سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«حملة السيسى الشعبية».. مساعدات من «الرسمية» وتبرعات من «المؤيدين» الحملة تنظم مسيرة سيارات من غمرة للمهندسين والسائقون يشاركون بالكلاكسات «دى جى» ورقص فى معرض برمسيس.. وسائق تاكسى يترك الوردية من أجل عيون المشير
تختبئ الحوائط الأربع خلف صور المشير.. صهد حار يملأ المقر الموجود أسفل كوبرى غمرة تزيده أنفاس الموجودين حرارة.. حركات سريعة استعداداً لفعالية على وشك البدء.. كميات من الملصقات الدعائية تُحمل إلى الداخل، وعشرات المحتشدين بالخارج يرقصون على أغنيات راقصة تم إنتاجها دعماً لمرشحهم الرئاسى عبدالفتاح السيسى، وسيدة شقراء ترتدى علم مصر فى مقدمة الراقصين تحفز المارة على المشاركة وتمد يدها لهم ب«بوسترات» المشير. ظهر الخميس الماضى، بدأ أفراد الحملة الشعبية فى التوافد إلى المقر الذى تقول مديرة الحملة إنه «عبارة عن معرض صغير يقع على شارع رمسيس بغمرة تم التبرع به للحملة الشعبية»، تضيف: «حملتنا تتواصل مع الحملة الرسمية التى يقع مقرها الرئيسى بالقاهرة الجديدة، ويقوم المواطنون بالتبرع لنا بالملصقات التى نحتاجها». أمام المقر احتشدت نحو سبع سيارات ملاكى وأجرة، فضلاً عن سيارة نقل محمولة عليها سماعات ضخمة، وعشرات من المشاركين فى المسيرة التى تم التحضير لها من غمرة إلى المهندسين بالسيارات. وبينما ينهمك أفراد الحملة والمتضامنون معهم فى الرقص، كانت سيدة منتقبة تلوح لهم بإشارة رابعة وتشهر فى وجوههم مصحفاً، الأمر الذى واجهه أفراد الحملة بالهتاف لمرشحهم الرئاسى والهتاف ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، ومن المواقف السلبية التى واجهها المشاركون فى مسيرة تأييد السيسى ترديد بعض المارة عبارة «الهاشتاج المسىء» الذى استهدف به عدد من مستخدمى «فيس بوك» شخص المشير منذ أسابيع، ما دفع أفراداً من المتضامنين مع الحملة لتبادل السباب والشتائم مع مرددى «اسم الهاشتاج» على مسامع أفراد الحملة والمشاركين فى المسيرة. بعيداً عن مقر الحملة بنحو عشرة أمتار، توقفت سيارة ملاكى فضية اللون، فسارع نحوها مجموعة من أفراد الحملة الشعبية ليصافحوا السيدة التى جلست على مقعد القيادة، قبل أن يتوجهوا نحو «شنطة العربية» الخلفية، حيث أخرجت السيدة مجموعة من الملصقات الدعائية للمشير، فيما عرفت السيدة سالى سراج الدين، التى قدمت الملصقات، نفسها ل«الوطن» بأنها إحدى أعضاء الحملة الرسمية لترشيح المشير، قائلة: «الحملة الرسمية متواصلة مع كافة الحملات الشعبية غير الرسمية لترشيح المشير السيسى للرئاسة، وأحياناً نقدم لهم بعض التبرعات بالملصقات، وهذا فى القاهرة وكذلك فى المحافظات». محمود يوسف، سائق تاكسى، مر بالصدفة بمقر الحملة، أوقف سيارته ثم ترجل منها وصعد فوقها وبدأ فى الرقص ممسكاً ملصقين للسيسى، وبعدما أنهى رقصته استفسر عن خط سير المسيرة التى قرر أن يشارك فيها بسيارته التاكسى، متخلياً عن استكمال ساعات «الوردية» التى يعود منها ب«أكل العيال». مع انطلاق المسيرة، التى ضمت نحو سبع سيارات وعشرات المؤيدين للمشير، سلكت السيارات كوبرى أكتوبر ثم ميدان التحرير ومنه إلى كوبرى قصر النيل وشارع التحرير. وتقول محاسن السنوسى، الصحفية والمنسق الإعلامى للحملة الشعبية، إن «حجم المشاركة فى المسيرة وتفاعل المارة وركاب وسائل المواصلات معها لم يكن متوقعاً، فقد جاءت نسبة المشاركة أكبر مما نتوقع». وتضيف «السنوسى» أن «فوز المشير السيسى محسوم، وحظوظه الانتخابية لا تقارن بالمرشح المنافس، وما يحدث الآن ليس دعاية انتخابية بقدر ما هو «مراسم تتويج» برئيس مصر القادم ومناشدة للمواطنين بالمشاركة بكثافة فى الانتخابات المقبلة». تقدمت سيارة النقل التى تحمل السماعات المكبرة المسيرة، ومن خلفها تسير بقية السيارات فى بطء، وأعلى كوبرى أكتوبر تبادل ضباط وأمناء شرطة المرور التحيات مع المشاركين بالمسيرة. من دون احتكاكات مرت المسيرة التى اعتمدت على الأغنيات التى تم إنتاجها دعماً للقوات المسلحة والمشير السيسى، إلى جوار سلسلة بشرية نظمها أفراد من حملة دعم المرشح حمدين صباحى، وتوقفت المسيرة عدة مرات فى طريقها؛ مرة أعلى كوبرى أكتوبر، حيث شغلت حارة واحدة من الكوبرى، فيما أفسحت بقية الحارات المتجهة إلى الدقى لحركة المرور، إلا أن عدداً كبيراً من السيارات قامت بإطلاق «الكلاكسات» تعبيراً عن التأييد ل«السيسى»، مع قيام بعض قائدى السيارات بشتم وسب المشاركين فى مسيرة السيسى، وترديد «الهاشتاج المسىء» للسيسى. ثم توقفت المسيرة ثانية فى ميدان التحرير لوقت أطول، حيث شارك عدد من المارة أفراد المسيرة الرقص، وكذلك الهتاف «يا أبودبورة ونسر وكاب.. فوضناك ضد الإرهاب»، وبعد ذلك تابعت المسيرة طريقها إلى شارع التحرير الذى كان متوقفاً بمحاذاة دار الأوبرا المصرية، ثم ميدان الجلاء، ثم ميدان الدقى ثم إلى بعض شوارع منطقة المهندسين.