تفاقمت الأزمة بين تنظيم القاعدة، من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، وعدد من الجهاديين، من جهة أخرى، بعدما هاجم أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم «داعش»، أيمن الظواهرى، زعيم «القاعدة»، واتهمه بالانحراف عن منهج التنظيم الذى وضعه أسامة بن لادن، الزعيم السابق. وقال أبوالليث المصرى، القيادى الجهادى، فى مقال بعنوان «الانتصار لدولة الموحدين»، نشره أحد المواقع الجهادية، إن مشروع «الظواهرى»، زعيم «القاعدة»، الذى كان يوماً الكتيبة المتقدمة التى تتقدم مسيرة الجهاد والمواجهة، لم يعد يمثل الإسلام ولا الطائفة الظاهرة ولا الأمة، وبات واجباً على فروع «القاعدة» الخروج منه والانفصال عنه، والانضمام إلى المشروع الذى يمثل المواجهة، وهو «الدولة الإسلامية فى العراق والشام». وأضاف: «قاعدة الجهاد التى أصبحت قاعدة للسلم ومن خلال رموز كانت يوما نجوماً فى السماء تتقدم المواجهة لتحقيق الإسلام، ثم غيرت وبدلت، لانحراف فى الفهم والمنهج فصارت حرباً على أهل الحق بدلاً من أن تكون متقدمة لنصرتهم، وساهمت فى إشعال الفتنة بين المجاهدين»، مؤكداً أن أفكار «الظواهرى» تتفق مع أفكار المشروع العلمانى والعالمى الكافر، فيكون الاتفاق والمساعدات والدعم واتساع مساحة التأييد فى الإعلام وتقديمه كمشروع بديل ونموذج يجب أن يحتذى، يستطيع أن يحقق ما عجزت عنه العلمانيات التقليدية، ولا مانع من القضاء عليه بعد تحقيق أهدافه، كما حدث فى مصر، قاصداً تجربة الرئيس المعزول محمد مرسى وتنظيم الإخوان. وأشاد «المصرى» بحديث أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم «داعش»، ووجه حديثه ل«الظواهرى» قائلاً: «الرمز يمكن أن يكون من رموز أهل الباطل، ومن ثم يجب فضحه وتعريته لأن الأمر متعلق بالإسلام لا بالشخص فى نفسه، وكلاهما مطلوب شرعاً، أما الوقوف عند العالم واعتباره وتقديمه فى حال خروجه عن الصراط المستقيم واعتباره كنقطة ارتكاز فهو الباطل بعينه الذى ينبغى التبرؤ منه». فى المقابل، قال حمدى بخيت، الخبير العسكرى، ل«الوطن»، إن تنظيم القاعدة يحاول تجميع شتاته مرة أخرى بعد الضربات المتلاحقة التى تلقاها طيلة الفترة الماضية من أمريكا والجيش المصرى فى سيناء، مؤكداً أن التنظيم فَقَد قدرته على التحرك بشكل كبير، خصوصاً أنه أصبح ملاحقاً فى العراق وسوريا وكافة الدول العربية.