كلف تنظيم الإخوان قواعده في جميع المحافظات، بدعم وتمويل حملة "ضدك" التي أطلقتها حركة شباب 6 أبريل، الأيام الماضية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وطالب التنظيم أعضاءه بالتنسيق مع ممثلي الحركة، وطبع مطبوعات الحملة، ونشرها على أوسع نطاق، فيما شددت "6أبريل" على رفضها لانضمام "الإخوان" إلى الحملة، التي وصفوها بأنها ضد "العسكر والإخوان". وقال محمد رضوان، أحد شباب التنظيم، في تصريح ل"الوطن": "الإخوان سيدعمون حملة ضدك التي دشنتها 6 أبريل بالمال والجهد في كل المحافظات، بهدف إحداث زخم سياسي وشعبي قوي يتجه لرفض الانتخابات الرئاسية، وتشجيع المواطنين على مقاطعتها، وجاري التنسيق مع مسئولي الحركة في المحافظات للاتفاق على آليات التعاون والتنسيق خلال الأيام القليلة المقبلة، وشكلنا لجنة إعلامية فرعية في كل محافظة، للترويج للحملة". وأضاف "رضوان": "التنظيم على استعداد طبع مئات الآلاف من النسخ الخاصة بالحملة وتوزيعها على المواطنين في أماكن التجمعات، والميادين، والجامعات، وفي أثناء الاحتجاجات المختلفة، لنشر الحملة وتوسيع رقعة انتشارها". وقال أحمد عبدالعاطي، أحد القيادات الشابة بالتنظيم، إن "الإخوان" يجرون اتصالات مع عدد من شباب القوى والحركات الثورية، للتنسيق بشأن مبادرة "رفاق الميادين"، التي أطلقوها أول الأسبوع الجاري، لتوحيد العمل المشترك بين القوى الرافضة لما وصفوه ب"حكم العسكر"، ونبذ الخلافات بينهم، لمواجهة النظام الحالي. وأشاد "عبدالعاطي" بحملة "ضدك" التي أطلقتها حركة 5 أبريل، مؤكداً أن التنظيم قادر على تمويل أي مبادرة مضادة للنظام الحالي، متابعاً: "أهم من الدعم، أن نتوافق فكرياً وننبذ خلافاتنا، ونندمج جميعاً من جديد في تحالفات ثورية". في المقابل، قال محمد فؤاد، القيادي في حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، أحد مسئولي حملة ضدك، ل"الوطن"، إن هدف الحملة مواجهة العسكر والفلول والإخوان، على حد سواء، وأن تركيز الحملة على انتقاد المشير عبدالفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، يرتبط بطبيعة المشهد الحالي المرتبط بالانتخابات، لكن الحملة ستكثف هجومها ضد قيادات نظامي "مبارك والإخوان"، مع قرب الانتخابات البرلمانية، لمنع مرورهم إلى مجلس النواب، مضيفاً: "كيف يشارك الإخوان في حملة ترفضهم، نحن نرفض انضمامهم لنا، أو التنسيق معنا". في سياق متصل، رفضت حركة الاشتراكيين الثوريين التحالف مع تنظيم الإخوان، بعد توجيه دعوة رسمية إلى الحركة من التنظيم، للدخول في تحالف سياسي خلال الفترة المقبلة، لمناهضة النظام الجديد الذي سيعقب الانتخابات الرئاسية، والعمل على عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى الحكم، مرة أخرى. وقال هيثم محمدين القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين، ل"الوطن": "لا يمكن أن نتحالف مع الإخوان وحلفائهم، وشعارات الإخوان، وتحالف دعم الشرعية، التابع لهم، تؤكد غيابهم عن الواقع، وعدم قدرتهم على التأثير في الرأي العام، بل أن بعض تلك الشعارات تثير الضحك، والسخرية، مثل ادعائهم بموت السيسي، وأن الانقلاب يترنح، ما تسبب في موجة إحباط ضربت قواعد التيار الإسلامي كله، ويؤكد هذا الأمر أن علاقتهم بفكرة الاستراتيجية والتكتيك والتحركات الميدانية السليمة، مثل علاقة سيدة عجوز بفن الباليه". وأضاف "محمدين": "الإخوان فشلوا في معركتهم بعودة الشرعية التي يتحدثون عنهم، ولم ينجحوا في كسب تعاطف المواطنين، والفئات الفقيرة كالعمال والفلاحين وأهالي الأحياء الشعبية، بل تلك الفئات ربما تكون أكثر رفضاً للإخوان، رغم تعاطفهم السابق معهم، ولن نشترك معهم في معركة خاسرة". وقال أحمد سعيد أبوالوفا مسئول شعبة إخوانية في البحيرة، ل"الوطن": "من الطبيعي ألا يوافق الاشتراكيون الثوريون على الاندماج في تحالف سياسي مع الإخوان خاصة، وأن الحركة كانت ضد الرئيس السابق محمد مرسي أثناء حكمه، لكن يجب أن يعلم أعضاء حركة الاشتراكيين الثوريين، وغيرهم من الحركات السياسية الأخرى، مثل 6 أبريل، أن الدور عليهم أصبح قريباً، خاصة بعد محاولات الجيش التخلص من الإخوان سياسياً، وعليهم أن يتعظوا مما حدث مع أحمد ماهر، ومحمد عادل، وأحمد دومة، المحكوم عليهم بالسجن 3 سنوات، جراء التظاهر دون إذن من الداخلية طبقا لتفاصيل القانون الجديد الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور". ودعا "أبوالوفا" جميع القوى السياسية الرافضة للتحالف مع "الإخوان"، غلى مراجعة موقفهم، وقبول العمل المشترك خلال الفترة الحالية، التي وصفها ب"الأكثر صعوبة"، لمواجهة النظام السياسي الحالي، والدفاع عن الديمقراطية، ومنع عودة "الحكم العسكري بكل أركانه" حسب قوله، مضيفاً: "عليهم أن يتغاضوا عن أخطاء الإخوان حالياً، فلا وقت للخلاف، خاصة أن الجميع أخطأ في حق الثورة".