنهم بعد خوف، وفتح بيوته لهم قبل أن يساعدهم فى العودة لمصر عن طريق الأردن، حتى لا يقعوا فريسة سهلة فى أيدى الصهاينة. هو عضو منظمة سيناء العربية التى كُتب أسماء أعضائها بحروف من نور فى سجل المخابرات العامة المصرية. هو الشيخ الحكيم الوفى، المخلص، الواعى، ابن البادية والحضر، صاحب العقال الأسود والجلباب الأبيض، طيب القلب، عطر الذكر، من أمثال البطلين «سالم أبوطويلة» و«حسن خلف». هو الذى غابت عنه التنمية بعد اتفاقية السلام، والمحاصر بين الإرهابيين وأجهزة الأمن. إنه المواطن السيناوى، الممنوع من تملك الأراضى، الذى يقف على معدية القنطرة بالساعات للعبور من وإلى سيناء، يتم تفتيشه بعناية فائقة لمجرد أن أرقام سيارته «سيناوية»، لا يستطيع التحرك بسهولة فى شمال سيناء؛ لأن الطرق والشوارع الرئيسية فى العريش والشيخ زويد مغلقة دائماً أمامه، حتى إن أخليت من المقار الأمنية والحكومية. رغم ما يشعر به المواطن السيناوى من ضيق وتذمر إثر العمليات العسكرية المتواصلة على أوكار الإرهاب جنوب الشيخ زويد ورفح وما يرافقها من قطع للاتصالات وقتل وهدم للمنازل والمزارع، على سبيل الخطأ، فإن رصيد المؤسسة العسكرية الوطنية لا يزال يسمح بمد جذور الثقة والتعاون بين الجانبين بعودة الأمن والطمأنينة إلى سيناء. ظن الناس فى مصر أن أهالى سيناء الذين اكتووا بنار الإرهابيين والجهاديين نسوا ثأرهم ودم أبنائهم الذين اغتالهم الإرهاب، لكن ما خفى عن الجميع هو أن السيناويين لم ينسوا أبداً، فواجهوا رؤوس الفتنة بكل قوة وأخذوا ثأرهم بأيديهم، رافعين شعار «بيدى لا بيد عمرو»، واستطاعوا مؤخراً قتل شادى المنيعى، أحد أخطر قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس، بالقرب من منطقة المغارة وسط سيناء مع ثلاثة قيادات جهادية أخرى كانوا بصحبته.