خطوات عديدة اتخذتها دول العالم، لتخفيف قيود الإغلاق التي فرضتها استراتيجيات السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ بداية العالم الجاري، ومع إعادة فتح دور العبادة والسماح للمواطنين بالخروج، بدأت بعض الدول إعادة فتح المدارس واسئناف الدراسة بعد فترة طويلة من التوقف، ولكن وفق إجراءات احترازية لمنع تفشي الوباء مرة أخرى، وتعتبر تلك التجارب المختلفة سيناريوهات مفتوحة أمام مصر عند تنفيذ خطوة عودة الدراسة. في الأسابيع الستة الماضية، بدأت أكثر من 20 دولة في إعادة فتح المدارس، وعادة ما تكون إعادة الافتتاح لبضع مجموعات عمرية لأطفال الأصغر سنا، مع الالتزام بتدابير النظافة الإلزامية. مدارس بريطانيا بريطانيا كانت من أحدث الدول الأوروبية التي أعادت الطلاب إلى المدارس، أمس،، لأول مرة منذ إغلاقها قبل عشرة أسابيع بسبب فيروس كورونا، وتم استئناف الدراسة بالرغم من خوف الأهالى من عودة أطفالهم للمدارس، حيث اقتصر الأمر على المدارس الابتدائية، مع الحرص على تواجد معدات الوقاية الطبية والالتزام بالمسافة الآمنة بين الطلاب. كوريا الجنوبية وبالتزامن مع ارتفاع معدلات الإصابات بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية، تم تشديد الإجراءات الاحترازية في المدارس لمنع انتشار الفيروس، وقامت وزارة التعليم بتقليل عدد التلاميذ الذين يدرسون في المدارس في منطقة العاصمة في خطوة استباقية لتحجيم العدوى. وبناء على الخطة، يجب ألا تزيد كثافة الفصول المدرسة بالمدارس الابتدائية والإعدادية عن ثلث العدد المعتاد، وألا تزيد عن ثلثي العدد بالمرحلة الثانوية، وذلك في العاصمة الكورية الجنوبية، والمناطق المحيطة بها فقط، مع التأكد من تدابير الحجر الصحي على نحو كامل. واعتمدت كوريا الجنوبية، في البداية على عودة طلاب الأكبر سنا أولا في المدارس الثانوية، ثم إعادة الطلاب في بقية المراحل التعليمية للمدارس على مراحل حتى 8 يونيو، وقامت المدارس بتوزيع المكاتب والمقاعد على مسافات بعيدة وتجهيزها بفواصل بلاستيكية، ونصبت نقاطًا لقياس درجات الحرارة، ونفذت إجراءات التباعد الاجتماعي في أماكن تناول الوجبات، وفقا لما نشرته وكالة "يونهاب"؟ ولكن تم إغلاق حوالي 250 مدرسة بالقرب من العاصمة سيول في 28 مايو، بعد أيام قليلة من افتتاحها ، بعد الإبلاغ عن 79 حالة، ولكن المدارس في جميع أنحاء البلاد لا تزال مفتوحة. التعليم في النمسا بينما اعتمدت النمسا التي عاد طلابها إلى الصفوف الدراسية في 18 مايو الماضي، على نظام التناوب، بعد عودة 700 ألف طالب في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، حيث يحضر الطلاب على مجموعتين ويتقاسموا أيام الأسبوع. وقال وزير التعليم النمساوي الدكتور هاينز فاسمان، في تصريحات، إنه نظرا لظروف وباء كورونا تم تقسيم الفصول الدراسية إلى مجموعتين، حيث يتم تناوب تلقي الدروس، مشيرا إلى أن اليوم الدراسي يبدأ بغسل اليدين أو تطهيرهما كما يجب ارتداء حماية للأنف والفم في المدرسة مع إلغاء الأنشطة الإضافية. وهو نفس النظام الذي اتبعته هولندا مع التلاميذ، وهو ما أطلق عليه رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، "الدوام الجزئي". وفي فرنسا تم إعادة فتح المدارس، ولكن أعلنت الرئاسة، أن أولياء التلاميذ ليسوا ملزمين بإعادة أولادهم إلى المدارس، علما بأن وزير التعليم الفرنسي جان ميشال بلانكيه، أعلن أن حجم الصف لن يتعدى 15 تلميذا بينما يظل طلاب المراحل الثانوية في منازلهم. الدنمارك كانت الدولة الأوروبية الأولى، التي أعادت مبدئيًا فتح دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس الابتدائية على مجموعات مكونة من 15 طفلا، في منتصف أبريل بعد إغلاق دام شهرًا، على الرغم من مقاومة كبيرة من الآباء. تونس أول دولة عربية تعيد فتح الصياغة كانت تونس من أول الدول العربية التي تعيد طلابها إلى المدارس، حيث بدأت مع الصفوف الأكبر سننا، في 28 مايو الماضي، حيث أعيد فتح 600 مدرسة ومركز تعليمي، لمدة 3 أسابيع قبل موعد الامتحانات النهائية. وقد أعلن وزير التعليم التونسي في وقت سابق، إنهاء السنة الدراسية للمراحل الابتدائية والإعدادي والثانوي، والإبقاء على امتحانات الثانوية العامة وامتحانات دخول المعاهد النموذجية، والسنة الجامعية. فضلت الجزائر تأجيل امتحانات اتمام المراحل النهائية إلى شهر سبتمبر المقبل، وإلغاء امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وإجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر المقبل، على أن يتم إجراء امتحان شهادة البكالوريا في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر المقبل، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة الجزائرية. وتابعت: "الانتقال في أطوار التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي من مستوى إلى آخر باحتساب معدل الفصلين الأول والثاني، وتخفيض معدل القبول، فيما تقرر تأجيل الدخول المدرسي للعام الدراسي 2020 -2021 إلى بداية شهر أكتوبر". بينما قررت وزارة التعليم السعودية، في أبريل الماضي، إنهاء العام الدراسي بعد اعتماد نفس درجات الفصل الأول للفصل الثاني، ونقل جميع الطلاب للصفوف الدراسية التالية، وهو نفس الطريق الذي انتهجته سلطنة عمان، في 5 مايو الماضي، إنهاء العام الدراسي لجميع طلبة المدارس الحكومية والخاصة، وفى الإمارات تم إلغاء الامتحانات الخاصة بنهاية العام الدراسي الجاري، واستبدالها ببعض مهام التقييم الإلزامي". من جانبها أجلت الكويت الدراسة حتى أغسطس المقبل، ووضعت سيناريوهين لعودتها، وفقا للسيطرة على انتشار فيروس كورونا، الأول أن يتم العودة إلى استئناف الدراسة لطلبة الصف الثاني عشر في مطلع أغسطس، وتستأنف لبقية الصفوف في مطلع أكتوبر، على أن يستكمل الطلبة ما تبقى من العام الدراسي المخفف، وفقا لما نشرته صحيفة "الجريدة" الكويتية. والاحتمال الثاني في حالة عدم السيطرة على انتشار الفيروس التاجي قبل أغسطي، أن يتم ترحيل موعد بدء الدراسة لطلبة الصف الثاني عشر إلى مطلع أكتوبر، وأن تنطلق الدراسة لجميع الصفوف في هذه الحالة، ليستكمل العام الدراسي في غضون 6 أسابيع، وتعلن النتائج ويباشر الطلبة العام الدراسي الجديد في مطلع ديسمبر.